تصاميم زهير مراد الراقية تعزف سيمفونية تنقلنا إلى أجواء استوائية

حلم زهير مراد تحوّل إلى واقع ملموس ينبض بالحياة والألوان الاستوائية من خلال مجموعة الخياطة الراقية: "الهروب الاستوائي" (Tropical Escape) التي قدمّها في باريس ضمن أسبوع الموضة الراقية لربيع وصيف 2025.
تصوير: راني فوّاز
من اللحظة الأولى للعرض، تحملنا تصاميم زهير مراد على أجنحة الأحلام، وتطير بنا إلى الغابات المطيرة التي تدفئها حرارة الشمس، حيث يهمس نسيم المحيط أسراره عبر سعف النخيل، وتتفتح بتلات الأزهار بألوان زاهية تبهج الناظر . هي أكثر من مجرد عرض للحرفية الرائعة، إنها دعوة للاستسلام لجمال الطبيعة البريّة، والتمتّع بألوان الجنّة. هناك، حيث تعزف الطيور سيمفونيّة النسيان، وتتحوّل الموضة إلى أجواء شاعريّة حالمة.
لوحة غارقة في ألوان الطبيعة
في هذه المجموعة الراقية، يرسم المصمّم اللبناني-العالمي زهير مراد قصّته الملوّنة التي تعبّر عن عشقه للغابات الاستوائيّة حيث يسيطر اللون الأخضر العميق للأشجار والنباتات، وتعانق خيوط غروب الشمس ألوان الشعاب المرجانية والأزهار الماجنتيّة، ويأسرنا أزرق المحيطات. في اللحظات الحالمة التي نعيشها مع هذه المجموعة، تلتقط الأشكال الذهبية الناعمة الضوء مثل الرمال الدافئة تحت قدميك، في حين تعكس الألوان البيضاء القزحيّة التأثير، وميض الأصداف البحرية التي تقبّلها الأمواج. هناك، يشعر كل ظل بالحياة، وينبض بالطاقة... إنّه مشهد من أحلام الصيف التي نتمنى أن لا تنتهي.
خامات تهمس وتتدفّق كالنسيم
تحاكي أنسجة الشيفون الأثيري والحرير خفيف الوزن، حركة تمايل أشجار النخيل مع نسيم الليل في الجزر الاستوائيّة، وتلتقط تموجات خامات الأورغانزا ابريق سطح مياه البحر تحت أشعّة شمس الظهيرة. في حين، تذكّرنا زخرفات الدانتيل بتشابك كروم العنب، والتفاصيل الناعمة التي تزيّن الصدر، بشفافيّة الضباب الذي يغمر الجزيرة في ساعات الفجر الأولى.
الصور الظليّة تلتقط روح الحرية
هناك توازن لافت في مجموعة "الهروب الاستوائي" Tropical Escape، فالقصّات المميّزة بدقة تفاصيلها تتمّم سيولة الأقمشة التي تنساب على الأجساد دون أن تعيق حركتها سواء كانت القصّة منسدلة أو ضيّقة أو منفوخة. وفي الوقت الذي تضفي خطوط العنق العميقة والشقوق الجريئة التي تكشف أعلى الساق الجرأة، يعزّز الخصر المنحوت الأنوثة والرومانسية. أمّا الأكمام فهي أشبه بالأجنحة تتراقص بحريّة تامة. إنها أزياء راقية صُمّمت لامرأة تجوب العالم مثل قوة الطبيعة، رشيقة، واثقة، وغير مقيّدة.
أكسسوارات تروي قصّة
تصاميم زهير لا تخلو من لمسة الأكسسوارات والتطريزات اليدويّة المشغولة بشغف، وهي ليست مجرّد زخرفات عابرة بل سرد قصص تجمع الخيال بالواقع. فأزهار الكركديه وأوراق السرخس، وسعف النخيل تبرز بأناقة الكريستال والخرز التي يتلألأ بريقها مثل حبّات الندى. ويعكس تنميق الترتر الضوء كخيوط الشمس التي ترشح من خلال أغصان الأشجار المتشابكة، أمّا الريش فيرمز إلى طيور الجنّة التي تملأ الغابات الاستوائيّة. وما أجملها من رسالة حب وتقدير لتلك اللوحة الطبيعيّة الآسرة التي تشبه بتنوّعها وسحرها النساء بشخصيتهن المختلفة.
دعوة إلى احتضان الجمال الطبيعي
أكثر من مجرد تصاميم راقية، "الهروب الاستوائي" هو حالة ذهنيّة، دعوة لاحتضان جمال الطبيعة الجامح من خلال تصاميم مليئة بالأحاسيس، والتجارب، والحلم. إنها موجهة للمرأة التي تهوى التميّز وتجرؤ على المغامرة في عالم تتعايش فيه الطبيعة المتمرّدة مع عالم الرفاهية والعراقة. لذلك سواء كنت تشاهد هذه الأزياء على مدرج باريسي، أو تتخيّلها تغزو الشواطئ الرملية البيضاء، هناك شيء واحد واضح: إن أزياء زهير مراد هي احتفال بروعة الخلق، وبالمرأة التي تشبه الطبيعة.