عرض فيكتوريا سيكريت 2025 في نيويورك... ولادة جديدة لجمالٍ لا يُحدّد بمقاييس (صور وفيديو)

اختلط السحر بالضوء والحنين بالتجديد، في أمسية لا تُنسى، عادت فيها "فيكتوريا سيكريت" (Victoria’s Secret) لتُشعل نيويورك بعرضها الباهر الذي انتظره عشّاق الموضة حول العالم. ولكن هذه المرّة، ليس لاستعراض الجمال المثالي وأجنحة الريش المهيبة المصمّمة للزينة كرمزٍ جامد، بل كان لغة تروي قصّة التمكين، واحتفالاً بالأنوثة وتفرّدها. إنه بداية فصلٍ جديد من قصّةٍ بدأت قبل عقود، ولكنها هذه المرّة أكثر نضجاً، وابتكاراً، ووعياً بالأنوثة المعاصرة.
من الأجنحة إلى الحريّة
هذا العام، لم يكن عرض "فيكتوريا سيكريت" (Victoria’s Secret) مجرّد عرضٍ للملابس الداخليّة، بل لوحة فنّية متكاملة، تجمع بين النوستالجيا والاستمراريّة والتجديد، بين أيقونات العلامة المخضرمات والوجوه الصاعدة، بين صاحبات الأجساد المنحوتة وتلك الممتلئة، بين الشابات والناضجات، وبين البذخ والرسالة التي تبحث عن الأصالة.
على عكس العروض السابقة التي كانت تحتفي بجمالٍ مثاليٍ، حمل عرض"فيكتوريا سيكريت" (Victoria’s Secret) 2025 رسالة جديدة:
أن الأنوثة ليست في المقاس، بل في الحضور، وأن الجمال لا يُقاس بالمعايير القديمة، بل بالشخصية، والقدرة على أن تكون المرأة كما تريد.
إن كان العرضُ في السنوات الماضية يُقيّم الأنوثة بمقياسٍ هو الكمال الخارجي، فإن هذا العام شهد تحوّلاً واضحاً في كيفية الاحتفاء بالأنثى الحقيقيّة: امرأة تمثل أكثر من منظور واحد، سواء كانت أمّاً، عاملة، رياضية، أو شابّة تكتُب قصّة نجاحها بنفسها.
افتتاحية مفعمة بالرمزية
رغم الأجنحة الفخمة والتفاصيل الباذخة، جاءت اللحظات المؤثرة من الأفراد: العارضة الحامل، جاسمين توكس، افتتحت العرض وهي متألقة بحملها، مرتدية أجنحة من اللؤلؤ وأقمشة من حرير تحاكي نعومة الأمومة وقوّتها في آنٍ واحد.
أسماءٌ كبيرةٌ تحمل تاريخها، أطلّت بوقار الأنوثة الكلاسيكية التي صاغت هوية الدار لعقود: أدريانا ليما بوهجها الأزلي، أليساندرا أمبروسيو التي بدت كأنها لم تفارق الأجنحة يوماً، كانديس سوانبول بأناقتها الفطرية، وبيهاتي برينسلو التي حملت رسالة العرض الجديدة بثقةٍ ومرح. جميعهن أثبتن أن الزمن ربما يغيّر الشكل، لكنه لا يمسّ بالوهج الحقيقي حين ينبع من الثقة والخبرة.
تقدّم جيلٌ جديد من العارضات بجرأةٍ لافتة، وهنّ يحملن إحساس الاقتراب من الحلم لأول مرة. كل واحدة منهن تقول إنّ الأنوثة ليست قالباً واحداً، بل هي ترانيم مختلفة من الحضور والثقة.
التنوّع في الخلفيات الثقافية كان أيضاً بارزاً، ليس من باب "التعديل" بل من باب الإثراء الحقيقي. النجمة الرياضية أنجل ريس التي جمعت بين طاقة الملاعب ورشاقة الموضة، وبطلة الجمباز الأولمبية سوني لي التي منحت الأداء بُعداً فريداً. كذلك شاركت آيريس لو، باربي فيريرا، وأليكس كونساني، ليصبح العرض لوحة تحتفي بالتنوّع والتفرّد لا بالنمطية.
رؤية جديدة
التصاميم قدّمت رؤية جديدة لموضة الألبسة الداخلية: أكثر صدقاً، وأقلّ تصنّعاً. تماهت مجموعة "فيكتوريا سيكريت" بين الكلاسيكية والجرأة. فظهرت الأقمشة الميتاليكية إلى جانب الريش الناعم والكريستالات الدقيقة التي تلمع عند كل حركة. الأقمشة الشفّافة وتلك المزخرفة، الدانتيل الفاخر، الألوان الرومانسيّة وتلك الجريئة مثل الأحمر والذهبي، الأسود المهيب والنيود، بالإضافة إلى الأكسسوارات المبتكرة شكّلت معاً لغة بصرية جديدة تمزج بين الفانتازيا والأناقة العصرية.
من خلال هذا العرض، كان واضحاً أن العلامة تتبنّى رؤية أكثر شمولية وإنسانية، تُعيد المرأة إلى مركز الحكاية بعدما كانت مجرّد رمزٍ في لوحة التسويق. "فيكتوريا سيكريت" (Victoria’s Secret) اليوم، تُعلن بوضوح أنها باتت انعكاساً للتنوّع الذي لا يمكن تجاهله، والملائكة عدن بأجنحةٍ مختلفةٍ تحتفي بقوّة المرأة وحضورها في زمنٍ يتسع لكل النساء.
الأنغام التي حرّكت الأجنحة
كان العرض أشبه بإنتاجٍ سينمائيّ متكامل، واحتفالاً حقيقيّاً بكل الحواس. الموسيقى التصويرية جمعت بين عروض حيّة من كارول جي، ميسّي إيليوت، ماديسون بير، وفرقة (TWICE) التي أضافت لمسة آسيوية آسرة، بينما تحوّل المسرح إلى عالم متحرّك من الألوان، تتبدّل فيه المشاعر مع كل إطلالة.
الإضاءة بدورها، شكّلت عنصراً درامياً بحدّ ذاته، عزّزت كل تفصيلٍ في التصميم وحوّلت الأقمشة إلى لوحات حيّة. كل خطوة للعارضات كانت محسوبة بدقة، تجمع بين الثقة والأنوثة والتمكين.
تأثير عالمي
الحدث كان عالمياً بامتياز. فالنساء حول العالم تفاعلن مع العرض بشكلٍ غير مسبوق، خصوصاً مع ازدياد تمثيل الجمال المتنوّع من كل البلدان.
وقد تناقل الجمهور العربي والغربيّ عبر مواقع التواصل صور العارضات وإطلالاتهن، معتبرين العرض هذا العام الأقرب إلى "روح الموضة الحقيقية" التي تمزج بين التمكين والجاذبية.
ولادة جديدة
حين ارتفع التصفيق، شعر الحضور بأن شيئاً جديداً وُلِد في تلك الليلة... حقيقة واحدة مفادها: أن الجمال الحقيقي هو أن تكوني على طبيعتك… وأن تملكي الشجاعة لتُحلّقي بها.