لبنان المنتصر
2001-07-31
انه انتصار لكل لبنان…” هذا ما قاله ياسر الحاج كابتن المنتخب اللبناني لكرة السلة لدى وصوله الى مطار بيروت بعد ظهر امس. اما نحن فنقول انه درس اعطاه المنتخب اللبناني لجميع السياسيين في لبنان وللمشككين في الداخل والخارج بلبنان ووحدته وصيغته وهويته.
شكرا لياسر الحاج ولأعضاء المنتخب اللبناني ولرئيس اتحاد كرة السلة، شكرا لهم لأنهم قدموا للبنان أجمل هدية في هذه الايام السوداء: البسمة والفرحة والاعتزاز! “… ما نعيشه اليوم هو فخر لنا”… هذا ما قاله اللاعب فادي الخطيب في المطار ايضا، اما نحن فنقول له ان انجازهم هو فخر لجميع اللبنانيين.

عرساً للبنان كان الانجاز العظيم الذي حققه المنتخب اللبناني، عرساً رياضياً، وعرساً وطنياً وطعنة في صدر كل من كان وما زال يعتبر ان وحدة اللبنانيين كذبة وان شعبنا قاصر، طعنة في صدر المشككين في الداخل والخارج حيث جاء الرد الواضح من ابطال لبنان الذين قالوا وبرهنوا بانتصارهم ان وحدة لبنان واللبنانيين اقوى من أي مؤامرة، وهي مصدر قوتهم الاساسية.
لقد برهنوا ان اللبنانيين غير قاصرين، لا بل هم قادرون ان ينتصروا بوحدتهم عندما تتاح لهم فرصة اللقاء في حرية وبعيدا عن تلاعب المتلاعبين بهم وفي منأى من التدخلات والوصايات وسعايات الدساسين ودسائس السياسيين الفاسدين الذين ينفذون أغراض المتآمرين ومخططات تفتيت البلاد وزرع الشك والاحباط في النفوس.
أمثال ياسر الحاج وفادي الخطيب ووليد دمياطي وغازي بستاني وموسى موسى وروني فهد وسائر اللاعبين، أعطوا درسا في الوطنية والوحدة الوطنية والتفاعل الوطني والعمل الوطني المشترك لجميع السياسيين ولا سيما للرؤساء الثلاثة! لقد زرعوا الامل في زمن الاحباط، وزرعوا البسمة في زمن البكاء، وزرعوا القوة في زمن الضعف والايمان في زمن الكفر!
لبنان كان الدولة العربية الوحيدة والاولى التي تمكنت من احراز هذه المرتبة العالمية، فأضحى، وعبر الرياضة هذه المرة، بوابة العرب الى العالم… لمن يعجبه ذلك، ولمن لا يعجبه. ما حصل في الصين أكد لنا مرة أخرى ان أساس ضمان الوحدة الوطنية وتفعيلها هو البيئة والاطار.
لقد برهن اللبناني في أكثر من مناسبة على نجاحاته من خلال وحدته الوطنية خارج الاراضي اللبنانية اكثر من داخلها.
لماذا؟ لان التدخلات الخارجية لزرع الفتن ومنع التلاقي متوافرة داخل لبنان وبمساعدة منتفعين ومأجورين ومنفّذين عامين لبنانيين. … بينما، في الخارج، اللبنانيون أحرار وأقوياء في وحدتهم وتنوعهم، ينطلقون على سجية مواهبهم دون قمع ولا منع ولا قهر. انتصار الفريق اللبناني هو تأكيد آخر صارخ ناصع على ان لبنان حقيقة فريدة من نوعها، حقيقة دامغة غالبة بقوة الاشياء، بقوة الطبيعة والتاريخ. مهما كره الكارهون وفجَرَ الفاجرون وتآمر المتآمرون.. وتقلّب الحاسدون على جمر غيظهم. شكرا للمنتخب اللبناني، وليته يدرب “المنتخب السياسي” على أداء سليم، علّ لبنان ينتصر سريعا على محنته الاقتصادية والاجتماعية ويسترجع قراره الحر وسيادته على كل أرضه
نبض