بعد 18 عاماً... "بيروت ترنّم" تتحدّى الصعاب وتحافظ على نبض الموسيقى (فيديو)

فن ومشاهير 08-11-2025 | 21:00

بعد 18 عاماً... "بيروت ترنّم" تتحدّى الصعاب وتحافظ على نبض الموسيقى (فيديو)

على مدى ثمانية عشر عاماً، أثبت مهرجان "بيروت ترنّم" أنّ الموسيقى ليست ترفاً، بل نبض حياة، رسالة إنسانية وجسر تواصل بين الناس.
بعد 18 عاماً... "بيروت ترنّم" تتحدّى الصعاب وتحافظ على نبض الموسيقى (فيديو)
بيروت ترنّم (تصوير إيهاب فيّاض)
Smaller Bigger

مرّت ثماني عشرة سنة على تأسيس مهرجان "بيروت ترنّم"، الذي أصبح منذ ذلك الحين مساحة حقيقية للتلاقي الموسيقي والثقافي في العاصمة اللبنانية. أطلقت المهرجان ميشلين أبي سمرا، التي جعلت من الفن جسراً يربط الجميع، بعيداً من الانتماءات السياسية والدينية، لتؤكد أنّ الموسيقى قادرة على الحفاظ على نبض الحياة في بيروت.

وأكدت أبي سمرا خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن البرنامج الموسيقي لهذا العام: "لبيروت إيقاعها الخاص، ينبع من أعماقها، من موسيقاها، من شوارعها، ومن الذين آمنوا بأنّ فيها نبضاً لا ينطفئ". وأضافت: "المهرجان ليس مجرّد موسم موسيقي أو عرض استعراضي، بل روح مستمرّة تمنح الناس فرصة اللقاء وإعادة صياغة يومياتهم بصوت نقيّ".

 

 

وقالت لـ"النهار": "لم تكن السنوات سهلة أبداً، لكنها سنوات من العطاء للقلب النابض بيروت. ومن قلب بيروت نقول: بيروت ستظلّ ترنّم. موقفنا هذا العام يؤكّد أنّ المهرجان يحافظ على موقعه، وبالرغم من كل ما حدث، نواصل التقدم لأن لكل إنسان الحق في الحياة والفرح والغناء والاستمتاع بالموسيقى رغم الجراح".

وأضافت أبي سمرا: "زيارة قداسة الحبر الأعظم ألهمتنا للتأمّل، وإدراك أنّ ثمانية عشر عاماً مضت كانت تستعد لهذه اللحظة، لإيصال رسالة للعالم مفادها أنّ الحوار بين الأديان ضروري، وأنه بالاحترام والحب نستطيع أن نتشارك ويتعلم بعضنا من ثقافات بعض".

وشدّدت على رسالة الدورة الحالية: "نطلق بيروت ترنّم هذا العام وبيروت تفتقد الموسيقار زياد الرحباني، الذي لم ولن تخفت موسيقاه، والذي لم يبدّل قيمه ولم يتنازل يوماً عن صدقه الفنّي. لن نقدّم تكريماً شكلياً، فهو لم يكن يحبّ الاستعراض، بل نهدي هذه الدورة إلى روحه التي علّمتنا أنّ الموسيقى قيمة لا يُساوم عليها، وأن ما يأتي من القلب يبقى".

 

 

مؤسسة مهرجان بيروت ترنّم ورئيسته ميشلين أبي سمرا (تصوير إيهاب فيّاض)
مؤسسة مهرجان بيروت ترنّم ورئيسته ميشلين أبي سمرا (تصوير إيهاب فيّاض)

 

من جانبه، أكّد المدير الفني للأوركسترا الأب توفيق معتوق أنّ المهرجان يجمع الموسيقيين اللبنانيين من مختلف الأطياف ويمنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم: "ما نقدّمه يعكس واقعنا كموسيقيين لبنانيين وطموحنا نحو العالمية عبر التعاون مع موسيقيين عالميين يشاركوننا الإيمان بأن بيروت كانت وستبقى مدينة الموسيقى والثقافة، ويعكس روح اللقاء والاحترام المتبادل التي تحتاج إليها مدينتنا أكثر من أيّ وقت".

 

المدير الفني لمهرجان بيروت ترنّم الأب توفيق معتوق (تصوير إيهاب فيّاض)
المدير الفني لمهرجان بيروت ترنّم الأب توفيق معتوق (تصوير إيهاب فيّاض)

 

بدورها، قالت المغنية الأوبرالية ماري-جو أبي ناصيف: "سيكون المهرجان بمثابة ماراثون غنائي يبدأ بموسيقى موزارت ويُختتم بأغنيات إلتون جون، في برنامج غنيّ بالتنوّع والاختلاف. آمل أن يستمتع به الجمهور بمختلف فئاته، لا سيّما عشّاق الموسيقى على أنواعها".

وأضافت: "البرنامج يبدأ بريبرتوار كلاسيكي، ثم ينتقل إلى مقطوعات حديثة ومعاصرة، مروراً بأغنيات أساطير مثل إديث بياف وجاك بريل، وصولاً إلى موزارت وسان-سانس وماسكاني. هناك تنوّع في اللغات والأنماط الموسيقية، وهذا يجعل الحفل الختامي تحيّة مزدوجة للحب ولبيروت".

 

المغنية الأوبرالية ماري-جو أبي ناصيف (تصوير إيهاب فيّاض)
المغنية الأوبرالية ماري-جو أبي ناصيف (تصوير إيهاب فيّاض)

 

وأشارت مؤسّسة جوقة "فيلوكاليا" الأخت مارانا سعد إلى أنّه "بعد ثمانية عشر عاماً، يظل المهرجان يمنحنا الحماسة نفسها. بيروت ترنّم أصبح جزءاً من تاريخ لبنان وهوية موسيقية وثقافية، ويرسل رسالة واضحة: الفنون تبقى علامة حياة وإبداع، وأداة لبناء الإنسان وإنتاجه، لأن الإنسان ابن الحياة وليس ابن الموت".

تشارك سعد هذا العام بعمل خاص بعنوان "الخلق"، يعكس جمال الخلق، إلى جانب تقديم عمل "العهد الجديد" لتجسيد حياة يسوع المسيح بمشاركة فنانين لبنانيين، منهم السوبرانو نادين نصّار والتينور بشارة مفرّج.

 

 

مؤسسة جوقة
مؤسسة جوقة

 

أما الفنانة غادة شبير، فأعلنت عن مشاركة "فرقة الصدر" في الجزء الأخير من الحفل بأربع مقطوعات، مشيرة إلى أنّ ذلك يُظهر وجه لبنان الحقيقي: "وجه الثقافة والتعاون بين المسيحيين والمسلمين، سواء في الترتيل أو الاحتفالات الدينية، ما يعكس وحدتنا في هذا العيد الذي يجمع جميع اللبنانيين".

وقال الملحّن والعازف مكرم أبو الحسن: "المهرجان دائماً يملأ القلب بالفرح، فهو مفتوح للجميع ويقدّم موسيقى عالية الجودة، ويركّز على الفنانين المحليين، لا فقط على استقدام المواهب من الخارج. هذا العام سأقدّم الجاز وأعمالاً مستوحاة من زياد الرحباني، بالإضافة إلى أغاني الميلاد".

وأشار الفنان زياد عنداري إلى قيمة التمازج الموسيقي: "سنقدّم تحيّة لأم كلثوم تشمل رحلتها الموسيقية بالكامل، إلى جانب الطرب الأصيل، ما يعكس روح بيروت وهويتها الفريدة. بعد ثمانية عشر عاماً، نتحدث عن بيروت وعن هذا التمازج الثقافي والموسيقي، ونقدّم هذا الإهداء لأم كلثوم في قلب بيروت".

 

 

العازف والملحن مكرم أبو الحسن والفنان زياد عنداري (تصوير إيهاب فيّاض)
العازف والملحن مكرم أبو الحسن والفنان زياد عنداري (تصوير إيهاب فيّاض)

 

أما المايسترو فرناندو عفارة، فأعرب عن سعادته لمشاركته الأولى مع Les Solistes de Beyrouth: "سنقدّم أكثر الأعمال الأوبرالية شهرة: كارمن، بمشاركة فنانين عالميين، بهدف زرع أجواء الميلاد والأمل في قلوب الحضور، وإظهار أن الفن رسالة أمل واحتفاء بالحياة".

 

على مدى ثمانية عشر عاماً، أثبت مهرجان "بيروت ترنّم" أنّ الموسيقى ليست ترفاً، بل نبض حياة، رسالة إنسانية وجسر تواصل بين الناس. في زمن التحديات، تبقى بيروت حاضرة، نابضة، ترنّم بالأمل والثقافة، مؤكدة أنّ الفن قادر على إعادة اكتشاف الإنسانية وحفظ روح المدينة.

الأكثر قراءة

ايران 11/7/2025 7:06:00 PM
طهران تواجه وضعاً مقلقاً بشكل خاص
اسرائيليات 11/7/2025 8:28:00 AM
"يديعوت أحرونوت": نقل أسلحة وتدريبات ميدانية جديدة لحزب الله
سياسة 11/7/2025 4:02:00 PM
بعد أن كتبت "بعلبك إيمتى؟" على تغريدة لأفيخاي... هذا ما جرى معها 
سياسة 11/7/2025 10:00:00 AM
السفارة الأميركية في بيروت: لا يمكن السماح لإيران وحزب الله بالاستمرار في أسر لبنان