مودريتش يواصل كتابة المجد متحدياً الزمن
بينما توقع الكثيرون أن يقترب لوكا مودريتش من الاعتزال مع بلوغه الأربعين، يثبت اللاعب الكرواتي في كل مرّة أنّ العمر مجرّد رقم، وأنّ الإرادة والشغف قادران على تحدي الزمن.
مغادرته ريال مدريد وانضمامه إلى ميلان في الدوري الإيطالي دفع البعض للاعتقاد أنه على وشك إنهاء مسيرته الكروية، إلا أنّ مودريتش فاجأ الجميع مرّة أخرى، مظهراً إصراراً لافتاً على استكمال مشواره الكروي وتألقه الذي بدا كأنّ الشباب قد عاد ليتجدد معه.
في مواجهة حاسمة جمعت ميلان وبيزا ضمن منافسات الدوري الإيطالي، وبينما كان ميلان يواجه خطر فقدان النقاط الثلاث بالهزيمة 2-1 حتى الدقيقة 93، جاء الحسم من تمريرة ساحرة قدمها مودريتش مكّن بها فريقه من إدراك التعادل، لينتزع نقطة ثمينة في اللحظات الأخيرة.
الأمر اللافت لم يكن بلمسته الحاسمة في الوقت القاتل فحسب، بل في أدائه الاستثنائي خلال اللقاء بكامله؛ فكان مودريتش محور الأداء بتحقيقه معدل 122 لمسة للكرة، وأرسل 21 تمريرة دقيقة إلى الثلث الهجومي الأخير، بالإضافة إلى نجاحه الكامل في تنفيذ الكرات الطويلة الثماني كلها.
وعلى صعيد الإبداع الهجومي، صنع مودريتش أربع فرص محققة للتسجيل، ومرّر تسع كرات كاسرة لدفاع الخصم، واستعاد الكرة سبع مرات، في أداء يعكس قوته وتكامله في الملعب.
منذ بداية الموسم، سجل مودريتش هدفاً وصنع اثنين آخرين في الدوري الإيطالي، بالإضافة إلى تصدره قائمة التمريرات التقدمية في البطولة، وتفوّقه في إرسال الكرات العرضية الدقيقة من الضربات الثابتة، واحتلاله المركز الثالث في عدد الفرص المصنوعة بإجمال 20 فرصة، كما واصل كونه اللاعب الأكثر تتويجاً بجائزة رجل المباراة في ميلان.

ومع هذا التألق المستمر بعمر الأربعين، أكد مودريتش بعد تسلمه جائزة رجل المباراة أنه ما زال بحاجة إلى المزيد للتأقلم مع الأجواء.
مع كل هجمة يصنعها وكل تمريرة يقدمها، يُضيف لوكا مودريتش صفحات جديدة إلى تاريخه الذهبي، ويبرهن أنّ التفاني والمثابرة هما المفتاح لاستمرار التألق الذي لا يعرف حدود الزمن.
نبض