ياسمينا العبد الشابّة التي وقفت أمام التاريخ من دون أن ترفع صوتها (صور وفيديو)
ها هي ياسمينا العبد، الفتاة التي تبدو كأنها خرجت من كتاب حكايات مُذهب الأطراف، تقف أمام أعين العالم في ليلة تليق بالتاريخ.
في القاعة المهيبة التي احتضنت الاحتفال الرسمي بافتتاح المتحف المصري الكبير، وبين وجوهٍ أثقلتها المناصب والسنوات، ارتفعت بصوتها وهي لم تبلغ بعد عُمر الصخب، لكن حضورها كان أوسع من الصالة نفسها.
لم تتحدث بلهجة الخطب التقليدية، بل بلهجة من يعرف جذوره جيداً. قالت بثقة تشبه طمأنينة من يمشي فوق أرض يعرفها: "تعلمت من أجدادي أن القوة في الفكرة، وأن السلام هو ما يبني المدن ويُعمر العمران، بينما الحروب تسرق أعمارنا بصمت".
كأنها لم تُلقِ كلمة، بل وضعت مرآة كبيرة أمام التاريخ والحاضر معاً.

من هي ياسمينا العبد؟
ولدت ياسمينا في تشرين الثانينوفمبر 2009، بين ثلوج سويسرا وشمس القاهرة وسماء دبي، ثلاث محطات صنعت نفساً واسعة على العالم. تتحدث لغات عدة من دون أن تفقد نبرتها المصرية الحنونة في مخارج كلماتها. تنتمي لعائلة بعيدة من ضجيج الفن. والدها يعمل في المصارف، وأمّها تهندس المدن بخطوط عمرانية حديثة. ومع ذلك، اختارت الابنة أن ترسم ذاتها بالنغمة والصورة والضوء.

بدأت الحكاية من صفوف المدرسة. كانت طفلة صغيرة تقف على مسرح بسيط، تجرّب صوتها للمرة الأولى. هناك اكتشف الجميع أن شيئاً في حضورها لا يُدرّس. ثم جاءت تلك اللحظة الفارقة، الا وهي وقوفها للغناء أمام الرئيس في احتفالات عيد الشرطة، بإشراف المخرج خالد جلال. كأن الباب الذي كان نصف مفتوح، فُتح على مصراعيه.
ما هي اعمال ياسمينا العبد الفنية؟
من الإعلانات في الإمارات، إلى الأفلام القصيرة، ثم إلى السينما والدراما، كانت خطواتها متصلة، غير مستعجلة، تعرف متى تصعد درجة ومتى تقف لالتقاط النفس. ومن أبرز أعمالها:
- في "بنات عبد الرحمن" 2021، كان الاسم يُكتب للمرة الأولى ولكن الصوت كان حاضراً.
- في "البحث عن علا" 2022، تعرّف الجمهور إليها عن قرب.
- في المسلسل العالمي (Theodosia)، بدت كأنها ترد على السؤال الذي يسكن كل فنان صغير: هل يمكن للحلم أن يعبر الحدود؟ نعم، عبر.
- في رمضان الماضي، ظهرت في "لام شمسية" إلى جانب أمينة خليل، بخطى واثقة لا تبحث عن الضوء، بل تصنعه.

ياسمينا العبد الى العالمية
واليوم، تستعد لأول بطولة درامية لها في مسلسل "ميد ترم" على منصة (Watch It) ، وتواصل تصوير فيلم "كان يا ما كان" إلى جانب نور النبوي، في قلب الأقصر التي تعرف جيداً كيف تحتضن الموهبة عند بدايتها.
ياسمينا العبد، أكثر من مجرّد موهبة صاعدة، إنّها تجسيد لملامح جيل جديد يعرف أن الفن ليس صراخاً ولا إثبات وجود بالقوة، بل بناء هادئ ومتراكم يشبه ما قالت في خطابها: "الفكرة أولاً… ثم العمران".
نبض