تصاميم شانيل لموسم ربيع وصيف 2026 ولادة عصر جديد لدار أيقونيّة من وحي المجرّات الكونيّة

تحت قبّة القصر الكبير في باريس، تحوّل عرض شانيل لربيع وصيف 2026 إلى رحلة كونيّة تأسر الأنفاس. عرض أزياء لتصاميم تعكس رؤية غابريال شانيل للجمال الكونيّ تُرجمت في طقس فنيّ يجمع ما بين الحلم والفكر والمخيّلة الإبداعيّة، رسم من خلاله ماثيو بلازي فجر مرحلة جديدة في تاريخ الدار الفرنسية العريقة.
رؤية تتجاوز الموضة
في أول ظهور له كمدير إبداعي لدار "شانيل" Chanel الفرنسيّة، لم يكتفِ بلازي بإعادة قراءة رموز الدار، بل حملها نحو بعدٍ شاعريّ جديد. تحت عنوان "السماء، القمر، والنجوم The Sky, The Moon, and The Star ارتفع الخيال إلى عوالم الفضاء الكونيّ تجسّدت فيه الكواكب في تصميم منصّة العرض: مجرّات معلّقة وكواكب تضيء فضاء العرض، وكأن دار "شانيل" تُعلن عن ولادة مجرّة جديدة في عالم الموضة الراقية.
من اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن مجموعة شانيل لربيع وصيف 2026، لا يحدّها الزمن بل تتجاوزه؛ أناقة تصاميمها لا تنتمي إلى موسم بل إلى فكرة تؤكّد أن الأزياء لغة كونيّة، تربط بين السماء والأرض، بين الضوء والظل، وبين إرث كوكو شانيل وابتكار الحاضر.
التوازن بين الرصانة والحلم
حافظت المجموعة على رموز شانيل الكلاسيكية، وأبرزها: التويد، تفاصيل اللؤلؤ، القصّات الرجّالية الناعمة لكن بأسلوبٍ أكثر تحرراً، أقلّ التزاماً، وأكثر انفتاحاً على الحركة. عادت السترات المفصّلة بخطوط هندسية جريئة، وتحوّلت التنّورة الكلاسيكيّة إلى قطعة تنبض بالحياة، متموّجة بحواف ناعمة أو ريش خفيف يلتقط الضوء كأجنحة طائر.
ألوان المجموعة تنوّعت بين درجات البيج، الرمادي، الأحمر المرجاني بلون كوكب المريخ، الأبيض اللؤلئي بلون القمر، وأسود بلون الليل مع لمسات من الأزرق والذهبيّ والورديّ، تبدو كأنها انعكاسات للشفق القطبيّ. أما الأقمشة فكانت ناعمة الملمس، شفافة في بعض التوليفات والطبقات، تتيح للعين قراءة التفاصيل كأنها حكاية من خيوط ونجوم.
في هذا العرض،تخطّت الأناقة المظهر الخارجي، وباتت فلسفة كونيّة منسوجة في كل تفصيل، بدءاً من خياطة الكتف إلى حركة القماش.
ماثيو بلازي… الحالم الذي يعيد تعريف دار شانيل
يبدو أن ماثيو بلازي أدرك منذ البداية أن إرث كوكو شانيل لا يُمسّ، لكنه أيضاً لا يُترك في المتحف. لذلك، اختار أن يفتح حواراً بين الماضي والمستقبل: بين الدقّة الباريسية والخيال الياباني، بين الحرفيّة اليدويّة الفاخرة والتجربة المعاصرة.
في حديثه مع الصحافة بعد العرض، قال بلازي إن هدفه لم يكن "تصميم أزياء"، بل "خلق تجربة حسيّة تُشبه النظر إلى السماء ليلاً". وهذا ما نجح في تحقيقه فعلاً، إذ تحوّل كل فستان إلى مدار، وكل حركة على المنصة إلى كوكب يدور في نظام مدهش من الانسجام.
أبرز مفاتيح الموضة يمكن رصدها من عرض شانيل
القصّات تنوّعت بين الضيّق والقصير، أو الطويل غير المتماثل، ما يمنح الإطلالة أسلوباً عصرياً من دون أن تفقد اللمسة الكلاسيكية.
حقائب يد منها صغيرة باللون الفضيّ، أو كبيرة من الجلد أو الفرو الملوّن.
أقمشة شفافة متعددة الطبقات تمنح المرأة مزيجاً من الغموض والأنوثة.
أحذية مسطّحة مريحة بتفصيل أربطة، أو كنادر كلاسيكيّة أحاديّة اللون أو تجمع بين لونين مختلفين: أبيض مع أسود، أو أحمر مع أسود، أو فستقي مع لمسة من الأسود.
هذه التفاصيل، برغم بساطتها، تجسّد هوية شانيل الجديدة، أناقة واعية، حرّة، تحاكي العصر لكنها وفيّة لجذورها.
بين الأرض والسماء… وما بعد الموضة
بداية ماثيو بلازي في شانيل هي لحظة تأمل في معنى الفخامة العصريّة. في زمن تسوده السرعة والتكرار، جاءت المجموعة لتذكّرنا بأن الموضة هي قصيدة تُكتب بخيوط من ضوء.
أُطفئت الأضواء تحت القبة الزجاجية في نهاية العرض، وبقي انعكاس الكواكب على الأرض يذكّر الجميع بأن شانيل، مهما تغيّرت، تبقى هي النجم الذي لا يغيب عن سماء الأناقة.