القوة الصامتة للبدلة النسائية: من رمز المساواة إلى لغة الأنوثة والقوة (صور)
ثمّة سحر لا يُقاوم في إطلالة امرأة ترتدي بدلة، فالأمر لا يقتصر على قماش مَحبوك بخطوط دقيقة، بل يتعدّاه إلى كونه تاريخاً وتمرداً ورشاقة وسلطة تجتمع كلها في صورة واحدة.
وفي كل مرة تظهر فيها أميرة أو ملكة ببدلة متقنة، أو تختار نجمة مشهورة السجادة الحمراء لتطلّ بأسلوب رسميّ بدل الفساتين المنسدلة، يتردّد صدى حكاية بدأت منذ قرن، حين قررت النساء أن يكتبن لغة جديدة في الظهور.
البدلة النسائية: من القيود إلى الحرية
لوقت طويل، ظلّت خزانة المرأة أسيرة توقعات المجتمع التي تطالبها بأنوثة مفرطة وزينة مبالغ فيها. لكن "كوكو شانيل" وقصّاتها المستوحاة من ملابس الرجال منحت النساء حرية لم يعرفنها من قبل. وفي ستينيات القرن الماضي، قلب "إيف سان لوران" موازين باريس بإطلاقه بدلة "سموكينغ"، التي منحت المرأة أسلوباً يجمع ما بين الأناقة والمساواة.

أمّا اليوم فتحمل البدلة رسائل دقيقة، بحسب خبير الموضة جورج ريشان، الذي خصّ "النهار" بحديث حول الموضوع، فقال: "حين تختار شخصية ملكية أو دبلوماسية ارتداء بدلة، فهي تعبّر عن حضور قويّ ورسالة مدروسة. تدخل البدلة فوراً في إطار الـPower Dressing، أي لباس السلطة".
البدلة الرسمية بأسلوب ملكي ودبلوماسي
أصبحت البدلة جزءاً من لغة الملكات والأميرات المعاصرات. فالملكة رانيا العبدالله تمزج ما بين الحداثة والجذور الشرقية، وتطلّ ببدلات مصمّمة بعناية تنطق بالسلطة وتبقى مطبوعة برشاقتها. أجدد إطلالاتها بهذا النمط رافقتها خلال حديث إنساني عالمي عن غزّة وأطفالها في مؤتمر سيغلو في مكسيكو، حيث ارتدت بدلة بيضاء من "ماكس مارا" مع قميص أزرق محتشم.

أما كيت ميدلتون، فتضيف لمستها الخاصة بإطلالات أحادية اللون تحمل رسالة قوة هادئة، تعكس صورة مهنية متقنة من دون أن تفقد دفء المرأة التي يراها الجمهور ملكة المستقبل.


خارج القصور، تحوّلت البدلة إلى سلاح في الدبلوماسية. مورغان أورتاغوس، المتحدثة السابقة باسم الخارجية الأميركية، أتقنت هذا التوازن ببدلات صارمة ومرتّبة عكست مصداقيتها من دون أن تفقد نفحة أنثوية خفّفت من صلابة المشهد السياسي.

وعن الفرق بين أسلوب الملكة رانيا وكيت ميدلتون، وبين أسلوب أورتاغوس، يشرح ريشان: "الملكة رانيا وكيت ميدلتون تُدخلان البدلة الرسمية كجزء من هوية ملكية أنيقة ومتوازنة، عبر اعتماد أقمشة فاخرة وألوان هادئة وقصّات تحافظ على الأنوثة مع لمسة عصرية". أما أورتاغوس: "تعتمد بدلات صارمة بألوان داكنة، وتختار أحياناً الأحمر بهدف إظهار الحضور الجديّ والسياسي أكثر من الجانب الجمالي".
هوليوود وعشق البدلة الرسمية
في هوليوود، تحوّلت البدلة إلى رمز تحدٍّ وتجديد. أنجلينا جولي كثيراً ما استغنت عن الفساتين لمصلحة البدلات السوداء الكلاسيكية، التي غدت إعلاناً للقوة. أما زيندايا فأعادت تعريف البدلة للجيل الجديد، من قصّات واسعة وألوان جريئة إلى خطوط مبتكرة جعلت من كل إطلالة لوحة معاصرة.

من هنا يقول ريشان: "انتقلت البدلة النسائية من أن تكون رمز المساواة مع الرجل إلى أن تصبح لغة أنثوية بحد ذاتها، توازن بين القوة والنعومة، وبين الرسمية والهوية الشخصية".

البدلة النسائية... أسلوب حياة
عن خروج البدلة من إطارها الرسمي إلى الإطلالات اليومية، يُشير ريشان: "البدلة اليوم تجاوزت إطار المناسبات الخاصة أو الأدوار المهنية لتصبح جزءاً من الأسلوب اليومي للمرأة العصرية". ويضيف: "لم تعد حكراً على الاجتماعات الرسمية أو المواقف الدبلوماسية، بل تحوّلت إلى قطعة متعددة الاستخدامات يمكن تنسيقها بطرق مختلفة".
أخيراً، ينهي حديثه بالقول: "نرى البدلة مثلاً مع حذاء رياضي لإطلالة عملية وكاجوال، أو مع كعب عالٍ لإطلالة مسائية أنيقة"، مؤكداً أنّ الألوان أيضاً باتت أكثر جرأة، من الأبيض والباستيل إلى الحيوية، لتصبح مرآة لشخصية المرأة وأسلوبها الخاص.
نبض