شمال إفريقيا 08-03-2025 | 09:15

المصممة مريم هاني لـ"النهار": المرأة الجزائرية بقيت قوية بالفنون

مريم هاني ليست مجرد مصممة أزياء بل هي تلك المرأة التي شقت طريقاً حافلاً بالنجاح مع كل ما تحمله الكلمة من معان.
المصممة مريم هاني لـ"النهار":  المرأة الجزائرية بقيت قوية بالفنون
المصممة الجزائرية مريم هاني
Smaller Bigger
هي جزائرية مميزة في مجال مميز، استطاعت أن تصنع لنفسها اسماً لامعاً في عالم الموضة؛ بين الجزائر وباريس ودبي كانت رحلاتها في عالم موضة الأزياء النسائية التقليدية منها والعصرية. مريم هاني ليست مجرد مصممة أزياء، بل هي تلك المرأة التي شقت طريقاً حافلاً بالنجاح مع كل ما تحمله الكلمة من معان.

استقبلتنا في بيتها بالجزائر العاصمة، وبسرور وفرح راحت تسرد لـ"النهار" خُطواتها الأولى نحو النجاح، وشغفها بالزي العصري وخاصة باللباس التقليدي الجزائري، فقالت: "بعد "الليسانس" و"الماستر" درست اختصاص الفخامة بباريس، اختصاصٌ اشتغلتْ عليه كل الماركات المصنِّعة للألبسة الفخمة والساعات والمجوهرات، لأنتقل بعدها إلى دراسة اللباس بشكل خاص، حيث اطَّلعت على هذا المجال عن قرب وتعمقت فيه لأكتشف شيئاً لطالما بقي نصب تفكيري وهو فخامة اللباس الجزائري التقليدي، مع العلم أن هذا اللباس لا زال محافظاً على جماله رغم مرور قرون عدة والمُبهر أنه كان فخماً منذ قرون أيضاً".

وتتابع مريم هاني متحدثة عن سر فخامة الزي التقليدي الجزائري... "المعروف أنّ كلّ عناصر الفخامة التي تُدرَّس بالجامعات العالمية الآن موجودة في الألبسة التقليدية الجزائرية، من القماش إلى التطريز والقَصَّات إلى التفرُّد على اعتبار قطعه المشكِّلة له نادرة".

وتضيف: "توجهت بعد إتمامي دراستي إلى الاشتغال على اللباس الجزائري؛ طبعاً كجزائريين هذا اللباس يبقى مهماً جدّاً بالنسبة إلينا وإلى المرأة الجزائرية التي تعتبره إرثاً هاماً لا يمكن الاستغناء عنه، لاسيّما وأننا تربينا منذ نعومة أظافرنا على قاعدة حبّ تراثنا ومنه اللباس. صحيح أني أستعمل في تصاميمي لمساتي العصرية بحكم دراستي بجامعات أوروبية وتخصصي في اللباس الأوروبي الفخم أو اللباس العالمي الفخم بشكل عام، لذلك أضيف دوماً لمسة جديدة في لباسنا وأحياناً دون قصد مني"، كما تشير هاني.

وحول ضرورة هذه اللمسات العصرية، أجابت أن الضرورة يمليها التسويق، "خاصة إذا علمنا أنّ الذوق العالمي يميل إلى اللباس العصري المُريح، فمهما كان اللباس تراثياً وتاريخياً فخماً إلّا أنّ الإضافات العصرية في تطريزه تجعله مُريحاً أكثر".
وأضافت أنّ مُلامسة ذوق الأجيال المقبلة وغرس حبّ لباسنا التقليدي في داخلها يُحتِّم علينا الاشتغال على عصرنته لتتمكّن هذه الأجيال أيضاً من مواصلة مسيرة الحفاظ عليه.

وتستطرد: "أتفهم وجهة نظر المصممين الجزائريين الذين يحتفظون بكل تفاصيل اللباس الأصلي من دون لمسات عصرية أو إضافات"، موضحة أن نظرة بسيطة نحو هذا اللباس عبر قرون خلت تؤكّد أنّ الجزائريين أكثر الشعوب مُحافَظَةً على أصل تراثهم اللباسي، وتؤكّد: "الجزائريون مُتعصبون للباسهم التراثي ويرفضون أيّ تغييرات عليه؛ لقد حافظوا عليه بطبيعته وأقمشته وبقَصَّاته وتطريزاته وغيرها، وهو العامل الذي جعل هذا الزيَّ حيَّاً وحاضراً إلى يومنا هذا".

في أسبوع الموضة بباريس مؤخراً، شاركت "شانيل" بزيٍّ أثار جدلاً بين الجزائريين الذين طالبوها بضرورة ذكر مصدر اللباس المستوحى من زيّ تقليدي جزائري خالص، وهو ما اعتبرته هاني ظاهرة صحية، وتقول إنّ الانتقاد لا بدّ من أن يرتكز على اطِّلاع واسع على عالم الموضة والفنون عامة، مشيرة إلى أنّ أيّ فنان أو مصمّم أزياء له مصدر إلهام وإيحاء قد يكون من حضارة أو من شيء موجود أصلاً.

وتضرب مثلاً بالحضارة الفرعونية التي سجّلت حضورها في الكثير من التصاميم لمصممين عالميين، لافتة إلى أنّ هذا الأمر "عاديٌّ جداً ومن حقّ المصمم الاستلهام من أيّ شيء أراد"، ولأنّ اللباس الفرعوني معروف بكلّ تفاصيله، فإنّ الجميع قادر على إدراك أيّ تصميم مستوحى منه، ما ينقص لباسنا التقليدي الجزائري المحتاج لتسويقٍ عالميٍّ وبالشكل اللازم، كما تؤكد هاني.

وأبدت ارتياحاً من ردة فعل الجزائريين حول تصميم "شانيل"، وأشارت إلى أنهم قاموا بالواجب وأكثر عبر مواقع التواصل (تبتسم) وذلك من خلال حديثهم بطريقة مباشرة دفعت الرأي العام العالمي يدرك بأنّ تصميم "شانيل" مستوحى من لباس تقليدي جزائري.

وتكشف هاني أنّ مصممي "شانيل" أعادوا تصميم "الملحفة النايلية" بكلّ تفاصيلها وبطريقة جميلة: "الدونتال نفسه الذي تستعمله الجزائريات منذ سنين، القصّات نفسها، وكذلك الألوان، وهذا إن دلّ على شيء فعلى الذوق العالي للجزائريات"، مضيفة أن مصممي "شانيل" أضافوا بعض الأكسسوارات مثل "محزمة الويز" المستعملة مع الملحفة النايلية، لافتة إلى أنّ ما قامت به "شانيل" يُعدّ فخراً للجزائريين وفخراً للعالم العربي كلّه.

وحول ما إذا كان يجب ذكر مصدر التصميم، قالت هاني: "من الناحية الأخلاقية، نعم... لكنّه ليس واجباً"، وأوضحت أنّ الواجب يقع على عاتقنا نحن كجزائريين بتسويق لباسنا التقليدي خارجياً تسويقاً احترافياً، حينها لا نريد من أيّ ماركة أن تذكر مصدر ما تصمّمه من أزياء مستوحاة من لباسنا.

سجّلت مريم هاني مشاركة وازنة في "فاشن فاكتر"، وهو حدث عالمي بارز للموضة احتضنته دبي منتصف شباط/فبراير الماضي، حيث عرضت تصاميمها الفائزة لأكثر الأزياء الجزائرية رونقاً مثل "الكاراكو" و"القفطان" وبلمسات حديثة. وعن ذلك تقول لـ"النهار" إنّها "ليست المرة الأولى التي تشارك فيها بـ"فاشن فاكتر"، "وفي كلّ مرة أجد إقبالاً وإعجاباً كبيرين سواء من الجماهير أو الإعلام أو المشاهير، هؤلاء يتحدثون مراراً وتكراراً عن الجماليات الموجودة في اللباس التقليدي الجزائري ويريدون دوماً البحث عن السر ومكمن الجمال الخاص به". وتضيف أنّ دبي "صارت عاصمة الموضة بكلّ الزخم العالمي الذي فيها"، لافتة إلى أنّ "لباسنا الجزائري يبرز بجماليته الكبيرة بدبي، ويلقى تقبُّلاً وقبولاً ورواجاً خاصاً لا يجده في عواصم الموضة العالمية الأخرى، فالمنظومة الاقتصادية القوية لدبي تسمح برواج اللباس الفخم، لاسيّما وأنها تتوفر أيضاً على العناصر الخاصة بالتسويق والتوزيع، ومن الفخر أنّ البلد الذي نعتبره عاصمة الموضة في العالم هو بلد عربي شقيق".

ولأنّها أصيلة منطقة خنشلة شرقي الجزائر المعروفة بنضالات المرأة وكفاحها المستميت ضدّ المستعمر الفرنسي، فقد آثرت مريم هاني في ختام حديثها معنا، أن تهنّئ المرأة الجزائرية بعيدها العالمي ومن خلالها كلّ نساء العالم. وقالت هاني في المناسبة نفسها: "تهنئتي خاصة للمرأة الجزائرية التي كانت قوية جدا برغم كلّ المصاعب التي مرَّت بها؛ لقد بقِيَت قوية بالفنون التي تقدمها وحافظت على موروثها وزيِّها التقليدي، وتحية إجلال مني إليها وتحية تقدير لدورها الذي سمح لخبرائنا بالمُساهمة في تصنيف الكثير من ألبستنا التقليدية في الـ"يونسكو" والفضل يعود إليها، لقد حافظت ببساطتها على أزيائنا التقليدية واشتغلت عليها بتقنيات أصلية هي أصعب من التقنيات الحالية، والأهم أنّها كانت ذات أمانة عالية جداً في الحفاظ على هذا اللباس".

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
سياسة 10/5/2025 3:09:00 PM
تابعت: "إن الدستور اللبناني يكفل المساواة بين اللبنانيين، مقيمين كانوا أم مغتربين. وتحقيق هذه المساواة يقتضي تعديل القانون الحالي بإلغاء المادة 112، بما يسمح لكل مغترب بالاقتراع في بلدته الأم".
مجتمع 10/4/2025 12:02:00 PM
من المتوقع أن تتأثر المنطقة اعتباراً من بعد ظهر الثلاثاء بمنخفض جوي متوسط الفعالية مركزه شمال غرب تركيا.
مجتمع 10/4/2025 3:23:00 PM
العملية تأتي في إطار الحملة الأمنية التي ينفذها الجيش في المنطقة لضبط المطلوبين ومواجهة التفلّت الأمني منذ ساعات الصباح الأولى.