صورة بألف كلمة... ملكة جمال فلسطين وخلفها المشاركة الإسرائيلية (صور وفيديو)
في لحظة تختصر الكثير من المعاني، وقفت ملكة جمال فلسطين، نادين أيوب، بثوبها الفاخر، أمام ملكة جمال إسرائيل، في مشهد تحوّل إلى صورة رمزية للقوة الفلسطينية والثقة الأنثوية. لم تكن مجرد لقطة من حفل "ارتداء الوشاح" خلال إحدى فعاليات مسابقة ملكة جمال الكون في بانكوك، بل كانت موقفاً حمل رسالة قوية عن حضور المرأة الفلسطينية وقدرتها على تمثيل وطنها بكرامة وأناقة تلامس القلوب، لتنطلق على إثر الصورة حملة تفاعل كبيرة عبّرت عن الفخر والإعجاب.
وفي حديث لـ"النهار"، علّقت أيوب على هذا التفاعل بالقول: "شعرتُ بفخر كبير وقوّة عظيمة، وشعرتُ بمسؤولية لأن أظهر للعالم كم نحن، النساء الفلسطينيات، نمتلك من القوّة والروح والصوت".

ظهرت أيوب في الصور مبتسمة، وهي تلوّح بيدها بتحيّة رمزية تعبّر عن الثبات والقوة، مظهرةً تمسّكها برسالة تمكين المرأة الفلسطينية والعربية. وقد ترجمت ذلك أيضاً من خلال موقفها الداعم لملكة جمال المكسيك فاطمة بوش، التي تعرّضت لإهانة من نائب رئيس منظمة "ملكة جمال الكون" لمنطقة آسيا وأوقيانوسيا، رجل الأعمال التايلاندي ناوات إيتساراغريسيل، حين ردّت قائلة: "لن يسكتني أحد". وقد حظيت بمساندة عربية لافتة من ملكة جمال العراق حنين القريشي وملكة جمال فلسطين نادين أيوب.
انسحبت أيوب إلى جانب القريشي تضامناً مع بوش في موقف شجاع. وتقول في حديث آخر لـ"النهار": "عندما تهان امرأة أو يتم التحدث إليها بطريقة غير محترمة، فلا أستطيع أن أبقى صامتة أو لا أفعل شيئاً، لأن إهانة امرأة واحدة تعني إهانة جميع النساء".
وأضافت: "قد أكون أنا في مكانها، وكنت حينها سأتمنّى أن تقف الأخريات إلى جانبي".
وتستعيد كواليس ما حصل: "كنت أجلس في المقعد الذي يبعد مقعداً واحداً فقط خلف ملكة جمال المكسيك، تحديداً وراءها، وقبل ما حدث بلحظات، تبادلنا الحديث وقلنا بالحرف إننا سنكون سنداً لبعضنا وندعم بعضنا البعض. والغريب أنّ ما حدث وقع مباشرة بعد تلك الكلمات، فشعرتُ بمسؤولية كبيرة لأن أقف معها فوراً".

على المسرح، قدّمت نادين أيوب نفسها بثقة لافتة، منادية باسمها ولقبها: "ملكة جمال فلسطين"، في لحظة أثارت الإعجاب والتقدير. وشاركت عبر حسابها الرسمي صوراً من إطلالتها المبهرة، التي عكست أنوثة وقوة في آن واحد، بفستان حمل توقيع دار "لورا سانتوس" للخياطة الراقية.
وقد علّقت الدار على التعاون معها بالقول: "يشرفني حقّا وأشعر بامتنان عميق لهذه الفرصة الاستثنائية التي أُتيحت لي لتصميم وتنفيذ فستان راق من الخياطة الراقية لملكة جمال فلسطين، نادين أيّوب".
كما جاء في البيان: "لقد ملأت هذه التجربة قلبي بسعادة غامرة تعجز الكلمات عن وصفها. فملكة جمال فلسطين ليست فقط جميلة الملامح، بل هي أيضاً امرأة استثنائية تجسّد القوّة والصمود والحبّ. إنّ رقّتها وروحها تلهماننا جميعاً، وأنا فخورة بأن أكون جزءاً من رحلتها المميّزة".
أفلحت نادين أيوب في بداية الطريق في جعل اسمها وازناً، ويبدو أنها تدرك تماماً أهمية هذه المشاركة. فقد أكدت في حديث سابق مع "النهار" أنّ سبب قبولها خوض هذه التجربة لم يكن بدافعٍ شخصي بقدر ما هو وطني، قائلةً: "قلتُ لنفسي إنّ هذه ليست فرصة لي وحدي، بل لبلدي أيضاً. أردت أن أقدّم صورة مختلفة عن فلسطين، صورة مليئة بالثقافة والجمال، وهذا ما شجّعني على المضي قدماً".

وتوجّه أيوب كلمة شكر إلى الداعمين لها بالقول: "من دون دعم الناس يصبح الأمر صعباً. الطاقة الإيجابية التي أستمدّها من الجميع هي التي جعلت العالم يعرف فلسطين كأرض ثقافة وجمال، لا كأرض معاناة فقط. أشكر كل من يدعمني، وإن شاء الله سنرفع اسم فلسطين عالياً وسنكون عند حسن ظنّكم".
نبض