ليس من السهل أن تكون كوميدياً يقدّم عروضاً يحضرها جمهور من مختلف الأعمار والجنسيات، فالكوميديا لا تقتصر على الضحك فحسب، بل تُعدّ وسيلة للتأثير وتوصيل الرسائل بطريقة عفوية. وهذا ما تسعى إليه الكوميدية الفرنسية اللبنانية "كوكو مكمك" (Coco Makmak)، أو كارين مكاري، التي قدّمت عرضها الأوّل في لبنان "Big Time" على مسرح "كازينو لبنان"، حيث حوّلت الثقافة اللبنانية وحكايات الناس إلى لحظات ضحك وفرح جمعت الجميع تحت سقف واحد.

وفي حديث خاص لـ"النهار"، عبّرت "كوكو مكمك" عن سعادتها بإحياء عرضها الذي امتلأت مقاعده بحضور من مختلف الأعمار، قائلة: "شعوري غريب للغاية، لأنني لطالما تكلمت عن اللبنانيين من فرنسا طوال سنوات، وهذه أول مرة ألتقي فيها بجمهوري الذي كنت أخاطبه من بعيد. إحساسي مميز جداً".

هدف كوكو لا يقتصر على إضحاك الجمهور فحسب، إذ ترى أن "إضحاك الناس أمر سهل، وهذا لا يشعرني بأنني قدمت شيئاً مهماً. النجاح الحقيقي بالنسبة إليّ هو أن أضحكهم وأؤثر في طريقة تفكيرهم، حينها فقط أعتبر عرضي ناجحاً".

اقرأ أيضاً: نجم مسلسل "أدوليسانس" يكسر رقماً قياسياً في جوائز إيمي (فيديو)

الكوميدية الفرنسية اللبنانية كوكو مكمك (تصوير حسام شبارو).

هذه الرؤية تنبع من تجربتها الشخصية، فهي لبنانية عاشت معظم حياتها في فرنسا، ما جعلها تنظر إلى الأمور أحياناً بعين فرنسية وأحياناً أخرى بعين لبنانية، وتوضح: "هذه الازدواجية قد تُحدث صدمة للبعض، خصوصاً عندما أطرح مواضيع مثل حقوق المرأة، التحرر من قيود العائلة والدين، والتفكير بالذات أولاً، وهي أمور ربما لا يزال المجتمع اللبناني غير مهيّأ لها بالكامل".

"كوكو" تقدّم محتواها باللهجتين الفرنسية واللبنانية، وجمهورها يمتد من فرنسا إلى البرتغال وبلدان أخرى، لذلك أكدت: "أريد أن يعرف العالم كله ما معنى أن نكون لبنانيين. للأسف، صورة لبنان غالباً ترتبط بالحروب أو بانفجار 4 آب، لكن لبنان هو أيضاً بلد الفرح والكرم وأجمل السهرات. أنا فخورة جداً بذلك وأسعى لإيصاله للعالم".

لا تقتصر مسيرة كارين مكاري على العروض الكوميدية فحسب، بل تمتد أيضاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تشارك جمهورها مقاطع تحمل الكثير من العفوية والصدق. في بداياتها لم تكن تدرك حجم الأثر الذي قد تتركه تلك الفيديوهات، إلى أن بدأت تصلها رسائل مؤثرة من متابعين كتبوا: "هذا الفيديو غيّر فيّ الكثير" أو "بفضلك أصلحت علاقتي مع أمّي". فتقول مكاري: "عندها فقط استوعبت حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، الجمهور يصغي إليّ باهتمام، لذلك عليّ أن أكون حريصة على كل كلمة، وأن أترك أثراً إيجابياً دائماً".

الكوميدية الفرنسية اللبنانية كوكو مكمك (تصوير حسام شبارو).

اقرأ أيضاً: خطوات جيجي وبرادلي في نيويورك... على إيقاع فلسطين (صور)

أما عن اسمها الفني، فتروي قصّته الطريفة: "منذ طفولتي كان أهلي ينادونني كوكو، وفي محيطي كانوا يلقبونني بمك مك. وعندما ظهر فايسبوك، قررت أن أستخدم اسم كوكو مكمك حتى لا يعرفني أحد. لم أتوقع أن يكبر الاسم بهذا الشكل، لكنه بقي قريباً مني ومميزاً".

طموحها لا يتوقف عند حدود الكوميديا، فهي تقول: "السماء هي الحدود. أطمح لأن يصبح اسم كوكو مكمك مرتبطاً بكلمة لبناني، وأن نتمكن يوماً ما من إنتاج فيلم يقدّم صورة جميلة عن لبنان للعالم".