بَلَدي...

جورج خبّاز
أنا إبن حرب، وكنت مزروب بأوضتي ببيتنا بالبترون، وما كنت أعرف شي عن لبنان.
اللّي عرّفني على لبنان هني الفنانين اللبنانيين. أنا طلعت ع بعلبك مع فيروز، أنا وقاعد بغرفتي...
رحت على جون مع نصري شمس الدين، وعلى مشغرة مع زكي ناصيف.
رحت مع الأخوين رحباني على أنطلياس، وعلى عنجر، وعلى كل الضيع اللبنانية.
رحت مع وديع الصافي على كل مناطق لبنان.
قطعت كل الحدود، وكل خطوط التماس، وكل الحواجز... مع جبران خليل جبران، ومخائيل نعيمة، وملحم بركات، وفيلمون وهبي، وصباح، وكتار من الفنانين اللي عرّفوني على وطني، وعزّزوا وطنيتي، وخلّوني إتعلّق فيه... بفنّه، بجغرافيته، بحجره، وببشره.
هودي الناس، مثل: زكي ناصيف، وديع الصافي، صباح، فيروز، فيلمون وهبي، سعيد عقل، ملحم بركات، جبران خليل جبران، عاصي ومنصور الرحباني، نصري شمس الدين، وكتار غيرهم حبّيت كرّمهم، واختزلهم بقصيدة بتقول:
بلدي، من أوّل ما خلقت وفنّك بيحكيلي عن إيّام العز، والإيّام البخيلة
فنّك زكي بلحن دافي، وصباح يشيّب ليلك الغافي، وصوت الجبل بمايتك الصافي، يهدر هدر، يلوّن جمر، يخبّر عمر لما فيروزك تغنّيلي...
بلدي من أوّل ما خلقت وفنّك بيحكيلي شمس الدين من عندك بتشرق، بمسبحة، بركعة، بصلاة، بترتيلة، وبركات من السماء وهبي تعبّي صبر بقلوبنا العليلة الحجر، البشر، التراب، الشجر حتى المدافن فيك بتعنيلي
ليلك عنيد، نهارك سعيد، وجناحي مكسّرة يطيّرها خليلِ، ومهما زعلت على المعاصي عاصي، ومن السماء منصور على المحنة الطويلة، وإذا على القهر شي ليلة نسيت صلّيلك، من جبل زيتونك إنت صليلي.