"وجود الغايب"... المصممة هالة سالم لـ"النهار": نقشتُ شعر ناديا تويني لأنه يجسّد بيروت
جسّدت المصمّمة اللبنانية هالة سالم واقع العاصمة بيروت وسكّانها في عملها "وجود الغياب" (Presence of absence)، من خلال مجسّم متراصّ الطبقات، نُقشت عليه عبارات للشاعرة ناديا تويني، وفيروز، وجبران خليل جبران، وإيتيل عدنان، وذلك ضمن معرض "We Design Beirut" في فيلا عودة.
وفي حديث خاص لـ"النهار"، قالت سالم: "اخترتُ استخدام عبارة ناديا تويني: "لو لم تكن بيروت موجودة، لكان علينا اختراعها"، لأن شعرها يجسّد تناقض بيروت: مدينة هشّة لكنها لا تنضب إبداعاً، جريحة لكنها حيّة".

وتابعت: "لقد حملت تويني في داخلها هويّات متعدّدة، لبنانية، فرانكوفونية، ومتوسطية، واستطاعت من خلال أعمالها أن تتنقّل بين الانتماء والفقد والتجدّد".
وأضافت المصمّمة: "أردت أن أمنح حضوراً للأصوات التي تنسج ذاكرة المدينة وأملها. إلى جانب كلمات تويني، نقشتُ أيضاً عبارات لفيروز وجبران خليل جبران وإيتيل عدنان، إذ تعبّر أعمالهم جميعاً، كلّ بطريقته، عن روح لبنان".
بحسب سالم، صُنع هذا المجسّم، الذي يبلغ ارتفاعه مترين وثلاثين سنتيمتراً، من بلاطٍ خزفيّ يستحضر ملمس الحجر، الرخام والعقيق اليماني والسربنتين؛ وهو متراصّ الطبقات كحال المدينة نفسها: مجروحة، صامتة، لكنها ما زالت واقفة. ويحمل في داخله شظايا من بيروت: ألواناً باهتة، أسطحاً متشقّقة، وآثاراً لمنازل وتواريخ.

وتشير سالم إلى أن فواصل المجسّم المصنوعة من النحاس، والمستمدّة من الحِرف اللبنانية، نُقشت عليها عبارات عن الغياب والذاكرة والعودة، وليست مجرد خطوط معدنية، بل لحظات انكسار وتأمل.
وأضافت لـ "النهار": "كان نقش هذه الكلمات على أشرطة النحاس بمثابة لفّ المجسّم بصوت جماعي، وفعل تذكّر ومحبة وتجديد لبيروت".
نبض