الرئيس عون والسيدة الأولى في بيت فيروز: تعازٍ في أربعين زياد الرحباني

قام رئيس الجمهورية جوزف عون وعقيلته اللبنانية الأولى نعمت عون، قبل توجههما إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بزيارة خاصة إلى منزل السيدة فيروز، حيث قدّما لها التعازي بوفاة نجلها الفنان الراحل زياد الرحباني.
وجرت الزيارة بعيداً عن الأضواء، تزامناً مع إحياء ذكرى أربعين الرحباني، في أجواء عائلية بسيطة ومؤثرة.
ويُعدّ زياد الرحباني من أبرز المبدعين في الموسيقى والمسرح اللبناني والعربي. وُلد في بيت تتردّد فيه الألحان كما يتردّد النفس، جمع بين موسيقى فيروز وكلمات عاصي، ليصنع عالماً خاصاً، صاخباً، متمرّداً، وساخراً في آن. من أولى مسرحياته حتى آخر نوتة خطّها، ظلّ شاهداً على زمنٍ مأزوم، وناطقاً باسم المهمّشين، ساكناً في وجدان الناس مثل ومضة ضوء لا تنطفئ.
وعندما خفت صوته في أيامه الأخيرة، لم يخفت صداه. رحيله من أمام مستشفى خوري في الحمراء كان أشبه ببدء فصلٍ جديد من الحكاية: الناس الذين ضحكوا من سخريته، بكوا على نعشه، صفقوا له، نثروا الورود، وزفّوه بزغاريد حزينة نحو مثواه الأخير في الشوير.
لم يكن وداعه جنازة تقليدية، بل استعادة لشريط طويل اسمه "زياد"، حيث امتزجت الموسيقى بالسياسة، النكتة بالوجع، والتمرد بالحب.
وبعد مسيرة فنية، ترك خلالها بصمته العميقة في الموسيقى والمسرح، توفّي الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني عن عمر يناهز 69 عاماً.
ورغم التراجع الصحّي، لم يتراجع أثره. منذ مسرحيته الأولى، إلى آخر نوتة موسيقية، بقي زياد حاضراً كمزيج من تشي غيفارا وكارل ماركس، كصوت من لا صوت لهم، كبسمة سخرية فوق وجه بلد يبكي.
ومن أمام مستشفى خوري في شارع الحمراء، حيث عاش زياد حيّزاً من حياته، انطلقت رحلته الأخيرة بين الناس الذين طالما أحبّهم، وكتب لهم، وضحكوا معه، ثم بكوا لأجله.
موكب نعشه شقّ الشارع على وقع التصفيق، الزغاريد، والورود التي نُثرت على الجثمان، وكأنّ لبنان قرّر أن يشكره كما يليق به، ولو متأخراً.
كان الوداع شعبياً ورسمياً، شارك فيه الفنانون، السياسيون، الفقراء، الشعراء، العابرون، والمريدون... الجميع سلك طريق الحمراء نحو كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة – بكفيا، قبل أن يُوارى الجسد في حديقة منزل العائلة في الشوير.