تعبّر الفنانة أريام في حديث لـ"النهار" عن فخرها الكبير بانتمائها إلى بلدها في "يوم المرأة الإماراتية"، كاشفةً الكثير من التفاصيل التي وضعت جوانب وطنية في مسار حياتها الشخصية والفنية العصامية بشكل بارز، ابتداءً من اسمها الفني الذي حصلت عليه من رئيس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالإضافة إلى غنائها من كلماته وفي حضرته في أولى أغنياتها، وصولاً إلى كونها فارسة في صفة ترتبط بشكل وثيق بوطنها.

تقول المطربة الإماراتية: "إسمي الحقيقي ريم، لكن الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، غيّره إلى أريام، أي جمع ريم التي هي الغزلان البيضاء، وذلك في أجمل وأغلى ذكرياتي، حين الوقوف أمام الوالد المؤسس في شرف لا يُنسى، في لحظة مزجت بين الفخر والرهبة والسعادة، كما أن أغنيتي الأولى، أو لنقل أغنياتي التي كانت من كلماته زادتني ارتباطاً بهذا الإرث الكبير، وجعلت بداياتي تحمل قيمة وطنية وإنسانية لا تقدر بثمن. هذه التجربة أعطتني دافعاً لأكون على قدر المسؤولية، وأظل دائماً وفية لفني ووطني".

وتنتقل أريام إلى الحديث عن "يوم المرأة الإماراتية" المحتفل به اليوم الأربعاء: "هذه المناسبة تمثل تتويجاً لمسيرة عطاء طويلة بدأت منذ تأسيس الدولة. أشعر في هذا اليوم بفخر كبير كوني أنتمي إلى وطن منح المرأة الثقة والمساحة لتبدع وتحقق أحلامها. بالنسبة لي كفنانة، هذا اليوم يلهمني أن أوصل رسالتي بالفن، لأن الفن أيضاً جزء من قوة المرأة وصوتها في المجتمع. هو يوم للاحتفاء بنجاحاتنا، ولشكر القيادة الرشيدة التي آمنت بقدرات المرأة الإماراتية، وجعلتها اليوم شريكاً حقيقياً في التنمية والإبداع".

وتوضح: "المرأة الإماراتية تعيش اليوم أجمل مراحلها، فهي نموذج للعطاء والتميز في كل المجالات. استطاعت أن تثبت حضورها في العلم والعمل والفن والإبداع، وفي الوقت نفسه حافظت على قيمها وأصالتها. أرى المرأة الإماراتية قوية، واثقة، ملهمة... ونحن كفنانات نترجم هذا الواقع الجميل من خلال الفن الذي يعكس صورتها المشرقة ودورها الفاعل في المجتمع".

وتؤكد النجمة الخليجية في هذا السياق، حرصها على تقديم التراث الإماراتي في الكثير من أغنياتها: "يتميز بغناه وتنوعه وعمقه الإنساني. نابض بالحياة، يجمع بين البحر والصحراء، ويحمل في كل تفاصيله قيم الكرم، الأصالة، والمحبة. الأغاني التراثية الإماراتية تعكس حياة الناس وبساطتهم، وتوثّق أفراحهم وأحلامهم. ومن أهم ما فيه، أنه متجدد رغم أصالته، ويقرّب الأجيال الجديدة من هويتهم".

أريام (النهار)

وتلفت أريام إلى واقع الفنانة الإماراتية بشكل خاص من بين "نساء الديرة": "أفتخر بالمشهد الفني المحلي الذي فتح لنا مساحات للتألق في الغناء، التقديم، وحتى التمثيل. وصحيح أن عدد المطربات الإماراتيات قليل نسبياً، لكن هذا لا يعني أن المواهب غير موجودة. لدينا الكثير من الطاقات، لكن الفن يحتاج إلى صبر طويل، ودعم، وجرأة في الاستمرار. البعض قد يتردد بسبب طبيعة المجتمع أو التزامات الحياة أو خوف من تحديات الوسط الفني. لكن الجميل أن الإمارات اليوم تدعم المرأة في كل المجالات، والفن من ضمنها. وأؤمن أن الأجيال القادمة ستشهد حضوراً أكبر للفنانة الإماراتية، بروح أصيلة وهوية فنية تميزها".

وتجدر الإشارة إلى أن أريام تحرص في مسيرتها على إنتاج جميع إصداراتها التي تصل إلى 9 مجموعات غنائية: "من جهتي الرحلة كانت مليئة بالتحديات من الألبومات إلى الأغاني المنفردة، لكن ما زلتُ أثق بالمسار المستقل الذي اخترته، وأعتبر أن أصالتي ليست فقط في الصوت بل في قراري والإنتاج الذي أتحكم فيه. لم أختر الاستقلال عن شركات الإنتاج برغبتي، فأنا أحب أن أكون مسؤولة عما أقدمه من الألف إلى الياء، من اختيار الكلمات والألحان وحتى طريقة الطرح. بعض شركات الإنتاج أحياناً تضع الفنان في قوالب أو توجهه لألوان لا تشبهه، بعضها يضع شروطاً صعبه نوعا ما لم تناسبني".

وما يؤكد صلابتها على الصعيد الشخصي إلى جانب الفني، استمرارها بممارسة الفروسية، رغم تعرضها في وقت سابق لحادث خطير سبّب لها إصابات جديّة: "الفروسية بالنسبة لي ليست مجرد رياضة، هي شغف وحب ارتبطت به. ما زلت أمارسها، لأن الخيل بالنسبة لي رمز للقوة والجمال والحرية. أعتبر أن الفروسية جزء من شخصيتي، مثل الفن تماماً، تعلّمني الصبر والشجاعة وتمنحني طاقة إيجابية".