بين تلال ولاية بافاريا الألمانية ووديانها الهادئة، تتلألأ بلدة باد غريسباخ (Bad Griesbach) كواحة صحية تجمع بين سحر الطبيعة وأصالة المنتجعات العلاجية الأوروبية. هنا، حيث يمتزج صفاء الهواء بعطر الغابات وهدوء الريف، يجد الزائر ملاذاً مثالياً لاستعادة نشاطه وتجديد توازنه. 
وما يميّز البلدة فعلاً هو ينابيعها الحرارية الشهيرة التي جعلت منها إحدى أهم وجهات العلاج والاستجمام في أوروبا.

رحلة تحاكي الطبيعة
تنطلق الرحلة عادة من ميونيخ، حيث يتبدّل المشهد تدريجياً كلما ابتعدت عن صخب المدينة. فالطريق يمتد كخط منسجم مع الطبيعة، تتراقص على جانبيه الحقول الخضراء وتزداد الأشجار كثافة، فيما يصبح الهواء أنقى وأكثر منعشاً. ومع الاقتراب من البلدة، تتجلّى "باد غريسباخ" بين التلال كحلم هادئ يفتح أبوابه على عالم من السكينة والصفاء.

الطريق من ميونيخ... سيمفونية طبيعية تقود إلى بوابة السكينة (الانترنت)

الحي القديم... نبض التاريخ
يُعدّ الحي القديم Altstadt من أبرز معالم المدينة، فهو مساحة تتقاطع فيها الأزمنة. الأزقّة المرصوفة بالحجارة تروي تاريخاً عريقاً، والبيوت التقليدية ذات القرميد الأحمر تقف شاهدة على إرث الريف البافاري. وفي الساحات الصغيرة تنتشر النوافير والتماثيل التي تمنح المكان روحاً قصصية محبّبة. وعند بلوغ ساحة السوق Marktplatz، تتعانق رائحة الخبز الطازج مع عبق القهوة والحلويات، ويطيب الجلوس في أحد المقاهي لتذوّق فطيرة التفاح الألمانية الشهيرة Apfelstrudel وسط أجواء تنبض بدفء اجتماعي يميّز البلدة وسكانها.

الحي القديم... تاريخ ينبض بين الأزقة الضيقة والمباني التقليدية (الانترنت)

من وادي "روت"... ماء يروي الجسد والروح
تُعرف البلدة أيضاً باسم  Bad Griesbach im Rottalنظراً لوقوعها في أحضان وادي "روت". وتنبعث من أعماق الأرض ينابيع معدنية دافئة منذ آلاف السنين، بدرجات حرارة تتراوح بين 30 درجة في ينبوع كارل، و38 درجة في ينبوع ماري، وصولاً إلى 69 درجة في ينبوع نيقولاوس. وتُعرف هذه المياه بخصائصها العلاجية التي تساعد على شفاء آلام العمود الفقري والروماتيزم والتهاب المفاصل وهشاشة العظام.
إنها تجربة علاجية شاعرية يشعر خلالها الزائر بأن دفء المياه يحتضن الجسد والروح، فتغمره طاقة إيجابية متجدّدة قلّ نظيرها في أوروبا.

مبان تتألق بجمال الطراز البافاري بتفاصيله الدقيقة وألوانه المبهجة (الانترنت)

"فورستنهوف"... انطلاقة جديدة مع Ensana
ضمن المشهد الصحي المتميّز في "باد غريسباخ"، يبرز فندق فورستنهوف (Fürstenhof Hotel) كواحد من أبرز الفنادق التاريخية في المنطقة. ومع بداية العام المقبل، ينطلق الفندق في مرحلة جديدة بعد انضمامه إلى مجموعة Ensana الرائدة في العلاجات الطبيعية والضيافة الصحية.

وقد عبّر فرانك هالموس، الرئيس التنفيذي للمجموعة، عن سعادته بتشغيل الفندق الذي يحتل موقعاً استراتيجياً داخل مثلث المنتجعات الصحية في بافاريا السفلى. ويستعد الفندق لعملية تجديد شاملة ترفع مستواه إلى معايير العلامة العالمية، ليصبح وجهة متكاملة للعافية والاستجمام.

تشمل خطة التطوير إضافة مرافق سبا حديثة، وخدمات طبية وتشخيصية متخصّصة، وتجديد الغرف والأجنحة لدمج الفخامة بالراحة بأسلوب عصري. ويستند الفندق في كل خدماته إلى الينابيع الحرارية الطبيعية التي جعلت من المنطقة مركزاً للعلاج بالمياه المعدنية.
ومن المقرّر أن تكتمل أعمال التجديد في نيسان (أبريل) المقبل، ليحظى الضيوف بتجربة صحية متكاملة تمزج بين ثراء مياه "باد غريسباخ" وخبرة Ensana الواسعة في الطب التكاملي والعلاجات الطبيعية.

فندق فورستنهوف... إنطلاقة جديدة مع إنسانا (الانترنت)

جنّة الغولف في قلب أوروبا
ولا يخفى أن "فورستنهوف" يُعدّ عنواناً محبّباً لعشّاق الغولف، إذ يقع في قلب أكبر منتجع غولف في أوروبا. يمكن من الفندق الوصول بسهولة إلى خمسة ملاعب من 18 حفرة، من بينها ملعب "بيكنبوير" وملعب "بورشه" اللذان صمّمهما أسطورة الغولف بيرنهارد لانغر. وتخطّط مجموعة Ensana لتعزيز هذه الميزة عبر باقات خاصة تشمل رسوم لعب تفضيلية وأوقات انطلاق محجوزة مسبقاً.

رؤية متكاملة لجذب الزوار
كما تتركّز خطط التطوير على برامج علاجية مخصّصة لمشكلات الجهاز العضلي الهيكلي وتخفيف التوتر وتعزيز الرفاهية الشاملة، ما يعزّز موقع الفندق والبلدة كإحدى أهم الوجهات الصحية في أوروبا. ومع تزايد الاهتمام بالسياحة العلاجية من قِبل الزوّار العرب، تبدو "باد غريسباخ" وجهة مثالية تمزج بين الرفاهية ودفء الضيافة الأوروبية وروح العائلة.