محمية حرج إهدن... بيئة متميزة بأشجارها ونباتاتها وطيورها النادرة
محمية حرج إهدن هي أول محمية طبيعية في لبنان، أُعلنت في 9 آذار (مارس) 1992 (بموجب القانون رقم 121 تاريخ 9 / 3 / 1992)، وتُعتبر من أهم المحميات في لبنان والشرق الأوسط من حيث التنوع البيولوجي فيها.

تقع محمية حرج إهدن الطبيعية على المنحدرات الشمالية الغربية لسلسلة جبال لبنان الغربية، ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر ما بين 1200 و1900متر بمساحة حوالَي 1740 هكتاراً.
تمتاز من غيرها من المحميّات بالتنوّع البيولوجي الغني، إذ تحتوي على 39 نوعاً من الأشجار الحرجية، أهمّها الأرز ، الشوح، اللزاب ،القيقب، الصنوبر، السنديان والتفاح البريّ، و1058نوعاً من النباتات، منها 10 أنواع غير موجودة إلاّ في حرج إهدن (سوسن الأرز ، أسطر، أغالس إهدن…)، و78 نوعاً من النبات الطبي، و7 أنواع من السحلبيات، إضافة إلى 300 نوع من الفطريات والحشرات والفراشات والبرمائيات والثدييات، و156 نوعاً من الطيور، منها نسر البونيللي (زوجان منه في هذه المحمية من أصل 8 أزواج في العالم).

تدير المحمية لجنة يعيّنها وزير البيئة، وتضم متطوعين يشرفون على سير العمل فيها، إضافة إلى سعي القائمين عليها لخلق حالة من التفاعل الدائم مع المجتمع المحلي وإشراك الجوار في المشاريع والنشاطات على أكثر من مستوى.

مديرة المحمية حالياً هي المهندسة الزراعية ساندرا كوسا سابا، التي تنشط وفريق العمل في تطوير المحمية وتوسيعها عبر زرع غرس جديد كلّ عام في المحيط المجاور لها، وإنشاء غابات بتسميات متنوعة تعمّق إشراك الأهالي والمجتمع المدني في كلّ ما يسهم في استمرار الحياة فيها على مدار أيّام السنة، صيفاً وشتاء.
النشاطات في المحمية متعدّدة على مدار أيام السنة، وأبرزها: المشي ،تسلّق الجبال، مراقبة النجوم، التركُّن، المشي على الثلج، مراقبة الطيور، ركوب الدراجات الهوائية، القوس والنشاب، ركوب الخيل، الرسم، التصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى نشاطات التوعية واإارشاد.
للمحمية دور اقتصادي-اجتماعي مهم، فهي تعرض المنتجات التي ينتجها أهالي المنطقة من الصناعات البيتية والزراعات المحلية وإنتاج العسل ومشتقاته، وتساهم في تصريف إنتاجهم، عبر بيعه للزوّار الذين يرتفع عددهم سنوياً؛ وهذا الأمر يعطي دافعاً أكبر للعمل والتطور في المجتمعات المجاورة، مما يعكس أهمية المحميّة في حياتهم اليومية ويزيد من الحفاظ عليها وتطويرها.

تشير كوسا إلى أن المراكز التابعة للمحمية هي صديقة للبيئة، إذ توجد محطات تكرير وتجهيزات لإنتاج الطاقة النظيفة فيما العمل جارٍ على فرز النفايات ومحاولة العمل مع المحيط. ولكن الأوضاع المالية تعوق أحياناً هذه المهمة. لكن المحمية تجهد دائماً لتكون القدوة الصالحة أمام المحيط، وتعمل على توعية المجتمع والتشجيع على الزراعة المستدامة.
نبض