اليوم الأربعاء 27 نيسان 2005، لم يعد على أرض لبنان أي وجود سوري عسكري او مخابراتي. اليوم استعاد لبنان حريته وسيادته واستقلاله. اليوم استعاد لبنان قراره المستقل.
اليوم، وبعد 29 سنة، تحرر لبنان. فشكراً للشعب اللبناني، شكراً لهذا الشعب البطل الذي صمد وواجه وتحمّل القتل والقمع والذلّ.
شكراً لهذا الشعب الذي بقي متمسكاً بحقه وحريته وأرضه وإيمانه بمستقبل أفضل، وبأن حلمه، حلم التحرير، سيتحقق ذات يوم. وقد تحقق.
الصفحة الأولى من عدد 2005-04-27.
وشكراً أيضاً للمجتمع الدولي الذي تراجع عن تخليه عن لبنان، لبنان الرسالة والديموقراطية والحرية، فتحرك عبر مجلس الأمن لمساعدته في استرجاع سيادته واستقلاله وحريته، فكان القراران 1559 و1595.
والشكر الأكبر هو لشهداء لبنان، كل الشهداء الذين سقطوا ليرووا بدمائهم أرض الوطن وآخرهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أيقظ استشهاده الشعب فانتفض واحداً موحداً لاسترجاع حقه المسلوب وأرضه المغتصبة.
وليسمح لنا الرئيس لحود بأن نقول له بكل صراحة إن الأوسمة التي قدمها الى الضباط الكبار في الجيش السوري قبل مغادرتهم لبنان، كان يجب أن تمنح للشعب اللبناني البطل، وللشهداء اللبنانيين الأحياء، ولأهالي الشهداء… إلا اذا كانت تلك الأوسمة هي عربون شكر ووفاء للوصي على وضعه أركان حكم الوصاية في سدة المسؤولية لأكثر من ربع قرن!!!
وهل يُشكَر يا فخامة الرئيس من وضع يده على الوطن وسلب قراره، هذا الوطن الذي أقْسَمْتَ يمين المحافظة عليه؟ فاللبنانيون لا يستطيعون أن ينسوا أن سوريا حكمت لبنان طوال ثلاثين عاماً وأفادت منه ومن ماله وخيراته، وكذلك من جنى اللبنانيين وعرقهم. كما ساهمت في تفتيت المجتمع العائلي والسياسي، وعملت على منع تلاقي اللبنانيين وتصالحهم تطبيقاً لسياسة فرّق تسد، بالاضافة الى دورها في الحرب والخطف والقتل والتدمير والتهجير…
وهل يُكافَأ بالأوسمة من قام بمثل هذه الاعمال ضد وطنه وأهله؟ اننا نذكّرك يا فخامة الرئيس بأنه كان الاجدى قبل تقديم الأوسمة، القيام بمسح شامل للأضرار الناتجة من الوجود السوري في لبنان طوال ثلاثين عاماً وكيفية تعويض المتضررين مادياً ومعنوياً من هذا الوجود. إلا أن موقفنا من الوجود السوري وما أحدثه من صدع بين اللبنانيين، لا يلغي رغبتنا الصادقة في اقامة أفضل العلاقات مع دمشق، وخصوصاً بعد جلاء جيشها عن لبنان، وفتح صفحة جديدة ومميزة معها، عنوانها الثقة والاحترام المتبادلان اللذان لا يمكن ان يتحققا إلا بعد استعادة لبنان المفقودين والمخطوفين والمسجونين في سوريا، بالاضافة الى إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين.
اليوم عاد لبنان الى الحياة الحرة مع عودة السيادة والاستقلال. اليوم تحقق حلمنا جميعاً، حلم القيامة المنتظرة، حلم كدنا نيأس حتى من أن نحلم به: لبنان بلا وجود سوري! فلتقرع الأجراس، ولتعلُ أصوات المآذن، وليبتهج الشعب وليحتفل الجميع في المدن والقرى وليفرحوا.
وليعد الى الوطن من هاجر منه يأساً وبؤساً. ولترجع الابتسامة الى الوجوه والفرحة الى القلوب، فلبنان بات حراً وحراً وحراً… الجيش السوري انسحب من لبنان، حقاً انسحب، ولبنان قام حقاً قام!