الملكة رانيا باللون الأحمر... حضورٌ ملكي يحمل رسالة تتجاوز الأناقة (صور)
في البروتوكول الملكي، لا يمرّ اللون عند رسم الإطلالات مروراً عابراً، فهو جزء من الرسالة قبل أن يبدأ الكلام، وتحديداً في ظهور الملكة رانيا التي تُجيد اختيار الأسلوب واللون بحسب المناسبة.
لذا يأخذ اللون الأحمر في إطلالاتها حيّزاً دقيقاً في سردية الظهور العام. كل فستان طويل، أو معطف بقصّة لافتة، أو تصميم بسيط باللون الأحمر، يأتي ليوازن بين الهوية والدور والدلالة.
وبعد ظهورها اللافت في افتتاح المتحف المصري الكبير الأسبوع الفائت، لا بدّ من الحديث عن اللون الاحمر الذي زيّن أكثر من إطلالة لها، إذ لم يكن يوماً مجرّد خيار جمالي، بل حضور مدروس يرافق المشهد بكامل رمزيته.

رمزية اللون الأحمر في إطلالات الملكة رانيا
تاريخياً، ارتبط الأحمر بالقادة والفرسان والدبلوماسيين الذين أرادوا تثبيت حضورهم في الذاكرة العامة. أمّا في السياق الملكي، فيكتسب اللون وقعة السيادة وعمق المكانة. ومع الملكة رانيا، تتسع هذه الرمزية لتشمل بعداً أنثوياً متماسكاً، يقوم على الوعي الذاتي وقوة الحضور الهادئ.

في الثقافة العربية، يشير الأحمر إلى الحياة والدفء واستمرارية الجذور، ونجده أيضاً في الثقافة الأردنية تحديداً في الشماغ الأردني الأحمر والأبيض، كإشارة إلى الهوية والوحدة والاعتزاز.
وعندما يظهر هذا اللون في إطلالات تحمل طابعاً وطنياً، تصبح الرسالة البصرية رفيقة معنى المناسبة ودلالاتها، رغم أنّ الملكة رانيا تكسر بعض القواعد الملكية في ظهورها العالمي.

الملكة رانيا ودقّة اختيارها للون الاحمر
تطلّ الملكة رانيا باللون الأحمر في اللقاءات الدبلوماسية والمنتديات الدولية ومناسبات تتطلب حضوراً رصيناً.

فاللون الأحمر في هذه الحالات يكمّل صلابة خطابها ويمنح المشهد بُعداً أعمق من الثقة.
واللافت، أنّ إطلالاتها بشكل عام، تتميز بقدر محسوب من البساطة الراقية رغم صخب اللون الأحمر، إذ نجدها تنسّقه مع قصّات معاصرة، تفاصيل دقيقة وأقمشة تتناغم مع الحركة مثل العباءات.

وإلى جانب التأثير القوي للون الأحمر في لوكات الملكة رانيا، لا يخفت الجانب الأنثوي الذي يبرز في هذه الاختيارات بوضوح. ترتديه الملكة رانيا بأسلوب يوثّق حضورها كإعلان قيادة تقوم على الحكمة والعاطفة المدروسة في آن. وهكذا تتحول الإطلالة إلى نقطة التقاء بين جذور تمتدّ في الذاكرة، ورؤية تتجه نحو مستقبل تُبنى فيه القيادة على الحس الإنساني والحنكة.

وأخيراً، كل مرة تظهر فيها الملكة رانيا باللون الأحمر، يبقى المشهد حاضراً في الذاكرة، فهي ملكة تعرف كيف تصوغ حضورها عبر اللون، وكيف تمنح الصورة معنى يتجاوز حدود اللحظة.
نبض