الفنانة شانا بصبوص لـ "النهار": جعلتُ النحت فنّاً يمكن ارتداؤه (صور)
نشأت الفنانة اللبنانية شانا بصبوص وسط عالم من المنحوتات، التي شكّلت لغتها اليومية. ومع مرور الوقت راودتها رغبة في جعل هذا الفنّ أكثر قرباً وحميمية من الإنسان. لذلك، قرّرت أن تُنزل النحت، الذي ورثته عن جدّها ووالدها، من منصّاته في المعارض والمتاحف ليعيش على الجسد، فتحوّله إلى فنّ يمكن ارتداؤه.
من هنا، وُلدت فكرتها في تحويل النحت إلى مجوهرات، تحمل روح الفنّ وجوهر إرثها العائلي في كل قطعة من ابتكاراتها ضمن مجموعتها الجديدة "نيزك" (Nayzak).

في حديث خاص لـ "النهار"، أعربت بصبوص عن رؤيتها الفنية قائلة: "أحوّل النحت إلى مجوهرات، والمجوهرات إلى فنّ. إنها استمرار لقصة عائلتي، جدي ميشال، ثم والدي أنشار بصبوص، لكن بترجمة خاصة بي. أنزلتُ النحت من منصّته، ودعوتُه ليعيش على الجلد".
وعن ولادة فكرة تحويل النحت إلى مجوهرات، توضح بصبوص: "لطالما بقي الفنّ محصوراً في المتاحف والحدائق، لكنني في لحظة ما شعرت بحاجة لأن أرتديه، أن أسمح له بأن يتحرّك معي. هكذا وُلدت الفكرة أن أجعل النحت حميمياً وحيّاً، ويكاد يتنفّس".
"نيزك": حبّ ورثته عن جدّتي
أما مجموعتها "نيزك"، فتقول الفنانة اللبنانية إنها استوحتها "من افتتاني بالكون: النيازك، الشهب، والضوء العابر الذي يشقّ السماء. لكل قطعة في "نيزك" لحظة ضوء قصيرة ومضيئة قبل أن تختفي".

وتابعت: "لطالما جذبني الغروب، والأقمار المكتملة، وكل ما يربطنا بالسماء. حبّ ورثته عن جدّتي التي كانت تقول إنّ "السعادة هي ببساطة أن تقف تحت الشمس، وتنظر إلى النجوم". أردتُ من خلال "نيزك" أن أجمّد تلك اللحظات الكونية في الزمن، محوّلة شظايا من الكون إلى منحوتات ثمينة قابلة للارتداء، ومعلّقة في الذهب والفضّة".
وصفت بصبوص مجموعتها الأولى بأنها "بداية حوار بين الضخامة والحميمية، بين منحوتات والدي الضخمة وتفسيراتي المصغّرة لها"، مضيفة: "كل قطعة ليست مجرد جوهرة، بل شظية من الإرث الفني، منحوتة من الذاكرة ومُرتداة كعمل فني".
وأكدت الفنانة اللبنانية: "سأواصل ترجمة الفن إلى حركة في مجموعاتي القادمة. أستكشف مقاييس جديدة، وموادّ جديدة، ونجوماً جديدة. أريد أن أجعل إرثنا يسافر، وأن أبتكر قطعاً نحتية لأولئك الذين يرغبون في ارتداء الفنّ لا مجرد تأمّله".

الحرفة اللبنانية في قلب العمل
أما عن الجانب الحرفي من العمل، فأوضحت شانا: "تُصنع كل قطعة من المنحوتات أو المجوهرات يدوياً في لبنان، بالتعاون مع حرفيين محليين مهرة. أعمل أساساً بالذهب والفضّة، وأحياناً بالألماس، لتعكس البريق السماوي الذي ألهم المجموعة".
أضافت: "التقنية التي أستخدمها هي الشمع المفقود، وهي نفسها التي يستخدمها والدي لصبّ منحوتاته البرونزية. أحبّها لأنها تحمل فكرة التحوّل من الشمع إلى المعدن، من الزائل إلى الأبدي، ولأنها تربط عملي بعمل والدي من خلال الفعل نفسه، ولكن على مقياسٍ مختلف".

وعن ذوق الجمهور اللبناني والعربي في اقتناء المجوهرات، قالت بصبوص: "يتمتّع الجمهور العربي، خصوصاً اللبناني، بذائقة راقية وتقديرٍ عميق للفنّ والتصميم؛ ولهذا كان تفاعلهم مع معرضي وفكرة الدمج بين الفن والمجوهرات دافئاً وملهماً للغاية".
نبض