المأدبة الملكيّة في ويندسور... فخامة وتفاصيل تأسر الأنظار (صور)

لم تكن التنظيمات لمأدبة العشاء التي نظمتها العائلة المالكة البريطانية لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب في قصر ويندسور عادية، إذ شكلت ذروة الزيارة الرسمية وأبهى محطاتها، بالخطابات والأنخاب الملكية وإيقاعات الأبواق والأطباق الفاخرة والمشروبات النادرة التي زينتها.
في مشهد ملكي بامتياز، اصطفّ حُرّاس البرج بزيّهم الأحمر التقليدي وياقاتهم المزمومة عند مدخل قاعة سانت جورج مساء الأربعاء، إيذاناً ببدء مأدبة عكست أبهى مظاهر الفخامة البريطانية.
المكان في قاعة سانت جورج داخل قلعة وندسور بدا مشهداً استثنائياً، مزيجاً بين مأدبة من العصور الوسطى ومشهد من أفلام "هاري بوتر". الموظفون بزيّهم المزخرف وقفوا منضبطين كجنود العرض العسكري في النهار، فيما جاءت الطاولات مُرتّبة بدقة مدهشة، مع خمس كؤوس لكل ضيف، بحسب شبكة الـ"بي بي سي".
داخل القاعة، امتدّت الطاولة التاريخية المعروفة بـ "طاولة واترلو" بطول 50 متراً، متلألئة بـ1,462 قطعة فضية أضاءتها 139 شمعة، فيما أضفت تنسيقات زهرية موسمية قُطفت من حدائق القصر في ساعات النهار عبيراً خريفياً على الأجواء.
من كان على قائمة المدعوين؟
دخل الملك تشارلز القاعة إلى جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تلتهما الملكة كاميلا والسيدة ميلانيا ترامب. وتولّى نحو مئة موظف خدمة 160 مدعواً، بينهم أسماء بارزة من عالم التكنولوجيا مثل تيم كوك (Apple)، ديميس هاسابيس (Google DeepMind) وسام ألتمان (OpenAI). كما حضر باسكال سوريو، الرئيس التنفيذي لشركة "أسترازينيكا"، أكبر شركات البورصة البريطانية من حيث القيمة.
جلس الملك إلى جانب ترامب في وسط الطاولة، تحت سقف يزدان بشعارات النبالة لكل فرسان وسام الرباط منذ تأسيسه عام 1348. أما الأميرة كاثرين، أميرة ويلز، فجلست إلى يمين الرئيس الأميركي، فيما جلست الملكة كاميلا إلى جانب ميلانيا ترامب ورئيس الخزانة الأميركية سكوت بيسنت.
خُصِّص مقعد على الطاولة لقطب الإعلام روبرت مردوخ، رغم أنّ ترامب يقاضي صحيفته وول ستريت جورنال على خلفية نشرها رسالة وُصفت بالإيحائية يُزعم أنّ الرئيس الأميركي كتبها للمموّل المثير للجدل جيفري إبستين. ويُعرف مردوخ أيضاً بامتلاكه شبكة "فوكس نيوز"، المحسوبة على ترامب، والتي استقطب منها الأخير عدداً من موظفي إدارته.
ماذا كان على قائمة الطعام والمشروبات؟
وحظي كل مقعد على الطاولة بكؤوس متنوّعة من أفخر أنواع النبيذ. وابتُكرت خصوصاً للمناسبة كوكتيل "ترانس أتلانتك ويسكي سور" بنكهة من مشروب "ويسكي سور"، أُعدّ من "Johnnie Walker Black" مع رغوة جوز البقان وقطعة مارشميلو محمّصة على بسكويت على شكل نجمة استُوحي من أجواء s’mores حول نار المخيّم.
أما بعد العشاء، فطُرحت خيارات فاخرة تضمنت نبيذ بورت "وار 1945"، في إشارة رمزية إلى كون ترامب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، إلى جانب "هينيسي 1912" من غراند شامبانيا، الذي يعود لعام ولادة والدة ترامب، إضافة إلى "بومور كوينز كاسك 1989" من جزيرة إيسلاي، والمعبّأ خصوصاً للاحتفال باليوبيل الذهبي للملكة إليزابيث عام 2002.
وخلال العشاء، رافق الضيوف برنامج موسيقي متنوّع شمل موسيقى فيلم جيمس بوند، إلى جانب أغنيات مرتبطة بمهرجانات حملة ترامب الانتخابية مثل Tiny Dancer لإلتون جون، وYou Can’t Always Get What You Want لفرقة رولينغ ستونز، بالإضافة إلى المقطوعات الأوبرالية الشهيرة Nessun Dorma وAve Maria.
خُصصت للضيوف الـ160 قائمة طعام كُتبت بالفرنسية، وجاءت مترجَمة كالآتي: بانّا كوتا من جرجير هامبشير مع كعك بارميزان وسلطة بيض السمان؛ دجاج نورفولك العضوي المحشو والمغلف بشرائح الكوسى مع صلصة من الزعتر والأعشاب؛ حلوى قنبلة البوظة بالفانيلا، محشوة بسوربيه توت العليق من كنت، إلى جانب خوخ "فيكتوريا" المسلوق بخفة.