ماجدة الرّومي لـ"النهار": كلمتي حضّرتها في الكنيسة والسّيدة الأولى أبكتني (صور وفيديو)

هو الأمل وحده ما تبحث عنه السيدة ماجدة الرومي، خصوصاً في بلدٍ انتُزِعَت منه كل آمال الشعب اللبناني بحياةٍ كريمةٍ يسودها السلام والاستقرار.
الماجدة ليست بعيدة عن أوجاع الوطن واللبنانيين، بل تتابع وتتأثّر، لكنها اختارت أن تخوض معركة البحث عن الأمل في كل ما من شأنه تغيير الواقع المؤلم، وقرّرت أن تكون حنجرة كل لبناني أمضى عقوداً يتنقّل من أزمة إلى حرب أو انفجار أو أحداث مأساوية.
لم تُثنِها خلال رحلة البحث عن الأمل الانتقادات والاتهامات العشوائية، لكنها ظلّت ثابتة كالسنديان على مسرح العاصمة وأمام الجماهير. وبكلمات استغرقت نحو أربع دقائق ألقتها في الأمسية الافتتاحية لمهرجان "أعياد بيروت" في واجهة بيروت البحرية، وضعت النقاط على الحروف، ودخل اللحن ليواكب حنجرة وطنية تشتاق إليها الروح.
انتهى الحفل، لكن اللحن ظلّ في أذهان الحاضرين، ودخلت الكلمات إلى العقول. هو خطاب استثنائي استعدنا الحديث عنه مع السيدة الرومي التي خصّت "النهار" بتصريح حول حفلها وكلمتها.
وعن الدردشة الودّية مع رئيس الحكومة نواف سلام بعد انتهاء الحفل، تقول الرومي لـ"النهار":
"هنّأني على الحفل، وكان سعيداً وودوداً، وعبّر لي هو وزوجته سحر بعاصيري عن كلّ التقدير... شعرتُ كما لو كنتُ أعرفهما منذ أمدٍ بعيد".
وماذا عن انطباع السيدة الأولى؟ تجيب: "السيدة الأولى نعمت عون أرسلت لي رسالة تهنئة بالأمس، وقالت لي كلاماً أبكاني من شدّة صدقه وعمق اعتزازه بي".
أما عن كلمتها في الحفل، فتوضح الرومي لـ"النهار": "أردتُ من خلال كلمتي أن أختصر نفسي ومشواري الفنيّ كله لمرّة واحدة وفق وجهة نظري الوطنية بكل ما يحصل، وذلك بكلامٍ خرج من نصف راحة ضميري... لم تكن الكلمة عفويّة أبداً، بل حضّرتها في الكنيسة وطلبتُ من ربّنا ألّا أتفوّه إلا بما يُرضيه... وهكذا كان".
وتتابع: "أنا ماجدة الرومي أمام الله وضميري: رسالة حب لسيادة لبنان وجيشه وشعبه وعروبته. هكذا اختصرتُ مضمون مشواري الطويل في الفنّ بكلمات. أرجو من الله أن أكون قد فُهِمتُ، ولِمرّة، فُهِمَ كلامي جيّداً من منطلق وطنيّ لا سياسيّ، فأنا لا أريد السياسة لنفسي... وقلتُها عشرات المرات: لا دخل لي بالسياسة".
بيروت تتمسّك بالحياة... يكفي أنها ماجدة الرومي (صور وفيديو)
اختارت الرومي هذه المرّة لحظة البوح، وتبنّت في خطابها صوت الشعب اللبناني، ووجّهت رسائل مباشرة إلى المسؤولين: "نحلم أن يمنحنا هذا العهد أملاً بأن نصل إلى راحة البال، إلى سلام عادل، إلى مرفأ آمن طالما حلمنا به". وتحدّثت عن الجنوب اللبناني وغزة كجرحين مفتوحين في الوجدان العربي، متسائلة بألم: "ما ذنب الناس العُزّل؟ ما علاقتهم بالحروب؟ لماذا ينبغي أن تُحرَق الأرض وشجرة الزيتون المباركة؟".
من اللحظات اللافتة في الريبرتوار الفني الذي قدّمته الرومي ولامس الوجدان اللبناني، اختيارها أغنية "بترحلك مشوار" للراحل وديع الصافي. وتقول لـ"النهار" في هذا الصدد: "قصدتُ أن أغنّي هذه الأغنية كي نحتفل بتراثنا الأصيل مع ضيوفنا ومع بيروت التي نريد أن نُسعد بها قلبها الذي اشتاق إلى سماع أغانينا العتيقة الخالدة. ونعم، "بترحلك مشوار" واحدة من أجمل أغانينا اللبنانية المُختارة من كنزنا الغنائي الأصيل. أحبّها جداً جداً للبسمة التي فيها ولروح الدعابة التي تلامس الأرواح بالبهجة".
بقيادة المايسترو المبدع لبنان بعلبكي للأوركسترا، سافرت الرومي بجمهور بيروت في ليلة من ليالي العمر بين محطات مسيرتها الذهبية: "خدني حبيبي"، "عم يسألوني عليك الناس"، "مطرحك بقلبي"، "لون معي الأيام"، "عيناك ليالٍ صيفية"، وصولاً إلى نشيد بيروت الأبدي "ست الدنيا".