كيث أندروز عبقرية خرجت من الظل لتسقط الكبار
تولى البريطاني كيث أندروز القيادة الفنية لفريق برينتفورد خلفاً لتوماس فرانك بعد انتقاله إلى توتنهام، ليؤكد سريعاً حنكته في الدوري الإنكليزي الممتاز.
منذ إعلان إدارة برينتفورد تعيين أندروز، كان الرجل مجرّد مدرب للكرات الثابتة في الجهاز المعاون لتوماس فرانك. لم يسبق له قيادة أي فريق من قبل، واقتصر تاريخه على العمل في فرق مثل ميلتون ومنتخب إيرلندا وشيفيلد يونايتد. تعيينه في نادٍ ينافس في أقوى دوري في العالم بدا كأنه مجازفة من إدارة النادي. لم يسلم المدرب من الانتقادات، فالجميع رأى فيه مدرباً يفتقر إلى الخبرة.
لم يلتفت المدرب الشاب إلى ذلك، إذ جاء الرد على أرض الملعب. في غضون أسابيع قليلة، وضع كيت أندروز بصمته الأولى داخل النادي، من خلال خلق بيئة إيجابية داخل غرفة الملابس. فقد حوّل مجموعة لاعبيه إلى عائلة تقاتل بروح واحدة من أجل شعار النادي.
وأتت النتائج لتتحدث عنه، إذ في 11 مباراة خاضها حتى الآن، فاز في 5، وتعادل في 2، وخسر 4. أرقام تبدو متوازنة، لكنها تكتسب قيمتها الحقيقية حين نُدرك أنّ معظم تلك الانتصارات جاءت على حساب الكبار.
ألحق أندروز الهزيمة الوحيدة بفريق بورنموث في هذا الموسم، وتفوّق على أستون فيلا مرّتين (فوز في الدوري، وتعادل أقصاه من كأس الرابطة بركلات الترجيح)، كما حقق انتصارين تاريخيين على مانشستر يونايتد وليفربول، ونجح باقتناص نقطة ثمينة من تشيلسي في الدقائق الأخيرة، فيما جاءت خسارته من مانشستر سيتي بصعوبة، وبهدف يتيم.

لم يقدّم المدرب الشاب كرة هجومية مفتوحة، بل اعتمد على واقعية مرنة تقوم على التنظيم الدفاعي الصارم والانتقال السريع إلى الأمام. الخطة التي يعتمدها تمنح الفريق توازناً فريداً، فهو لا يسعى إلى الاستحواذ، بل إلى السيطرة الذهنية على الخصم.
ربما لم تُكتب قصة أندروز كاملة بعد، لكنها تُثبت أنّ كرة القدم لا تعترف بالخبرات الورقية بقدر ما تُكافئ المدرب الذكي والجريء والقادر على الإقناع، والنجاح لا يحتاج دائماً إلى اسم ضخم أو تاريخ حافل، بل إلى شجاعة مدرب يحترم الكبار لكنه لا يخشى من إسقاطهم.
نبض