يوتيوب
انستغرام
نبض
ثريدز
موسم الرّياض 2025 ونوستالجيا غرندايزر وكابتن ماجد: الفرح الحيّ يعانق شوارع العاصمة (صور وفيديو)
شارك على
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
شارك على
كانت الرياض في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر على موعد مع مشهد لا يُنسى. في ذلك اليوم، بدت أشعة الشمس كأنّها تؤدّي دور المؤثر البصري الأول في العرض الضخم الذي أعلن انطلاق موسم الرياض 2025 بنسخته السادسة. ومع دقات الرابعة عصراً، تحوّل الطريق بين "المملكة أرينا" و"بوليفارد وورلد" إلى نهر من الألوان والأنغام، حيث انطلقت المسيرة الافتتاحية وسط جمهور غفير توافد منذ ساعات الصباح، ليشهد لحظة تختصر روح العاصمة الجديدة: مدينة تصنع الفرح كما تصنع المستقبل.
المسيرة لم تكن مجرّد عرض احتفاليّ ضخم، بل بيان بصريّ وثقافيّ عن قدرة السعودية على تحويل الفضاء العام إلى مساحة تفاعلية تجمع بين الفنّ والتقنية والهوية. الشارع، الذي طالما كان رمزاً للحركة، صار هنا مسرحاً مفتوحاً للجماهير. المواطن لم يعد متفرّجاً، بل صار جزءاً من المشهد، يشارك في كتابة لغة جديدة للفرح الجمعي.
تقدّم رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ خلال البث المباشر بكلمة أعلن فيها افتتاح الموسم قائلاً: "أهلاً وسهلاً بكم في موسم الرياض". عبارة قصيرة في ظاهرها، لكنها تختصر رؤية كاملة لقطاعٍ تحوّل خلال سنوات قليلة من تجربة ناشئة إلى صناعة متكاملة، تستند إلى شراكات عالمية ومواهب وطنية.
مشهدية عابرة للحدود
للمرة الأولى، خرجت بالونات "Macy’s" الأميركية العملاقة من نيويورك لتسير في شوارع الرياض، محاطة بعروض موسيقية مباشرة ومجسّمات ضخمة، في تعاون غير مسبوق يعكس مدى انفتاح الموسم على التجارب العالمية. لكن خلف هذه المشهدية البصرية، تقف بنية تنظيمية هائلة تُظهر كيف أصبح "الموسم" مشروعاً متكاملاً تتقاطع فيه الثقافة والسياحة والاقتصاد، في صيغة جديدة لصناعة الترفيه.
في أرقامٍ تقريبية، يشهد موسم 2025 أكثر من 7 آلاف فعالية فنية ورياضية وثقافية تمتدّ على مدى ثلاثة أشهر، بمشاركة نحو 30 دولة. ويضم الموسم 11 منطقة ترفيهية رئيسية، و15 بطولة عالمية، و34 معرضاً ومهرجاناً، بمشاركة أكثر من 2100 شركة، 95% منها سعودية.
الناس في قلب المشهد
في الميدان، كان الحضور الشعبي عنوان الفعالية. أصوات الفرح علت فوق الموسيقى، والوجوه المبتسمة رسمت لوحةً جماعية لا يمكن تكرارها.
يقول أحد الشباب الذين حضروا الافتتاح لـ"النهار": "كل شيء كان رائعاً، الفعالية مذهلة والناس سعداء والأجواء مفعمة بالفرح".
شاب آخر شبّه المشهد بـ"فيلم سينمائيّ حيّ"، مضيفاً: "كأننا نعيش تنويهاً لفيلم جديد يحمل روح الشباب والطموح. أحببت شخصية كابتن ماجد وبيت الرعب الذي أدهش الجميع. هذه أول مرة أشهد حدثاً بهذا الحجم والجمال".
بينما قال آخر وهو يصف المشهد من حوله: "الشوارع امتلأت بالكامل، ولا مكان لتوقّف السيارات. العرض كان متقناً من الأزياء إلى التمثيل، فكرة جديدة وتنفيذ مبهر".
برمجة غنية ووجوه عالمية
من تشرين الأول/أكتوبر 2025 حتى آذار/مارس 2026، تتحوّل الرياض إلى وجهة عالمية للزوار من مختلف القارات. تتوزع فعاليات الموسم على حفلات موسيقية ومسرحيات وعروضٍ عالمية، من بينها حفلات للفنانين: محمد عبده (16 تشرين الأول/أكتوبر)، إليسا ووائل كفوري (24 تشرين الأول/أكتوبر)، وكاظم الساهر (30 تشرين الأول/أكتوبر)، إضافة إلى بطولات رياضية ومعارض سيارات وتجارب ترفيهية غامرة.
ويستضيف الموسم مؤتمر "جوي فورم" يومي 16 و17 تشرين الأول/أكتوبر بمشاركة شخصيات عالمية مثل: مستر بيست، دانا وايت، شاكيل أونيل، وجون جونز، في نقلة تعكس مكانة الرياض كمركز عالمي لصناعة الترفيه. كما تُختتم الفعاليات بجوائز "صنّاع الترفيه" (Joy Awards) مطلع 2026، التي أصبحت من أبرز الجوائز الفنية في المنطقة.
غرندايزر... البطل الذي وحّد الأجيال
اللافت أنّ مسيرة افتتاح موسم الرياض اختُتمت بمشهد حمل رمزية خاصة، مع ظهور "غرندايزر" في لحظة دوّت في ذاكرة الجمهور، جامعاً بين نوستالجيا الطفولة ورمزية البطولة.
وفي حديث خاص لـ"النهار"، قال الممثل اللبناني القدير جهاد الأطرش، الصوت الأيقوني لشخصية غرندايزر: "غرندايزر لم يكن مجرّد عمل كرتوني، بل تجربة تربوية وإنسانية أثّرت في أجيال كاملة في الوطن العربي، وخصوصاً في المملكة العربية السعودية والخليج ومصر. لقد حمل رسالة تدعو إلى العلم والتطور التكنولوجي، وإلى استخدام المعرفة في خدمة الخير ومواجهة الشر".
وأضاف الأطرش: "غرندايزر يزرع في عقول الأطفال، وحتى الكبار، القيم الإنسانية الكبرى: الانتماء إلى الأرض والوطن، وحبّ الطبيعة والمجتمع والإنسان. عندما جاء دايسكي إلى الأرض واعتبرها وطنه، كان يجسّد فكرة الكرم واستقبال الغريب، وهي قيم نجدها اليوم متجذّرة في المملكة".
وختم قائلاً: "أشعر بالمحبة كلّما ذُكر غرندايزر في السعودية. الناس ما زالوا يردّدون عباراته ويشاركون صوره بشغف، وهذا دليل إلى عمق الأثر الذي تركه في وجدانهم. أشكر المملكة على احتضانها لهذه الرموز، وأشكر المستشار تركي آل الشيخ على رؤيته التي تجمع بين الترفيه والمعرفة والخير".
ومع غروب الشمس فوق "بوليفارد وورلد"، كانت الرياض تكتب فصلاً جديداً في روايتها. لم يكن الافتتاح مجرّد عرضٍ استثنائي، بل كان إعلاناً رمزياً عن مدينة تعرف كيف تحوّل الفرح إلى مشروع وطنيّ. مدينة توازن بين العالمية وجذورها المحلية، وتعيد تعريف الفضاء العام بوصفه مساحة للالتقاء لا للعبور فقط.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
