نادين أيوب... جمال فلسطيني يحمل رسالة وقضية في ساحة ملكة جمال الكون

ليست مشاركتها مجرّد سعي وراء لقب أو تاج، بل هي خطوة تاريخية تمزج ما بين الجمال والهوية والنضال. هكذا تسجّل الفلسطينية نادين أيوب اسمها على صفحات التاريخ، إذ تستعدّ في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل لتمثيل فلسطين للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون المقرّرة في تايلاند، حاملة معها قضيّة شعبها ورسالة المرأة الفلسطينية إلى واحدة من أكبر منصّات الجمال في العالم.
نادين التي وُلدت في رام الله، وتعيش حالياً في دبي، ليست غريبة عن الإنجازات الدولية، فقد حازت سابقاً على لقب ملكة جمال الأرض لعام 2022 في الفيليبين ضمن أهم أربع مسابقات كبرى عالمياً. واليوم، تتابع مسيرتها بخطوة أكبر، مؤكدة أن مشاركتها في ملكة جمال الكون ليست حدثاً شخصياً، بل حدث وطني وإنسانيّ بامتياز.
في كلمتها، التي أعلنت فيها هذه المشاركة التاريخية، قالت نادين أيوب: "يشرّفني أن أعلن أنه وللمرة الأولى في التاريخ، سيتم تمثيل فلسطين في مسابقة ملكة جمال الكون".
وتابعت: "ارتداء هذا الوشاح ليس مجرد شرف… بل عهد. عهد بأن أحمل حكايات شعب لا يُكسر، أحلام بناتنا، كرامة أمهاتنا، وصوت وطن لا يزال حيّاً في كل قلب فلسطيني".
وختمت: "لكل فلسطيني وفلسطينية ينهضون من تحت الركام، ويخلقون من الألم أملاً، هذه الرحلة هي لنا جميعاً، نسير فيها معاً كقلب واحد. أنا أمشي باسمكم، أتكلّم من وجعكم، وأحمل فلسطين معي في كل نظرة، وكل كلمة، وكل خطوة".
هذه الكلمات تلخّص فلسفة أيوب في الحياة: الجمال عندها ليس سطحياً، بل هو أداة للتأثير والتغيير، كما تؤكد في رسائلها الأخرى التي تسعى إلى مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، فتقول: "أنا لا أعرّف بمعاناتي، أنا أعرّف بشجاعتي، بأحلامي، وإصراري على بناء مستقبل لشعبي"، مؤكدة أنّ "سيدة فلسطين هي أكثر من تاج، هي حركة، تمكّن المرأة لتقود وتبدع وتلهم التغيير".
أما إطلالتها في هذه المرحلة الفارقة فكانت بحد ذاتها رسالة، إذ اختارت فستاناً فلسطينياً أصيلاً من تصميم هبة زغلول، التي جعلت من التراث الفلسطيني مادة للإبداع العالمي، بدمج القطبة التقليدية والأقمشة الفاخرة والألوان الزاهية بأسلوب عصري، لتروي الأزياء قصة هوية ونضال وفخر. هبة ونادين تتشاركان الأهداف نفسها، إذ إنّ أحد أهداف المصممة الفلسطينية إنشاء أكاديمية متكاملة لتعليم وصناعة الأزياء ودعم المواهب، بعد أن أكدت في تصريحات سابقة لها أن "الزي الفلسطيني ليس مجرد ثوب، بل هو انعكاس للتاريخ والثقافة والنضال".
نادين ليست ملكة جمال فقط، بل هي مدرّبة تغذية وصحة، ورائدة أعمال، ومؤسِّسة مشاركة لـ "أكاديمية أوليف غرين" (OGA) في دبي، التي تسخّر الذكاء الاصطناعي لدعم قضايا الاستدامة وتمكين صنّاع المحتوى من التأثير الإيجابي بيئياً واجتماعياً. وهي أيضاً ناشطة في مبادرات بيئية وسياحية وإنسانية، من دعم الأطفال ذوي الإعاقة والأسر المعنّفة، إلى تنظيم حملات للتوعية بأهمية الطبيعة والتراث البيئيّ الفلسطيني.
بهذا الإنجاز تصبح نادين أيوب رمزاً لانتصار الجمال المعرفي والرسالة الوطنية على أيّ صورة نمطية، وتثبت أن المرأة الفلسطينية قادرة على أن تجمع بين الأناقة والجرأة، بين الحلم والمسؤولية، وأن تمشي على منصة ملكة جمال الكون وهي تمثل وطناً كاملاً، لا نفسها فقط.