قصّة العازف الأميركي الذي وقع في حبّ العود... من الرياض إلى قلوب الكبار (فيديو)
أمام جمهور يضمّ أعمدة الفن العربي: محمد عبده، عبادي الجوهر، رابح صقر، علي عبدالكريم، وإلى جانب حضور من الموسيقيين الكبار، تقدّم لافين بقلب مفتوح، يحكي حكايته مع آلة غريبة عنه جغرافياً، قريبة منه روحياً. كان يتحدّث عن العود كما لو أنّه جزء من جلده، وعن مقامات الجزيرة العربية كما لو أنها اللغة التي كان يبحث عنها طوال حياته.
وقد بلغت حكايته أعماق وجدان الحاضرين، خصوصاً المستشار تركي آل الشيخ، الذي بدا وكأنه يرى أمامه أحد ثمار هذا الامتداد العالمي للموسيقى العربية وهويّتها.
وما إن لامست أنامله أوتار العود، حتى تبدّل الهواء في القاعة. انطلق صوتٌ دافئ، يحمل عبق الزمن، وراح يعيد الجمهور إلى ذاكرة جماعية من الروائع، يتنقّل بين المقامات برفق، كما لو أنّه يرفع الستار عن عوالم تتجدّد مع كل نغمة.
يقول لافين لـ"النهار" وهو لا يزال تحت تأثير اللحظة: "إنّها المرة الأولى التي أقف فيها أمام هذا المستوى من الفنانين... أمام الدكتور عبادي الجوهر الذي كان سبب تعلّقي بالعود. كان شرفاً كبيراً ومسؤوليةً دفعتني لأن أُخرج أفضل ما في روحي".
ثم يضيف بابتسامة يعرفها جيداً كل موسيقي عاشق: "الموسيقى تحتاج عملاً طويلاً وصبراً. أعزف العود منذ سبعة عشر عاماً، وكل مرة أصعد فيها إلى المسرح أشعر بأنني أتعرف إلى هذه الآلة من جديد. والحمد لله، كان العرض ناجحاً وبقدر محبتهم".
يصف لافين العود بأنه "صديق العمر"، يتشارك معه السفر والتعب والبحث والرؤية. ويشير إلى أنّ الغيتار أيضاً يسكن حياته، لكن العود بقي المكان الذي يعود إليه كلما أراد أن يسمع نفسه بعمق.

وبعد انتهاء العرض، كان الفنان عبادي الجوهر أوّل من بادر بالإشادة قائلاً لـ"النهار": "كان جميلاً أن نرى عازفاً أميركياً يؤدّي موسيقانا بمقاماتنا... وسأسعى للقائه".
ولمّا نقلنا كلمات الجوهر إلى لافين، امتلأت عيناه بالدهشة والامتنان: "التعرّف إليه حلم. هو سبب حملي للعود أصلاً. أن أعزف أمامه، وأمام قامات مثل الأستاذ محمد عبده والأستاذ أصيل أبو بكر… هذه لحظة لا تتكرّر".
ويختم بنبرة هادئة تشبه نوتة تُطفئ المقطع الأخير: "الموسيقى تحتاج إلى تدريب دائم... وأنا أعزف منذ 17 عاماً، والعود سيبقى دائماً صديق العمر".
نبض