عرض فرساتشي ربيع وصيف 2026 في ميلانو… انطلاقة جديدة مع داريو فيتالي (صور وفيديو)

لطالما كانت مدينة ميلانو اللحظات التاريخية في الموضة، لكن هذا الموسم حمل معه حدثاً غير مسبوق: العرض الأول للمصمّم داريو فيتالي على رأس دار فرساتشي. انتقال الملكية إلى مجموعة برادا، وتراجع دوناتيلا فرساتشي إلى دور سفيرة للدار، جعلا من هذه اللحظة أشبه بامتحان علني أمام جمهور عالمي يتابع عن كثب مصير إحدى أكثر العلامات الإيطالية تأثيراً.
رهبة الإرث وثقل التوقعات
فرساتشي ليست مجرّد دار أزياء؛ إنها أسطورة عائلية ارتبطت باسم جياني ودوناتيلا لعقود. اليوم، يصبح فيتالي القادم من خبرة في Miu Miu أوّل مصمّم من خارج العائلة يتولى زمام القيادة. مهمة ثقيلة بقدر ما هي محفوفة بالتحديات: كيف يمكن إعادة رسم ملامح هوية بهذا الحجم من دون أن تفقد بريقها؟
اكتشفوا موضة فندي لربيع وصيف 2026
عرض داخل متحف التاريخ
اختار فيتالي أن يقيم العرض في بيناكوتيكا أمبروسيانا، وهو متحف لم يُستخدم من قبل في عروض الأزياء، وتحت سقفه تُعرض روائع ليوناردو دافنشي وكارافاجيو. المكان المهيب كان رسالة واضحة: محاولة وضع الموضة على تماس مباشر مع التاريخ والفن. لكن المفارقة أنّ عظمة المكان كشفت هشاشة المجموعة أكثر مما دعمتها.
بين الجرأة والتجريب
المجموعة قُدّمت كقراءة جديدة لأرشيف جياني في أواخر الثمانينيات، إلا أنّ ما ظهر على المنصّة بدا أقرب إلى تجربة لم تكتمل: سراويل غير مُحكمة، سترات بغير نهايات واضحة، حوافّ خام تُركت بلا تشطيب، وأقمشة تنزلق من دون أن ترسم شكلاً محدداً. ما يُفترض أن يكون إغواءً متقناً تحوّل إلى ارتباك بصري.
الألوان كمحاولة إنقاذ
رغم الارتباك البنيوي، برز عنصر مشترك مع تراث الدار: قوة الألوان. تباينات جريئة بين البنفسجي والأحمر الناري، الأزرق والزمردي، أضافت شيئاً من الحيوية إلى العرض. لكن الألوان وحدها لم تكفِ لتعويض غياب الصرامة في القصّات أو وضوح الفكرة التصميمية.
فقدان الهوية المتمرّدة
فرساتشي عبر تاريخها لم تكن عن “اللباس اليومي” أو المحاولات المترددة، بل عن الفانتازيا المسرحية والجرأة التي تتقاطع مع الدقة الإيطالية. مجموعة فيتالي الأولى افتقدت هذه الروح: لا بنية واضحة، ولا ذلك التوهّج الحسي الذي طبع توقيع جياني ودوناتيلا. النتيجة أقرب إلى “إغواء غير مكتمل” ترك الجمهور في حالة تساؤل.
مستقبل غير محسوم
العرض لم يكن كارثياً بقدر ما كان إعلاناً عن بداية تحتاج إلى مراجعة جذرية. فيتالي يملك الثقة والخيال، لكن كي يرسّخ مكانته، عليه أن يصوغ لغة تصميمية متماسكة تعيد فرساتشي إلى موقعها الطبيعي: دار القوة والترف والجاذبية المطلقة. الأنظار كلّها الآن نحو موسمه الثاني، الذي سيحدد ما إذا كان سيصبح وريثاً حقيقياً لهذا الإرث، أم عابراً سريعاً في تاريخه.