مع انطلاق موسم جديد من الدوري الإسباني، تعود الإثارة لتسيطر على الملاعب، لكن هذا الموسم يحمل قصة مختلفة؛ قصة مشروع جديد لريال مدريد بقيادة تشابي ألونسو، الذي يسعى لإعادة هيكلة الفريق الملكي وتحقيق التوازن بين النجوم القدامى والشباب الواعد، بهدف مواجهة برشلونة بقيادة هانسي فليك، الذي يواصل الاعتماد على قوام مستقر مع تغييرات طفيفة.

ريال مدريد دخل هذا الموسم بصفقة جريئة لاستقطاب المواهب، مع استثمارات ضخمة تجاوزت 178 مليون يورو، تصدر بها قائمة أندية الدوري الإسباني، أبرز الصفقات كان وصول المهاجم الأرجنتيني الواعد ماستانتونو، إلى جانب تعزيز الدفاع بقدوم دين هويسن وألفارو كاريراس، ودعم الأجنحة بضم ترينت ألكسندر أرنولد. 

هذا النهج يعكس رغبة ألونسو في بناء فريق شبابي قادر على استعادة الهيبة الأوروبية والمحلية، خصوصاً مع التحديات التي خلفها غياب نجوم خبرة مثل كروس ومودريتش، إضافة إلى الحاجة لتحفيز مبابي وفينيسيوس على العودة لأفضل مستوياتهم.

تشابي ألونسو. (وكالات)

في المقابل، يبقى برشلونة مستقراً على قاعدته الأساسية التي قادت الفريق للنجاح الموسم الماضي، القيود المالية حدّت من تحركات فليك في سوق الانتقالات، لكن الفريق الكاتالوني استطاع تعزيز صفوفه بصفقتين مهمتين هما ضم الحارس الواعد خوان غارسيا، واستعارة المهاجم ماركوس راشفورد، رغم ذلك، يحتفظ برشلونة بنجمه الأول لامين يامال، مع دعم من ليفاندوفسكي، بيدري، جافي، أراوخو، وأولمو، ليظل الفريق قوة صلبة قادرة على المنافسة على اللقب.

هذا الدوري لا يعكس المنافسة على اللقب فحسب، بل يعكس أيضاً ديناميكيات سوق الانتقالات، حيث يتصدر ريال مدريد وأتلتيكو مدريد قائمة الإنفاق، متجاوزين معظم الأندية الأخرى، بينما يظل بعض الفرق مثل إشبيلية وجيرونا متحفظاً في إنفاقه، مع اعتماده على استراتيجيات أكثر حذرًا لإدارة الموارد المالية.

في النهاية، الموسم الجديد من الدوري الإسباني يعد بالكثير من الإثارة، ليس من خلال صراعات القمة بين ريال مدريد وبرشلونة فحسب، بل أيضاً من خلال استعراض المشاريع الشابة، إعادة هيكلة الفرق الكبرى، وصراع المدربين على السيطرة على أكبر قدر من النجوم. 

تشابي ألونسو يبدأ رهانًا جديدًا على الشباب والدماء الجديدة، في مواجهة تجربة برشلونة المستقرة، وسط ترقب الجماهير لمواجهة كلاسيكو سيكتب فصلاً جديداً في تاريخ لا ليغا.