رحيل يمنى شري… زهرة أيلول التي لن تذبل

فن ومشاهير 18-09-2025 | 12:43

رحيل يمنى شري… زهرة أيلول التي لن تذبل

يمنى شري لم تكن مجرّد إعلامية عبرت الشاشات، بل صوت جيل كامل من الشباب،  رافق تحوّلات لبنان في مراحله الصعبة والجميلة معاً. بحضورها العذب وصدقها النادر، صنعت مكانة يصعب أن يمحوها الزمن.
رحيل يمنى شري… زهرة أيلول التي لن تذبل
الإعلامية يمنى شري
Smaller Bigger

كان أوّل مطر في أيلول أشبه بحزن دفين، ينساب على الأرصفة كدمع خفيّ، فيما رائحة الأرض تعلن نعي زهرة تألّقت على الشاشة الصغيرة، زهرة اسمها يمنى شري. تلك التي أهدت المشاهدين ضحكة لا تشبه سواها، وإطلالة دافئة تفيض صدقاً ورقّة، فتسحب الضيف من ثقل الكلام إلى فسحة المصارحة، وترافق الجمهور برشاقة حضورها وعمق ثقافتها.

 

البداية من صوت الشعب

يمنى شري لم تدخل الإعلام خجولة الخطوات، بل جاءت منذ بداياتها متينة الحضور. في إذاعة صوت الشعب جلست خلف الميكروفون لتقدّم النشرة الإخبارية باللغة الفرنسية، تجربة كشفت عن طاقتها الفريدة وصوتها المطمئن، الذي كان يروي الأخبار بلغة العقل والقلب معاً. ومن هناك بدأت مسيرة صعودها.

 

بريق المستقبل

حين لمع نجم قناة المستقبل في زمنها الذهبي، كانت يمنى إحدى أيقوناته. عرفها الجمهور في برامجها المتنوعة، حيث جسّدت صورة الإعلامية التي تمزج بين الاحتراف والإنسانية. لم تكن مقدّمة فحسب، بل صديقة الشاشة وألفة البيوت، حضورها يدخل إلى القلوب بلا استئذان.

 

رفيقة الشاشة والزملاء

على شاشة قناة "الآن"، أطلت يمنى في برنامج "صباح النور" مع الإعلامي عمار الصفّار والإعلامية والممثلة ساشا دحدوح. شكّل الثلاثي لوحة متكاملة، وكان ليمنى فيها البريق الخاص: عفويتها التي تُشبه الطفولة، واحترافيتها التي تُشبه الدرس الدائم في الإعلام.
وفي السنوات الأخيرة، ظلّت يمنى حاضرة عبر شاشات عدّة، وأطلت من بعيد عبر قناة الجديد من كندا، لتقول لجمهورها إنها وإن ابتعدت جسداً، باقية روحاً وصوتاً وصورة.

 

ابتسامة لا تُنسى

برحيل يمنى، فقدت الشاشة الصغيرة ابتسامة صافية لا تُعوَّض. خسرت القنوات والفعاليات والمهرجانات وجهها المحبوب، وخسر الزملاء إنسانةً ودودة، صادقة، عرفت كيف تبني صداقات بلا حسابات، وكيف تنشر الفرح في كواليس العمل قبل الهواء. كانت يمنى حيثما حلت "دينامو" للحياة، محرّكة للمزاج، باعثة للطمأنينة.وكنا قد عملنا سوياً في هذا البرنامج الصباحي فترة طويلة وأذكر عبارتها الشهيرة في نهاية البرنامج  وهي "اليوم حلو  وبكرا أحلى"، ورحيل يمنى سلب من يوم غد حلاوة. 

يمنى والزهور

الراحلة يمنى شري (أرشيف)
الراحلة يمنى شري (أرشيف)

بينها وبين الأزهار حكاية، أطلالاتها المزينة بالورود كل مرة وتلك المشكولة بشعرها. لا ينسى محبوها شارة برنامجها "القمر عالباب" حين اتخذت من زهرة " دوار الشمس" شعاراً وزينة . لذا كنتُ أرسل لها صور دوّار الشمس دائما! عبر "واتساب"، وكانت تبادلني المحبة بابتسامة مكتوبة أو ضحكة مسموعة. واليوم، مع كل زهرة أراها، ومع كل فصل ربيع يمرّ على لبنان، أجد نفسي أستحضر وجه يمنى وصوتها وضحكتها.

أثرٌ لا يزول

يمنى شري لم تكن مجرّد إعلامية عبرت الشاشات، بل كانت صوت جيل كامل عاش مع قناة المستقبل، ورافق تحوّلات لبنان في مراحله الصعبة والجميلة معاً. بحضورها العذب وصدقها النادر، صنعت مكانة يصعب أن يمحوها الزمن.

رحلت صديقتي يمنى، لكن بريقها سيظلّ عالقاً في الذاكرة، كما الأزهار التي لا تعرف الذبول. كانت زهرة أيلول التي فاجأها الرحيل، لكنها باقية، حيّة، في كل ضحكة قديمة مسجّلة، وفي كل صورة يختبئ خلفها وجهها المضيء.

 

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
لبنان 11/20/2025 4:27:00 PM
نوح زعيتر ينحدر من قرية (الكنيسة) في أقصى البقاع الشمالي اللبناني المحاذي لسوريا، ويحيط نفسه بحماية مشددة، وهو مطلوب للإنتربول الدولي.  
لبنان 11/20/2025 5:35:00 PM
الحادثة وقعت خلال وجود أولاد الزوجين في المدرسة، الذين صُدموا لدى عودتهم بالمشهد المؤلم في داخل المنزل