ميزون مارجيلا في عرض مقنّع يُحاكي الجمال من رماد الخراب (صور وفيديو)
كشفت "ميزون مارجيلا" (Maison Margiela) عن مجموعتها الجديدة للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2025-2026، في عرض غارقٍ بالغموض، ومشبع بالتفاصيل الحرفيّة اليدويّة الفنيّة، حمل توقيع المدير الإبداعي الجديد "غلين مارتنز" (Glenn Martens). عرض لا يُشبه غيره، بل بدا كرحلة داخل قصر مهجور تنهشه الذكريات، وتحرسه أشباح الأناقة الماضية.

بين الجدران المتآكلة وطبقات الورق القديمة التي تحاكي أرشيفاً منسياً، قدم "مارتنز" عرضاً استثنائياً يُعيد قراءة جوهر الدار في مفردات جديدة، فجمع بين إرث "مارتن مارجيلا" (Marten Margiela) وثقافة إعادة التدوير، مغلفاً التصاميم بهالة من الغموض الجميل.

القناع هو الوجه الجديد
كما في عروض الدار الأولى، أطلّ عارضو الأزياء من كلا الجنسين، ووجوههم مخفية تحت أقنعة من المعدن، أو الشاش، أو الكريستال، وكأنهم شخصيات خارجة من لوحة رمزية، أو تماثيل نصف متآكلة انبثقت من ركام الماضي. الأقنعة لم تكن مجرد زينة، بل تعبير عن فقدان الهوية وسط زخم المظهر، ورغبة هذا الجيل في الاختباء خلف الجمال المقنّع بفكرة الكمال.
ملابس من زمن آخر
حملت التصاميم أبعادًا مسرحية واضحة، من الفساتين المنحوتة الخصر إلى الياقات وبعض التنانير الضخمة، أو تلك المطبوعة بأزهار "بلجيكية" ثلاثيّة الأبعاد، ومن الدانتيل المتفحم إلى القماش المغلف بطبقات معدنية تشبه الصدأ. استُخدمت مواد معاد تدويرها من محلات الملابس القديمة، وخيوط سجاد مطرّز، تريكو مصبوب، قصدير ومعادن، وأقمشة أشبه بورق الجدران العتيق، لتحاكي روحًا مقيمة في زوايا النسيان.
التفكك بوصفه أناقة
ما يُميّز هذا العرض عن غيره، هو قدرته على تحويل الخراب إلى فخامة. التفاصيل المهترئة مقصودة، والثنيات الحادة تعكس هشاشة جيل Gen Z، والبريق الباهت يرسم هالة من الحنين إلى ماضي الأناقة الجميل. كل قطعة تحكي قصّة، وكأنها وُجدت لا صُنعت، واستُعيدت من زمن تاهت فيه الموضة عن معناها.
تفاعل النقاد والجمهور
انهالت عبارات الإعجاب من النقاد. ومنتديات الموضة العالمية وصفت المجموعة بأنها "واحدة من أجمل ما قُدم خلال أسبوع الهوت كوتور"، واعتبرها البعض "عرضًا يعكس فناً مسرحياً أكثر من كونه أزياء فقط."


ما بعد مارجيلا
هذا العرض لم يكن مجرد بداية جديدة لمارتنز في الدار، بل كان إعلاناً فلسفياً: أن الأناقة لا تنبع من الكمال، بل من التناقض، من الترميم، ومن الجرأة في إعادة تعريف الجمال.



نبض