كونتي يشهر السوط... الغضب عارم لأن المافيا في الخارج
موقف صعب يعيشه أي مدرب يتلقى فريقه ستة أهداف في مباراة واحدة ثم يضطر لأن يُبرّر ما حصل أمام الإعلام؛ لكنّ الإيطالي أنطونيو كونتي كان جريئاً وخرج بتصريح من العيار الثقيل.
انهزم نابولي بستة أهداف لهدفين من آيندهوفن الهولندي بمنافسات دوري أبطال أوروبا، وقرّر كونتي الذهاب إلى غرفة الصحافة وتحمّل جانب من المسؤولية حيث قال: "كنت أقل حدّة أثناء المباراة، يجب أن أجلب السوط للاعبين مثل مدرب النمور"، تركت الكلمات أثرها لكنها دفعت لتساؤلات في اتجاه آخر.
هل الصراخ والتحذير قد يؤتي ثماره مع لاعبين انهاروا أمام منافس ليس بالقوي؟ إنّ كونتي يعلم أنّ النمور حين تذهب إلى "السيرك" يجب أن يغمرها الشبع، وإلا كان المروّض الوجبة التالية لها، حتى الحيوانات الشرسة يمكن أن يكون لها ردة فعل مغايرة للواقع، لأنها ليست آلات تجري برمجتها.
لكنّ كونتي عاد إلى العقلانية وبدأ يتحدث عن السبب الرئيسي للهزيمة وهو غياب الانسجام بسبب تعاقد النادي مع تسعة لاعبين دفعة واحدة خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وهو عدد ضخم للغاية، لأنّ بطل الدوري الإيطالي الموسم الماضي لا يحتاج إلى هذا الكمّ الذي يشتت انتباه الفريق لكنه اضطر لمثل هذه الخطوة.

جعل البلجيكي كيفن دي بروين كرة القدم سهلة داخل نابولي، لكن نسيان تقدمه في العمر وعدم القدرة على تقديم أداء مميز طوال المباراة لعدد كبير من المواجهات ستكون له كلفة كبيرة، خصوصاً أنّ المنافسة على لقب الدوري الإيطالي تبدو صعبة، فيما يُدرك كونتي أنّ التفكير في دوري أبطال أوروبا يجب أن يتناسب مع إمكانيات النادي، ولكن الهزيمة بسداسية تشعل الأجواء، لأنّ طبيعة التركيبة السكانية في المدينة لا تحتمل مثل هذه الانتكاسات.
في الجنوب تجري الدماء الساخنة في العروق داخل نابولي، حين يتعرّض بعض نجوم الفريق للسرقة تتبرّع المافيا وتعيد المسروقات مرّة أخرى في خدمةٍ يدفع تكلفتها حالة العشق داخل قلوب جماهير المدينة فقط إن كان النجم محبوباً، حدث ذلك مع كفاراتسخيليا المنتقل الآن إلى باريس سان جيرمان والمعروف باسم "ميسي جورجيا".
يُدرك كونتي طبيعة المدينة، والحديث بوجه غاضب أمر حتمي، لأنّ نابولي لها طبيعة خاصة، فالأمور تجري إدارتها بكثير من الأوجه، إن لم تفلح الابتسامة فإنّ التصرّفات الغاضبة تقود المشهد، هناك واقعة لا يمكن نسيانها داخل الفريق تتعلق بالنيجيري فيكتور أوسيمين.
تلقى نجل أوريليو دي لاورينتيس رئيس نابولي تهديداً بالقتل من عضو في المافيا التركية إن لم تتمّ صفقة انتقال أوسيمين إلى غلطة سراي، ويبدو أنّ الأمور تُدار بمثل هذه الطريقة في كرة القدم داخل المدينة حتى لو لم يُعلن عن وقائع عدة أمام وسائل الإعلام.
ربما كانت فكرة "السوط" من تلقاء نفس كونتي، لكن لعب كرة القدم داخل نابولي ليس بالأمر السهل، لأنّ المنافسة شديدة في الدوري الإيطالي، وتبدو فرق الأغنياء في مدينتي ميلان وتورينو تتأهّب بأشكال مختلفة.
أما من تغضب عليه المافيا فهي تسرقه، ولكن لا تعيد المسروقات، هناك حالات كانت ضحية لأحداث داخل نابولي مثل لورنزو إنسيني وخطيبة إزكييل لافيتزي.
نبض