يوتيوب
انستغرام
نبض
ثريدز
كيف أحيا "تيك توك" و"إنستغرام" الإيقاعات القديمة؟
شارك على
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
شارك على
في عام 2025، لم يعد المشهد الموسيقي العالمي محكوماً بمنطق الجديد وحده. على العكس، بدا وكأن المنصات الرقمية، وعلى رأسها "تيك توك" و"إنستغرام"، فتحت أرشيف الموسيقى العالمية على مصراعيه، لتمنح أغانٍ قديمة حياة ثانية لم تكن متوقعة، بل في بعض الحالات تجاوزت نجاحها الأصلي. لم تعد العودة مرتبطة بالحنين وحده، بل بقدرة الأغنية على أن تُستخدم من جديد، بصرياً وشعورياً، داخل عالم الفيديو القصير.
اللافت أن هذه العودة لم تفرّق بين زمن وآخر. أغنية مثل You Rock My World لمايكل جاكسون، الصادرة عام 2001، عادت لتحتل مساحة واسعة في مقاطع الرقص والتحولات البصرية، حيث يتعامل معها جيل لم يعش ذروة مايكل بوصفها "ستايل" كامل: حركة، إيقاع، حضور جسدي وصورة. موسيقى جاكسون، بطبيعتها الإيقاعية الواضحة، أثبتت مرة أخرى أنها قابلة لإعادة الإنتاج إلى ما لا نهاية، وأنها لا تنتمي إلى زمن محدد بقدر ما تنتمي إلى الجسد والحركة.
في المقابل، جاءت المفاجأة الأكبر من أغنية Pretty Little Baby لكوني فرانسيس، المسجّلة عام 1962، والتي لم تُطرح أصلًا كأغنية منفردة. بعد أكثر من ستة عقود، تحولت هذه القطعة الهادئة إلى واحدة من أكثر الأصوات استخداماً عالمياً على "تيك توك"، مرافقة لفيديوات الأطفال، والموضة المستوحاة من الستينيات، واللحظات اليومية البسيطة. هنا، لا يكمن سر النجاح في الإيقاع، بل في النبرة العاطفية الصافية التي سمحت للأغنية بأن تصبح خلفية مشتركة لمشاعر متشابهة عبر ثقافات مختلفة.
أما أغنية Hold My Hand لجيس غلين، الصادرة عام 2015، فقدّمت نموذجاً مختلفاً للعودة. الأغنية التي كُتبت بروح احتفالية، أعاد مستخدمو "تيك توك" توظيفها ضمن ترند ساخر عن السفر والإجازات الفاشلة. المفارقة أن الأغنية لم تُستخدم كما أرادتها صاحبتها، بل كما احتاجها الجمهور. هذا التحوّل في المعنى يوضح كيف لم تعد المنصة تستهلك الموسيقى كما هي، بل تعيد كتابتها بصرياً ونفسياً، وتمنحها وظيفة جديدة بالكامل.
الحال نفسه ينطبق على أغنية Turn The Lights Off للـ "دي جي" والمنتج الدنماركي Kato، التي صدرت عام 2010. الأغنية عادت فجأة إلى الواجهة بعد خمسة عشر عاماً، ليس عبر النوادي الليلية، بل من خلال مشهد بصري قصير تحوّل إلى ميم عالمي. الإيقاع الإلكتروني المتكرر، الذي كان يوماً مخصصاً للرقص، أصبح أداة للتعبير عن لحظة شخصية أو شعور عابر، ما يؤكد أن "تيك توك" يتعامل مع الموسيقى بوصفها مزاجاً أكثر من كونها أغنية مكتملة.
حتى الكلاسيكيات الموسمية، مثل Last Christmas لفرقة Wham! الصادرة عام 1984، لم تسلم من هذا التحوّل. فالأغنية لم تعد مرتبطة فقط بموسم الأعياد، بل أصبحت مادة لميمات، وفيديوهات نهاية العام، ومقاطع حنين وسخرية في آن. المنصة لم تقتل الأغنية بكثرة الاستخدام، بل أعادت تدويرها سنويًا بصيغ جديدة، ما أطال عمرها الرقمي بشكل غير مسبوق.
@viral_hits_ 🎵 Last Christmas - Wham! #lastchristmas #christmas #wham #fyp #viral #christmastiktok #meme #songs #funny #lyrics #music ♬ Last Christmas (Pudding Mix) - Wham!
في نهاية 2025، يتضح أن الترند الموسيقي لم يعد قائماً على الحداثة بقدر ما يقوم على المرونة. جيل "تيك توك" لا يبحث عن الأغنية الجديدة، بل عن الصوت الذي يستطيع أن يقول به شيئاً عن نفسه، حتى لو كان هذا الصوت قادماً من ستينيات القرن الماضي. الموسيقى، في عصر الفيديو القصير، لم تعد أرشيفاً، بل مادة حيّة قابلة للبعث في كل لحظة.
الأكثر قراءة
