بالفيديو والصور - موسيقى "إلسيستيما" تزيّن الاستعدادات لإعادة إطلاق "بيت المحترف اللبناني"

"النهار"
إذا كانت جمعية "بيروت تشانتس" بإدارة ميشلين ابي سمرا، أخذت على عاتقها بث الروح في أحياء بيروت وساحاتها وكنائسها وخصوصاً في زمن الميلاد من خلال مهرجانها السنوي "بيروت ترنم"، فإنها تسعى بالموسيقى إلى استنهاض كل الحالة اللبنانية مع الكبار والصغار، وآخر الاطلالات كان مساء السبت مع فرقة "إلسيستيما" للصغار، في "بيت المحترف اللبناني" – عين المريسة، تمهيداً لإعادة افتتاحه رسمياً في 21 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
فقد نظمت الجمعية بالشراكة مع اليونسكو، احتفالاً موسيقياً قدّمته فرقة "إل سيستيما"، برعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد.
وشدّدت السيّد على "رمزية المكان وتاريخه"، وقالت: "بيت المحترف هو مرآة لبنان، وُلد في ستينات القرن الماضي فسحة للحرفيين اللبنانيين، جمع نتاج قراهم وجبالهم ومدنهم في قلب بيروت، وشهد مراحل المجد والانكسار كما شهدها الوطن نفسه. هو شاهد على أنّ في هذا البلد سرّاً يحول دون موته، وإرادةً تعيده دائماً إلى الحياة".
أضافت: "العودة إلى هذا المكان ليست مصادفة، بل رسالة. نحن هنا لإعادة إحياء بيت المحترف ليكون مركزاً للتراث والثقافة في قلب بيروت، والتزاماً جماعياً بالحفاظ على الحرفة اللبنانية ودعم حرفييها".
وتوجّهت بالشكر إلى الشركاء قائلة: "نتوجّه بالشكر إلى منظمة اليونسكو على دعمها، وإلى Beirut Chants على هذا اللقاء الموسيقي المميز، وإلى الأطفال الذين بصوتهم وإبداعهم يملأون المكان حياةً وأملاً".
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أنّ "إعادة إحياء بيت المحترف اللبناني ليست مجرد مشروع ترميم، بل فعل إيمان بقدرة لبنان على النهوض مجدداً، واستعادة دوره الثقافي والحضاري منارة في المنطقة".
وقالت الدكتورة ميسون شهاب ممثلة مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت: "يسعدنا أن نكون معكم ، حيث تجمعنا وزارة الشؤون الاجتماعية في بيت المحترف لنحتفل بالموسيقى جسراً بين الأجيال يزرع الأمل – انطلاقاً من رسالة الوزارة في رعاية المجتمع، ترسيخ التضامن، وتمكين الشباب والأطفال من اكتشاف مواهبهم وتنميتها. بيت المحترف هو أكثر من معلم معماري؛ إنه ذاكرة مدينة قادرة على النهوض وإعادة ابتكار ذاتها رغم قسوة الأزمات. نحتفي بانطلاقته الجديدة عبر أصوات أطفال بيروت شانتس – إل سيستيما وشبابها، حيث تلتقي التربية مع الفن ليولد الإبداع.
اما ريتشارد عازوري مدير "بيروت ترنم – السيستيما" فقال: "قبل خمسين عاماً، وُلد مشروع السيستيما في أحياء فنزويلا الفقيرة، ليمنح الشباب المهمَّشين طريقاً يبعدهم عن العنف واليأس، من خلال الانغماس في القوة التحويلية للموسيقى".
قبل عامين ونصف عام، تبنّت "بيروت ترنم" هذه الرؤية، وأطلقت مشروع "بيروت ترنم – السيستيما" لتقديم دروس موسيقية جماعية مجانية للشباب اللبناني. ومعظم مدرّسينا هم موسيقيون شباب بدورهم، مما يخلق حلقة متكاملة من التوجيه والنمو المتبادل.
والنتائج، كما ستستمعون اليوم، مدهشة بكل المقاييس.