نيكول كيدمان: من طفولة مطبوعة بالفكر النسوي إلى امرأة تختار العائلة أولاً (صور)

نشأت نيكول كيدمان في سيدني، في كنف والدين زرعا فيها قيم العدالة والمساواة.

كانت والدتها، جانيل، ناشطة نسوية، وكثيراً ما كانت الطفلة الصغيرة توزّع المنشورات لصالح "اللوبي الانتخابي للنساء" في أستراليا.

في المدرسة، تعرّضت للسخرية بسبب مواقف والدتها، لكنها حملت تلك القيم معها إلى سنوات النضج، لتصبح جزءاً من صوتها كامرأة قبل أن تكون ممثلة.

حياة نيكول كيدمان (انستغرام)

نيكول كيدمان والساحرة التي أيقظت حلمها

على خلاف الأطفال الذين استلهموا من الأميرات، وجدت كيدمان إلهامها في شخصية الساحرة الشريرة التي أدّتها مارغريت هاملتون في ساحر أوز. ذاك الأداء المظلم والمغناطيسي فتح أمامها بوابة التمثيل. ومع ذلك، ظلّت طوال بداياتها قلقة من قامتها الطويلة، حتى إنها لجأت أحياناً إلى الكذب بشأن طولها في تجارب الأداء كي لا تُقصى قبل أن تبدأ.

طفولة نيكول كيدمان والموهبة النادرة (انستغرام)

نيكول كيدمان والأمومة الناقصة

وراء بريق السجادة الحمراء تختبئ قصة وجع. ففي مطلع التسعينيات، عانت كيدمان من حمل خارج الرحم، تبعته محاولات فاشلة ومآسي إجهاض. ولطالما تحدثت بأسى عن ندمها: "كنت سأحب أن أنجب عشرة أطفال". ومع أنّها كوّنت عائلة محبة مع زوجها كيث أوربان، إلا أنّ قلبها ظلّ يحنّ إلى الأبناء الذين لم يُكتب لهم أن يولدوا، وواجهت معارك الطلاق مؤخّراً بعد 20 عاماً من الزواج السعيد.

نيكول كيدمان وحلم الامومة الذي لم يتحقق (انستغرام)

نيكول كيدمان وثمن الشهرة الباهظ

كثيراً ما كلّفها شغفها بالفن ثمناً باهظاً جسدياً وعاطفياً. ففي "بورتريه سيدة"، ارتدت مشداً ضاغطاً قلّص خصرها إلى 19 إنشاً. أما في "مولان روج" فقد كسرت أضلعها وتعرضت لإصابة في ركبتها، واضطرت أحياناً إلى تصوير مشاهدها من الجزء العلوي فقط.

ادوار نيكول كيدمان في التمثيل (انستغرام)

ومع ذلك، لم تكن الأعباء الجسدية الأقسى. فالأدوار المظلمة والمشحونة نفسياً كثيراً ما تسللت إلى حياتها الخاصة. وقد اعترفت بأن عقلها وجسدها لا يفرّقان دائماً بين الحقيقة والتمثيل، لتجد نفسها محرومة من النوم، منهكة وحتى مريضة جسدياً بعد بعض الأعمال.

نيكول كيدمان تحفظ كلمات أمّها الأخيرة

الصفحة الأكثر وجعاً في حياتها كُتبت مع رحيل والدتها، جانيل. قبل صعودها إلى الطائرة بقليل، همست الأم: "ربما انتظري قليلاً… أعتقد أنّ عليك أن تعتني بنفسك الآن يا نيكي".

تلك العبارة، البسيطة والعميقة في آن، صارت شعار حياتها. وصارت كيدمان تذكّر نفسها دوماً أنّها ليست مسؤولة فقط عن الآخرين، بل عن ذاتها أيضاً.

والدة نيكول كيدمان الراحلة (انستغرام)

نيكول كيدمان وليالي الحزن الدفين

عمّقت خسارة الوالدين إحساس كيدمان بالموت. وقد اعترفت بأنها تستيقظ عند الثالثة فجراً، باكية ومذعورة، غارقة في أفكار عن هشاشة الحياة، عن الحب والزواج والأبناء، وعن الوقت الذي يمضي بلا رجعة. "أعيش الحياة كاملة"، تقول، مستسلمة للفرح كما للحزن، في معادلة تراها جوهر الوجود الإنساني.

خفايا حياة نيكول كيدمان (انستغرام)

نيكول كيدمان تختار العائلة أوّلًا 

تصرّ كيدمان على أنّ العائلة تأتي قبل العمل، لكنها ترفض أن تسمّي ذلك تضحية. حين رفضت بطولة "ذا ريدر" لأنها كانت حاملاً، أوضحت ببساطة: "هذا ليس تضحية، هذه هي الحياة". فالمغزى عندها لا يقاس بعدد الأدوار أو الجوائز، بل بالخيارات التي تحترم الحب والأسرة.

خيارات نيكول كيدمان في الحياة (انستغرام)

تبقى نيكول كيدمان لغزاً ملهماً، فهي ممثلة بموهبة نادرة، أمّ صاغها الحزن، امرأة تخاف من الفراشات لكنها تواجه الموت بجرأة. في الواقع، خلف الأناقة تقف إنسانة شديدة الإنسانية، هشة وصلبة، حزينة ومضيئة في آن. تذكّرنا حكايتها بأنّ النجوم الأكثر لمعاناً تحمل دوماً ظلالاً، وفي تلك الظلال قد نجد أصدق أنوارها.