دوا ليبا: قصة الحب الذي صار صوتاً للعالم (صور)
بدأت قصتها باسم بدا للوهلة الأولى رقيقاً جداً بالنسبة للعالم الذي ستخوضه لاحقاً. في اللغة الألبانية، يعني إسم "دوا" الحب، ومع ذلك عندما كانت طفلة في لندن، لم ترَ فيه شيئاً مميزاً. كانت دوا ليبا تتمنى اسماً مثل باقي رفاقها، سهل النطق ولا يحتاج إلى شرح.
إلّا أنّ الحياة، كما تفعل دائماً، لديها طرقها الخاصة. أحياناً يصبح ما نحاول إخفاءه هو ما يحددنا في النهاية.
وُلدت دوا ليبا عام 1995 لعائلة كوسوفية حملت وطنها في قلوبها، وهاجرت من كوسوفو إلى لندن بحثاً عن الأمان والاستقرار. ومع ذلك، لم يتركوا خلفهم دفء ثقافتهم، من لقاءات حول موائد عامرة بالطعام، موسيقى تحكي قصصاً، وإيماناً بأن الحياة، رغم غموضها، يجب أن تستمر.

كان والدها، دوكاجين ليبا، موسيقياً سابقاً وقائد فرقة روك. لم يكن منزلهم صامتاً أبداً. كانت القيثارة دائماً قريبة، وتمتزج ألحان الماضي مع أصوات لندن، فتخلق شيئاً جديداً داخلها.
لكن الحياة أخذت منعطفاً آخر. عندما كانت دوا في الحادية عشرة، انتقلت العائلة إلى كوسوفو، محاولة إعادة بناء حياتهم في بريشتينا. وجدت نفسها بين عالمين، بين لغتين وهويتين مختلفتين. حاولت الانضمام إلى جوقة المدرسة، لكن صوتها وُصف بأنه "عميق جداً" وغير مناسب لفتاة صغيرة. وبدأ شك هادئ يتسلل إلى قلبها، شك يرافقها دائماً.

ومع ذلك، هناك أحلام لا تعرف الخفوت. في سن الخامسة عشرة، اتخذت دوا قراراً سيغير حياتها، وعادت إلى لندن وحدها. عاشت مع أصدقاء العائلة، عملت في وظائف بسيطة، واصلت تعليمها واستمرت بالغناء. في الليالي المتأخرة، كانت تسجّل أغاني وتحمّلها على يوتيوب. كان صوتها صادقاً، صوت فتاة تحدّق في العالم وتقول: "أنا هنا".
لم يكن هناك نجاح بين ليلة وضحاها، بل سنوات من المثابرة، جلسات استوديو لم تُثمر، رسائل لم تُستجاب وأصوات تقول لها: "جرّبي شيئًا أكثر واقعية". لكنها استمرت. شيئاً فشيئاً، بدأت الأبواب تُفتح. أغانيها الأولى كانت جريئة وواثقة، وصوتها "العميق" بات مسموعاً.

ثم جاءت أغنية (New Rules)، كرسالة لنفسها أوّلاً: "لا تعودي، لا تكرري الألم". أصبحت نشيداً للشابات في كل مكان. الفتاة التي اعتُبر صوتها "خاطئاً" أصبحت رمزاً لصوت جديد في البوب العالمي.
اليوم، تقف دوا ليبا على المسارح العالمية، مخطوبة من كالوم تيرنر، واسمها يضيء الملاعب. جوائز غرامي، جولات عالمية، حملات أزياء، ومنصة ثقافية خاصة بها (Service95)، تشارك من خلالها قصصاً وأصواتاً من كل أنحاء العالم. تُمثل، تكتب وتُشرف على تشكيل صورتها الفنية بثبات نادر في صناعة الموسيقى.

ومع ذلك، عند النظر إليها عن كثب، يمكن رؤية الفتاة التي حاولت يوماً إخفاء اسمها: الحب!
هذا الحب الذي تحمله والرسالة التي تغنيها مراراً وتكراراً:
"يمكنك الانتماء إلى أماكن عديدة. يمكنك بناء نفسك من عوالم متعددة. والأجزاء منك التي شعرت يوماً بالاختلاف، هي نفسها التي ستتألق يوماً".
نبض