يوتيوب
انستغرام
نبض
ثريدز
نجا سعادة… "الوعد" بين حلم الطفولة وسينما الذاكرة (صور وفيديو)
شارك على
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
شارك على
في رحلةٍ تمتدّ لتسع سنوات من الشغف والإصرار، يفتح المصمّم اللبناني نجا سعادة أبواب ذاكرته محوّلاً حياته إلى فيلمٍ وثائقيّ. عملٌ يفيض بالحنين والجرأة، يسلّط الضوء على الطفل، الذي حلم بأن يُترجم الأناقة بالخيط والإبرة، وعلى الرجل الذي وفى بوعد الطفولة بأن يصبح اسماً يُلهم العالم في الموضة. مشاهد مؤثّرة، وأزياء تنبض بالذكريات والألوان، يروي بها نجا قصّة الذات التي انتصرت على الخوف، فجعلت من الحلم واقعاً يُعرض على الشاشة ويُترجم إلى قماش.
ما المشهد الذي شكّل لك أكثر لحظة تأثيراً خلال التصوير؟
مشهد من كواليس التصوير كان عاطفيّاً للغاية، خصوصاً أن ابن أخي لعب دور نجا الصغير في الفيلم. إنّه يشبهني كثيراً لدرجة بدا سُريالياً. لامس هذا المشهد أعماق قلبي، وأيقظ الطفل الذي ما زال في داخلي، وهو أمر يتطلّب الكثير من الوعي والتعافي.
بعد تصوير الأفلام الوثائقيّة، هل اكتشفت نجا سعادة جديداً لم تكن تعرفه؟
صحيح أنني تلقيت الحب والدعم من والديّ، إلا أن طفولتي لم تكن سهلة. واجهت التنمّر لأنني كنت مختلفاً، ولم تكن اهتماماتي مثل باقي الصبية في سنّي. أحببت رسم الفساتين وخياطتها، وكنت أكسو بها الدُمى. كنت أعبّر عن إبداعي بفرح وخوف لأن المجتمع لم يكن يتقبّل بسهولة أن يحبّ الصبي الموضة أو يعمل بها.
اليوم بات نجا أكثر ثقة، وقوّة، وعزماً من أيّ وقت مضى. والأهمّ أنني سعيد بنفسي، لأنني واجهت مخاوفي وتغلّبت عليها؛ وفخور بكلّ إنجازاتي وما حققته رغم التحديات والصعوبات التي عانيت منها.
وهنا، لا بد لي من أن أشيد بأهميّة الدور الذي لعبه أهلي في مسيرة نجاحي، فلولا حبهم ودعمهم لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. ظهورهم في الفيلم الوثائقي هو رسالة إلى كلّ الأهل لحثّهم على تشجيع أولادهم على تنميّة مواهبهم وتحقيق أحلامهم.
جاء عرض مجموعتك الجديدة بالتزامن مع الفيلم. هل كانت هناك علاقة بينهما على مستوى الفكرة أو المشاعر؟
فكرة ابتكار مجموعة مستوحاة من رسومات الطفولة ليست جديدة. لم يكن إتمام هذا المشروع سهلاً عليّ، لأنني أردت من خلال التصاميم التي أنجزتها أن أبقى وفياً للطفل الذي كنت عليه ذات مرّة، في الوقت الذي ما زلت فيه أبتكر تصاميم تواكب الموضة ومتطلبات العصر.
كيف ترجمت مشاعرك أو تجاربك الشخصية إلى خطوط وقصّات وأقمشة؟
مجموعة "الوعد" (The Promise) هي جزء من قصّة طفولتي حين كنت أرسم تصاميم من نسج خيالي، تنبض جرأة لا حدود لها، ومرحلة من حياتي شكّلت شخصيتي وبنت هويتي. لذا جاءت ألوانها مستوحاة من تلك التي كانت رائجة في الثمانينيات وأول التسعينيات، كمزيج الذهبي مع الأبيض أو الفضيّ، البنيّ مع الدرّاقي الفاتح، وغيرها من الألوان النابضة كالأحمر والأزرق البحريّ بتدرجات متنوّعة مفعمة بالحياة. كذلك، استخدمت خامات مترفة شملت الحرير، التول، الكريب، التافتا، الرازمير، الدانتيل، الـ "ميكادو"، والكريب جورجيت... استخدمتها بتوليفات وقصّات وتطريزات راقية تعكس الحرفيّة التي تميّز داري.
هذه المرّة، قدّمت المجموعة من خلال أفلام وثائقيّة قصيرة تضمّ أقرب الأشخاص الذين ساهموا في تطوير موهبتي وتحقيق حلمي، وهم والديّ. فقد احتفظا بجميع رسوماتي منذ بداية رحلتي في التصميم، وشاركوني إياها. وفي الأفلام الوثائقيّة، يرويان كيف اكتشفا موهبتي باكراً، واحتفظا بمئات النسخ من الرسومات التي ابتكرتها في سنين الطفولة. لكنني، من بين الفساتين التي رسمتها آنذاك، ترجمت 30 تصميماً إلى الواقع في مجموعة "الوعد" (The Promise) الجديدة، وأبرزها أول فستان زفاف صمّمته لدميتي عندما كنت في السادسة من عمري.
ما الذي تودّ أن يتعلّمه الجيل الجديد من المصممين من تجربتك؟
أنصح من يحبّ مهنة تصميم الأزياء أن يتمسك بحلمه، وأن يسعى إلى تحقيقه مهما كلّف الأمر. فأنا بالرغم من كل التحديات "أعيش اليوم امتناناً عميقاً، لأنّني منحت الطفل الذي كنت عليه فرصة ليُعبّر عن رؤيته، وليُحقّق في الواقع ما كان يوماً مُجرّد حلم".
ماذا تتمنى أن يشعر به الجمهور بعد مشاهدة الأفلام الوثائقية؟
أتمنى أن تكون ملهمة لكل شخص لديه شغف بمهنة معيّنة، إذ إنها تروي فصلاً من حياتي التي مرّت بالعديد من التجارب والبدايات الجديدة بعد كلّ مرحلة صعبة. لقد عملت لسنوات كاختصاصيّ أشعّة في أحد المستشفيات، ولكنّني فجأة، قرّرت أن أتحدّى المجتمع، وأتبع شغفي، وأحقق وعد الطفولة الذي قطعته على نفسي. لهذا السبّب أسميت مجموعة أزيائي الجديدة "الوعد" (The Promise).
هناك فصول عديدة من حياتي لم تُروَ بعد، وسيتمّ الكشف عنها لاحقاً إلى أن تُسرد القصّة كاملة.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
