2005-05-12

البطريرك صفير على حق. وبيان المطارنة يعبّر عن حقيقة الوضع الذي وصلنا اليه والذي طالما حذّرت المعارضة منه عندما طالبت بالحاح واكثر من مرة بالتصويت على قانون القضاء كي لا نصل الى ما وصلنا اليه اليوم! ولكن لا حياة لمن تنادي.

حيث بقي مشروع القضاء أسيراً لدى رئاسة المجلس فلم يحل على التصويت… انه فخ مدروس ومنسّق من اعداء لبنان ومن المتضررين من الواقع السيادي اللبناني الجديد. والقصد منه واضح: ان يصل لبنان الى حافة الانهيار والانقسام وتدمير حلم الشباب اللبناني، حلم انتفاضة 14 آذار.

الصفحة الأولى من عدد 2005-05-12.

ولا لزوم هنا للتأكيد ان من يقف وراء هذه المؤامرة عرف كيف ينسقها بين الخارج والداخل، وبين الدخلاء الجدد على صفوف المعارضة والذين يطوفون بغيرتهم على المجتمع المسيحي مع العلم انهم كانوا طوال 15 عاما في السلطة والى جانب نظام الوصاية، يشاركون في التآمر على المسيحيين والعيش المشترك وعلى لبنان السيادة والحرية والاستقلال!

مطلوب اليوم موقف تاريخي من القيادات كافة. موقف انقاذي يتعالى على الانانيات والخصوصيات.

موقف خارج اطار زواريب السياسات الانتخابية. مطلوب موقف على مستوى احلام الشباب الذين لن يقبلوا ابداً بأن تغتال طبقة سياسية متعفنة احلامهم، وحلم 14 آذار!

ومطلوب خصوصاً وحدة في الصف المسيحي وتوحد حول بكركي لأن وحدة المسيحيين هي الحصانة الحقيقية في وجه مؤامرات الداخل والخارج، ولأن وحدة الموقف المسيحي تدعم وحدة المعارضة الوطنية، ولأن وحدة المعارضة هي الحافز الاساسي للحفاظ على منجزات انتفاضة الاستقلال والدفاع عنها.

نعم، المتآمرون يستعملون التهديد الطائفي والمذهبي بهدف النيل من وحدة لبنان، ولهذا السبب نحن في حاجة الى مواقف تاريخية على مستوى الاخطار التي تهدد الوطن.

نعم، لقد دقّ ناقوس الخطر، ولهذا السبب انتفضت بكركي وتكلمت بلغة واضحة دفاعاً عن وحدة وطنية مُهَدَدة، وحرصاً على العيش المشترك الذي من دونه لا حياة للبنان ولا مستقبل للبنانيين.

ان الشباب اللبناني وصل الى حافة القرف جراء ما يشهده من مناورات على الساحة السياسية. كما خابت آماله من تلك الطبقة السياسية التي لم تحسن ويا للأسف، ترجمة رسالة انتفاضة 14 آذار.

وخابت آمال الشباب خصوصاً عندما رأى الوجوه نفسها التي تسببت بخراب الوطن وافلاسه، تستعد للعودة الى المواقع نفسها التي انتفض الشباب في وجهها.

ان الرأي العام اللبناني غاضب، وهو صاحب القرار اليوم في الترشيحات والانتخابات! وعلى السياسيين الشرفاء ان يقفوا بجانب الرأي العام حماية لمنجزات 14 آذار والزخم التغييري الذي احدثته انتفاضة الشباب، من اجل اسقاط المؤامرة التي تحاك في الخارج وتنفذ في الداخل بواسطة بقايا النظام الامني السوري اللبناني المشترك. ان لبنان اليوم على مفترق طرق خطر.

والشعب يتطلع الى قيادات المعارضة لاتخاذ مواقف على مستوى المرحلة المصيرية. اما بكركي فمعوّل عليها بعد بيانها التاريخي، ان تتخذ في ضوء مواقف القيادات السياسية موقفاً واضحاً من الاستحقاق النيابي حول المشاركة أو المقاطعة، بهدف توحيد الموقف السياسي والشعبي! ں ں ں مطلوب اليوم بكل بساطة “14 آذار سياسي” لانقاذ مفاعيل 14 آذار الشعبي