شين ديتش رجل المهام الصعبة في الدوري الإنكليزي
استقرّت إدارة نادي نوتنغهام فورست على سلك الطريق الواقعي بالتعاقد مع شين ديتش مدرباً للفريق، بعد تجربة قصيرة فاشلة مع المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو، الذي أقيل بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه القيادة الفنية للفريق.
قاد بوستيكوغلو نوتنغهام في 11 مباراة، لم يحقق خلالها سوى فوز وحيد، مقابل ست هزائم وثلاثة تعادلات، لتتخذ الإدارة قراراً جريئاً بإنهاء التجربة قبل انهيار الموسم بالكامل.
اختيار شين ديتش خلفاً للمدرب الأسترالي جاء منطقياً وواقعياً، على أمل إعادة الفريق إلى مساره الصحيح الذي فقده منذ الفترات الأخيرة لعهد نونو سانتو ثم بوستيكوغلو. فالرجل الذي لا يهاب المواقف الصعبة، يمتلك خبرة كبيرة في الدوري الإنكليزي، ووضع نوتنغهام فورست الحالي ليس جديداً عليه، ليختار البريطاني بعد تسعة أشهر من الغياب عن الملاعب أن يعود إلى الواجهة من بوابة هذا الفريق.
ورغم صعوبة المهمة في هذا التوقيت من الموسم، إلا أنّ ديتش ليس غريباً عن مثل هذه التحديات. فقد صنع اسمه مع بيرنلي حين قاد النادي الصغير ليصبح رقماً ثابتاً في الـ"بريميرليغ"، رغم تواضع الإمكانات، مقدّماً نموذجاً للمدرب الذي يعرف كيف يوظف أدواته بأقصى قدر من الكفاءة.
وفي موسم 2017-2018، حقق إنجازاً تاريخياً بقيادته بيرنلي إلى المركز السابع في الدوري، ليحجز مكانه في الدوري الأوروبي للمرّة الأولى منذ أكثر من نصف قرن، في إنجاز وُصف حينها بـ"المعجزة التكتيكية" بعدما كان الفريق قبل عهده يصارع على البقاء.
الأسلوب الكلاسيكي الواقعي، وشخصيته الصارمة التي كثيراً ما انتُقد عليها، أثبتا نجاحهما مجدداً مع إيفرتون عندما تولى قيادته في مرحلة أشبه بـ"الكارثة". هناك أعاد الروح إلى الفريق وأبقاه في الدوري مرّتين متتاليتين وسط فوضى إدارية وعجز فني، معتمداً على المنظومة الجماعية بدل النجم الواحد. ما فعله ديتش أعاد التأكيد على لقبه المفضل بين جماهير الكرة الإنكليزية: "رجل المهام الصعبة".

واليوم، يجد نفسه أمام تحدٍ جديد مع نوتنغهام فورست، الفريق العريق الباحث عن الاستقرار في عالم سريع التغيّر. فمهمته لا تقتصر على إنقاذ الفريق من الهبوط، بل تشمل إعادة بناء شخصيته على أرض الواقع. وبصمته ظهرت سريعاً في أولى مبارياته أمام بورتو الذي كان يعيش سلسلة انتصارات وصلت إلى عشر مباريات متتالية، إذ قاد ديتش فريقه المنهك إلى فوز مستحق بهدفين نظيفين.
نبض