سجى كيلاني تُحوّل السجّادة الحمراء في البندقية إلى مسرح للذاكرة والصوت الفلسطيني (صور وفيديو)

في مساء مهيب من أمسيات مهرجان البندقية السينمائي 2025، تقدّمت الممثلة سجى كيلاني بخطوات واثقة على السجّادة الحمراء، كأنها تحمل على كتفيها ذاكرة وطن وأحلام طفلة لم تكتمل. حضورها الأنيق، كان احتفاءً بالصوت الإنساني الذي يُصرّ على أن يُسمع مهما اشتدّ الصمت.
قصيدة رثاء لهند رجب
عند العرض الافتتاحي لفيلم "The Voice of Hind Rajab"، الذي حوّل مأساة الطفلة الفلسطينية إلى عمل فنّي يهزّ الضمائر، أطلت كيلاني بفستان أسود بتوقيع فرح حوراني.
كان الفستان الذي جاء بكتفٍ واحدة وقصّة منسدلة، أشبه بلوحة فنيّة مشبعة بالرمزية: طول التفصيل الذي يلف القسم العلوي وينسدل نحو الأرض 12 قدماً يحاكي الأيام الـ12 التي بقي فيها جسد هند حبيس السيّارة الممزّقة دون أن يجد السكون. وعلى القفاز، طُرّز الرقم 12 رثاءً لصمت العالم. كذلك، زيّنت سجى كيلاني أذنيها بقرطين يحملان الحرفين الأولين لاسم وكنية هند رجب "هـ" و"ر" متداخلين بأسلوب الخط العربي الفنّي من ابتكار "بلعربي" Bil Arabi لنادين قانصو، وكأنها توقيع على دفتر الغياب.
الإطلالة كانت أشبه بنصب تذكاري من قماش، يشير إلى أن الموضة هي أيضاً فعل مقاومة. بهذا الخيار، حوّلت كيلاني حضورها إلى منصّة تضامن مع أصوات الضحايا الفلسطينيين، مؤكدة أن السينما والموضة قادرتان معاً على إيصال صرخات الحقيقة للعالم.
لغة الحياة والموت
وفي جلسة التصوير الرسميّة للمهرجان والمؤتمر الصحافي الذي أقيم حول الفيلم، كانت سجى قد تألّقت بأسلوبٍ مختلف، أكثر هدوءاً لكنه لا يقل رمزيّة، من تصميم Nafsika Skourti.
تميّز الجزء العلوي من الفستان بصدرية مكشوفة الظهر مع حمّالات بنقشة مربعات باللونين الأبيض والأسود، مع تنورة سوداء طويلة واسعة. بدا المشهد أشبه بلوحة شطرنج، انعكاساً للصراع الدائم بين الضوء والظلام، الحياة والموت، في إشارة غير مباشرة لثنائية المقاومة والأمل. وقد زيّنت سجى صدر الفستان بمشبك كتب علية باللغة الأجنبيّة "كفى" Enough، ووضعت في أذنيها بقرطين من مجموعة Alhambra باللون الأسود من Van Cleef & Arpels، وانتعلت صندالاً أسود.