يوتيوب
انستغرام
نبض
ثريدز
نهضة درامية سورية من الرياض... الصبّاح لـ"النهار": إنتاجات لبنانية تحرّك الاقتصاد
شارك على
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
شارك على
يحمل "موسم الرياض" هذا العام نَفَساً إبداعياً عربياً متجدّداً، تُرجم في لقاء نوعيّ جمع أهم أساطير الدراما السورية ومنتجين لبنانيين مع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ، في مشهد أعاد رسم ملامح الخريطة الثقافية العربية على أسس جديدة من التكامل والتعاون.
اللقاء، الذي استمرّ ثلاث ساعات، وصفه آل الشيخ برمزيته الخاصة قائلاً: "مع أساطير الفنّ السوري الغالين، اجتمعت معهم في لقاء لمدة 3 ساعات وسينتج عنه مفاجآت، بعضهم لم يقابل الآخر منذ 15 عاماً"، ليختم رسالته بتأكيد وجداني لافت: "سوريا في قلوبنا".
الاجتماع ضمّ نخبة من أبرز الأسماء في عالم الدراما إلى جانب عدد من المنتجين السوريين واللبنانيين. وقدّم الفنانون السوريون للمستشار آل الشيخ سيفين رمزيين، أحدهما دمشقي والآخر نجدي، صنعا على يد الحرفي الدمشقي الشهير فيّاض السيوفي، في إشارة إلى تلاقي التراثين السعودي والسوري تحت مظلة الفنّ العربي.
لكنّ البعد اللبناني في هذا اللقاء لم يكن تفصيلاً. إذ شكّل حضور المنتجين صادق الصبّاح وجمال سنّان نقطة ارتكاز حقيقية في هذا المشهد الإقليمي الجديد، الذي تتلاقى فيه الرؤية السعودية مع الإبداع السوري والتنفيذ اللبناني.
المنتج صادق الصبّاح، الذي لطالما عبّر عن إيمانه بضرورة تأسيس بنك عربي للمحتوى والقصص والروايات، رأى في هذا اللقاء ترجمة فعلية لحلمه القديم، وقال في تصريح خاص لـ"النهار": "الإنتاجات السورية ستكون في معظمها في لبنان، وهذا أمر سيشكّل حركة اقتصادية مهمّة لهذا البلد".
وكشف الصبّاح أنّ المستشار تركي آل الشيخ كلّفه بإنتاج مسلسل لبناني خلال الجلسة نفسها، مؤكّداً أنّ التحضيرات بدأت فعلاً. وأضاف: "ما يحدث اليوم يتجاوز الإنتاجات الفردية، فنحن أمام مشروع درامي عربي كبير يربط سوريا ولبنان والسعودية في تعاون ثقافي متين. حتى المسرح السوري، الذي يحظى هذا العام بدعم كبير من الهيئة العامة للترفيه، سيحضّر في لبنان من حيث البروفات وخشبة المسرح والملابس والإكسسوارات وتنفيذ الموسيقى".
وأشار الصبّاح إلى أنّ عدداً من الأفلام الشامية سيُصوّر جزء منها في لبنان بمشاركة ممثلين لبنانيين وفنيين، الأمر الذي من شأنه تحريك العجلة الاقتصادية وتعزيز التعاون الإنتاجي بين البلدين.
هذا اللقاء لم يكن فقط منصّة لتبادل الأفكار، بل إعلاناً عن مرحلة جديدة من النهضة المسرحية السورية. فقد تمّ التطرّق إلى تحضيرات مكثّفة لمشاركة عربية واسعة في جوائز "جوي أووردز" (Joy Awards) المقبلة، وإطلاق مجموعة من العروض المسرحية ضمن موسم الرياض، ما يكرّس التنوّع الإبداعي كعلامة مميّزة للدورة الحالية.
في موازاة ذلك، عبّر عدد من الممثلين السوريين عن حماسهم الكبير لهذه العودة وذلك على خلال الاحتفالية الذكرى الـ71 لتأسيس شركة "الصبّاح إخوان". فقد اعتبر الممثل تيم حسن لـ"النهار" أنّ هذا الدعم السعودي يشكّل خطوة إيجابية عالمياً، وقال: "يعيش المسرح أزمة في كل أنحاء العالم، لذا من الإيجابي جداً أن تقدّم السعودية ومعالي المستشار هذا الدعم. هناك أرضية خصبة في الخليج والسعودية للعودة إلى ثقافة المسرح، وأنا أؤيّد هذا الجهد فعلاً".
أما الممثلة كاريس بشار فقالت بدورها لـ"النهار": "سوف نشهد انتعاشة جميلة للمسرح السوري، وقد أسعدني هذا الخبر كثيراً. لدينا العديد من المبدعين الذين يجب أن نراهم مجدداً على المسرح، وآمل أن تستمرّ هذه الحركة في السنوات المقبلة".
ومن بين المشاريع المرتقبة، تبرز مسرحية "عرس مطنطن" التي تجمع عدداً من نجوم الدراما السورية، ويقود بطولتها قصي خولي إلى جانب نور علي، بإدارة المخرج عروة العربي. يقول خولي لـ"النهار": المسرحية اجتماعية كوميدية رومانسية، يشارك فيها 19 ممثلاً من الأسماء اللامعة. نحن جاهزون تماماً، والبروفات انتهت، وننتظر العرض في التاسع عشر من أيار/مايو المقبل."
أما نور علي، فأعربت عن حماسها الكبير قائلة: "الكلام عن روح العمل الجماعي مع أهمّ الممثلين أسعدني كثيراً، وأنا فخورة بأنّ المسرح السوري هذا العام حاضر بقوّة في موسم الرياض. تمنّوا لنا التوفيق".
من الواضح أنّ ما بدأ كلقاء رمزي في موسم الرياض تحوّل إلى مبادرة عربية جامعة، تُعيد الدراما السورية إلى الواجهة وتمنح لبنان دوراً محورياً في صناعة الدراما العربية المقبلة، برؤية سعودية شاملة يقودها تركي آل الشيخ، وإرادة إنتاجية طموحة يترجمها صادق الصبّاح وجمال سنّان ومنتجين آخرين، وبحضور نجوم يؤمنون بأنّ الفنّ قادر فعلاً على أن يجمع ما تفرّق.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
