بعد انتخابه رئيساً لبلدية نيويورك، تصدّر زهران ممداني عناوين مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط لكونه أوّل مسلم وأوّل أميركي من أصول هندية يتولى هذا المنصب، بل أيضاً بسبب علاقته بزوجته الفنانة السورية راما دواجـي وقصة تعارفهما المميّزة.

وإلى جانب الألقاب التي نالها الثنائي منذ إعلان النتائج، من "أصغر رئيس بلدية لمدينة نيويورك منذ قرن"، و"أول مسلم وأول أميركي من أصول هندية في هذا المنصب"، إلى ما يخصّ دواجي بوصفها "أول فنانة سورية من جيل زد (Gen Z) تتولى دور السيدة الأولى للمدينة"، يبرز أيضاً لقب آخر يعكس ثقافتهما المنفتحة: "أوّل رئيس بلدية في تاريخ المدينة يتعرّف إلى زوجته عبر تطبيق مواعدة".

زهران ممداني وزوجته راما دواجي (إنستغرام)

قصة تعارف الثنائي زهران ممداني وراما دواجي

تعارف الثنائي راما وزهران عبر تطبيق "Hinge"، عام 2021، في علاقة تمزج ما بين الحداثة والتقاليد. خطبها في تشرين الأول/أكتوبر 2024، وأُقيم حفل الخطوبة و"عقد القران" في دبي في كانون الأوّل/ديسمبر من العام نفسه، المدينة التي ترتبط بها راما بعلاقات عائلية وشخصية وثيقة.

لاحقاً، عقدا زفافاً مدنياً بسيطاً في قاعة بلدية نيويورك في شباط/فبراير 2025، تلاه احتفال آخر في تموز/يوليو من العام نفسه في أوغندا، مسقط رأس ممداني، بحضور أصدقاء من نيويورك، وبقاعدة واحدة: لا هواتف.

اللافت والطريف في القصة أنه حتى ممداني، رئيس البلدية، خاض تجربة اختيار الصور المناسبة على تطبيق المواعدة، ومرّ بحوارات "كيف كان يوم الثلاثاء؟" التي باتت من سمات المشهد العاطفي الحديث.

زهران ممداني وزوجته راما دواجي (إنستغرام)

وربما جعله ذلك خبيراً في أحاديث التعارف الصغيرة. فمنذ لقائهما الأوّل عبر التطبيق، جمع زهران وراما، البالغة 27 عاماً، الكثير من اللحظات المشتركة. بعد فترة قصيرة من المواعدة، كان زهران متأكداً من قراره، إذ روت صديقته، التي التقطت أيضاً صور زفافهما، أنه قال لها ذات يوم: "أعتقد أنني سأتزوج هذه المرأة".

وأضافت في منشورٍ على إنستغرام: "قبل سنوات، خرجنا للجري بعد فترة انقطاع، وبعد نحو ميلٍ قال لي زهران: أظن أنني سأتزوج هذه المرأة، وكنت أعلم أنه جاد".

زهران ممداني وزوجته راما دواجي (أ ف ب).

ووصف ممداني يوم زواجه من دواجي في حديثٍ لمجلة "Interview": "المنظر الخارجي رائع ويذكّر بنيويورك مختلفة، أما الداخل فهو تجسيد لفكرة الخير العام؛ جميع هؤلاء النيويوركيين يتزوجون في الوقت نفسه، بأعمارٍ مختلفة، وفي مراحل مختلفة من حياتهم؛ مشهد غاية في الجمال".

وروى ممداني، عندما كان لا يزال عضواً في مجلس الولاية في نيويورك، قصة تعارفه مع زوجته للمرة الأولى خلال بودكاست "The Bulwark" هذا الصيف، مستخدماً الحكاية لتأكيد فكرة أوسع: "لا يزال هناك أمل في تطبيقات المواعدة". وقد أثار تصريحه فضول المؤيدين والمنتقدين على حدّ سواء، خاصةً مع سمعته في التواصل مع جيلٍ شاب متمرّس بالعالم الرقمي.

زهران ممداني وراما دواجـي يفضّلان الخصوصية

على الرغم من صعود نجم زهران السياسي في نيويورك، اختارت دواجي البقاء بعيداً عن الأضواء، وقدّمت دعمها بهدوء عبر مساهمات فنية، من بينها تصميم شعارات حملته الانتخابية. وتواصل اليوم ترسيخ حضورها كفنانة معاصرة ورسّامة مؤثرة، محافظةً على توازنٍ بين مسيرتها الإبداعية في بروكلين وجذورها الثقافية وتجاربها الممتدة إلى دبي.

واصلت دواجي عملها الفني بهدوء خلال الأشهر الأولى من الحملة، لكن مع ازدياد شهرة ممداني، تساءل بعض المنتقدين عن سبب غيابها عن الظهور العام.

زهران ممداني وزوجته راما دواجي في مسرح باراماونت في بروكلين – نيويورك (أ ف ب).

وردّاً على ذلك، نشر ممداني صوراً بالأبيض والأسود من زفافهما في المحكمة، وكتب عبر إنستغرام: "قبل ثلاثة أشهر، تزوجت حب حياتي، راما، في مكتب كاتب المدينة. والآن يحاول بعض المهاجمين من اليمين تحويل هذه الانتخابات، التي يفترض أن تكون عنكم، إلى قضية عنها. راما ليست مجرد زوجتي، بل فنانة مذهلة تستحق أن تُعرف بشروطها الخاصة. يمكنكم انتقاد آرائي، لكن ليس عائلتي".

وخلال الحملة، حافظت راما على خصوصيتها واستقلاليتها. تركز حساباتها في وسائل التواصل على فنها، ولم تتقمّص دور "زوجة السياسي" التقليدي، لكنها شاركت في الانتخابات التمهيدية في حزيران/يونيو، ونشرت حينها عرضاً مصوراً مؤثراً مخصّصاً لزوجها.

يجسد زهران ممداني وراما دواجي شكلاً حديثاً من الشراكة، لا يضطر فيه أيٌّ منهما للتخلي عن مساره المهني لدعم الآخر، ومع ذلك يبقى كلٌّ منهما حاضراً بقوة في عالم الآخر.

زهران ممداني وزوجته راما دواجي في نيويورك (أ ف ب).

راما دواجي ممداني ونشأتها في دبي

وُلدت راما، التي أصبحت السيدة الأولى في نيويورك، في هيوستن، تكساس، في 30 حزيران/يونيو 1997، لأبوين سوريين مسلمين من دمشق. وعندما كانت في التاسعة من عمرها، انتقلت العائلة من تكساس إلى دبي، حيث أمضت طفولتها وسنوات تكوينها الأولى.

كان لتجربتها في دبي أثرٌ بالغ في تطوّرها الفني، إذ شكّلت المدينة النابضة بتعدّدها الثقافي ومعايير الجمال والروايات المحلية الفريدة مصدر إلهام أساسياً في صياغة رؤيتها الجمالية ومواضيع أعمالها.