زويا صقر في "بودكاست مع نايلة": الوردة التي رفضت أن تذبل في الغربة
في عالم تغمره الألوان الزاهية وروائح الورود، يبرز اسم زويا صقر كوجهٍ لبناني مشرق حمل معه حبّ الجمال إلى العالم العربي. ليست وجهاً من عالم الميديا والموضة فحسب، بل سيدة أعمال تميّزت بقدرتها على تحويل شغفها إلى مشروع مزدهر في عالم تنسيق الأزهار، من خلال تأسيسها لـ"The Flower Society"، العلامة التي أضافت لمستها الخاصة.
في لقائها مع نايلة تويني ضمن "بودكاست مع نايلة"، قدّمت زويا نفسها ببساطة واعتزاز، فقالت: "أنا لبنانية بجذور روسية، وأفخر بهويتي هذه التي أعتبرها مصدر غنى في شخصيتي". ورغم ولادتها ونشأتها في لبنان، كان عليها أن تغادره لتلاحق أحلامها التي كبرت معها، إلا أن لبنان ظلّ يسكنها في كل لحظة، وتعلّقها به لم يتغير يوماً.
زويا التي أمضت سنوات طويلة في عالم الإعلام، وعملت في مجال الموضة، قرّرت بعد جائحة كورونا أن تسلك مساراً جديداً ينطلق من شغفها بعالم الورود، فأسّست "The Flower Society" في دبي. وعن سبب اختيارها دخول هذا المجال، أوضحت بأن حبّها للطبيعة متجذّر في طفولتها، فهي نشأت في قرية بنتاعل، في داخل محمية طبيعية، حيث كانت تتنفس الطبيعة في كل تفاصيل حياتها اليومية، وتراقب الطيور والأشجار وتستمدّ منها طاقتها الإيجابية.
فكرة المشروع انطلقت من محيطها، من أصدقائها الذين اقترحوا عليها أن تستثمر في عالم الورود، فقررت دراسة إدارة الأعمال لتفهم كيفية تأسيس عمل ناجح. واليوم، فريقها في دبي هو الداعم الأساسي لمسيرتها، وهي تؤمن بحدسها الذي تعتبره بوصلتها في اتخاذ القرارات.

تؤمن زويا بأن السعادة الحقيقية تكمن في الروح، وهي لا تشعر بهذا السلام الداخلي إلا عندما تعود إلى لبنان. ورغم نجاحاتها في الخارج، فإن هناك فراغاً بقي في داخلها، دفعها إلى العودة والاستثمار في البلد الذي تعتبره صانعها الحقيقي. "أردت أن أردّ الجميل للبنان"، هكذا عبّرت عن رغبتها في أن تكون مثالاً للمبادرين، مشيرة إلى أن إيمانها بأن لبنان في الطريق الصحيحة هو ما شجعها على افتتاح فرع جديد لمشروعها في بيروت.
رغم كل انشغالاتها، تؤكّد زويا على أهمية الحفاظ على التوازن في حياتها. تعطي وقتاً لنفسها، وتعتبر اللحظات التي تقضيها مع أولادها مصدر رضا داخلي لا يعوّض، وتقول: "قهوتي مرّة، لكن حياتي حلوة كثيراً"، مشيرة إلى أن نظرتها الإيجابية للحياة تجعلها قادرة على تجاوز الصعوبات، واعتبار كل تجربة فرصة للنمو.
وفي نهاية اللقاء، عبّرت زويا عن فخرها باستضافة نايلة تويني لها، وبتواجدها في مبنى "النهار"، التي كانت تقرأها منذ طفولتها، وتحلم في أن تصبح يوماً ممثلةً للبنان في الخارج. بعد 19 عاماً من السعي والعمل، ترى اليوم أن سعادتها الحقيقية هي في الوطن، مع عائلتها وأصدقائها، وبين ورودها التي تعكس قصتها الخاصة: قصة امرأة صنعت من شغفها مشروعاً ومن حبّها للبنان رسالة.
نبض