سميّة ولبنان بعلبكي في صيف الأمل... بين طبيعة بكرزاي ووهج بيروت (فيديو)

في ظلّ واقع لبناني متقلّب، يقف كلّ من المايسترو لبنان بعلبكي وشقيقته الفنانة سمية بعلبكي تجسيداً لحالة إبداعية لا تتنازل عن الأمل، وتصرّ على أن تُقاوم الانكسار بالتناغم.
في حضن بكرزاي...
في 31 تموز/يوليو، سيكون الجمهور على موعد مع ليلة موسيقية من العيار الثقيل في "بكرزاي" في قلب الشوف، هذا المشروع الفريد الذي خرج من قلب الطبيعة اللبنانية ليمنح روّاده ملاذاً من ضغط الحياة اليومية. في هذه القرية المصمّمة لتكون مساحة رفاه وهدوء، وُلد مسرح، وولد معه حلم موسيقي تحوّل إلى مهرجان صيفي يُقام للموسم الثاني توالياً.
ويؤكّد المايسترو لبنان بعلبكي أنّ هذا الحفل الذي تحييه سمية بعلبكي هو ثمرة أشهر من التحضير، على مستوى اختيار البرنامج، والتوزيعات الموسيقية، وتنويع الأغنيات لتخاطب مختلف الأذواق، ولتقديم ليلة تُحفر في ذاكرة الحفلات الصيفية في لبنان، لا مجرّد عرض موسيقي، بل تجربة متكاملة تتوسّل الفنّ لإعادة ترميم الداخل اللبناني.
من أم كلثوم إلى داليدا... ومن الطرب إلى المعاصرة
ليست مجرد أمسية طربية. هي رحلة موسيقية تمتدّ من الزمن الجميل إلى العصر الحديث، حيث تلتقي أصوات مثل أم كلثوم وأسمهان وداليدا في مقاربة شبابية جريئة. يقول المايسترو بعلبكي لـ"النهار": "من قال إنّ الشباب لا يحبّون الطرب؟ من قال إنهم لا يسمعون أم كلثوم؟ من تجربتنا القريبة، أحيينا حفلًا كامل العدد لأم كلثوم، وكان معظم الجمهور دون سنّ الخامسة والأربعين".
تُقدَّم الأغاني بتوزيعات جديدة، تحاكي روح العصر وتحافظ في الوقت نفسه على جوهر اللحن والأداء. ومع أنّ سمية بعلبكي أدّت هذه الأغنيات مراراً، إلا أنّها تُعيد اليوم تقديمها بأسلوب جديد، يقربها أكثر من وجدان الشباب.
وتضيف لـ"النهار": "بالنسبة إلى داليدا، رغم أنّني أحبّها كثيراً، لم أؤدّ لها من قبل، باستثناء تعريبي لأغنية "Avec le temps"، وأظن أننا سنغنّيها في الحفل، إلى جانب أغنيتي المفضّلة "حلوة يا بلدي"، التي أعتقد أن وقتها قد حان".
"يعني ارتحت"...
إلى جانب التراث، ستكون للحفل نكهة معاصرة من خلال أداء أغنيات جديدة تؤدّيها سميّة للمرّة الأولى على المسرح، أبرزها أغنية "يعني ارتحت" من كلمات منير بو عساف، ألحان بلال الزين، وإخراج عادل سرحان. وقد تمّ تصوير الكليب في صوفر، وسط طبيعة تُحاكي عمق الأغنية وإحساسها، على أن يُصدر خلال أسبوع.
ماجدة الرومي... والحفلة المنتظرة في بيروت
من "بكرزاي" إلى بيروت، يستعد لبنان بعلبكي لحفلة ضخمة أخرى ترافق فيها السيدة ماجدة الرومي أوركسترا كبيرة وكورال ضخم، وذلك في 8 تموز/يوليو ضمن مهرجانات "أعياد بيروت". حفلة تُعدّ عودة استثنائية للماجدة بعد غياب سنوات عن العاصمة، وستتضمّن مفاجآت غنائية وتوزيعات جديدة لعدد من أغنياتها المحبوبة، بالإضافة إلى ثلاث أغنيات تُقدَّم للمرة الأولى على المسرح.
يقول بعلبكي: "أعتقد أنّ حفلة الماجدة ستكون من الحفلات التاريخية، لما تمثّله الفنانة، ولما تمثّله بيروت كعاصمة ثقافية وفنية. نحن سبق أن أعدنا توزيع بعض أغنياتها في وقت سابق، وسنقوم مجدداً بتوزيعات جديدة، لأن الوقت قد حان لتقديمها بأسلوب أكثر تجدّداً".
ويضيف المايسترو: "حفلات هذا الصيف هي تحدٍّ شخصي وجماعي. أردنا أن نخلق توازناً مع ما يحدث في البلد، وأن نثبت أن للفن كلمة، وللناس حقّاً في الفرح".
صوت الأمل وسط العتمة
عائلة بعلبكي ليست مجرّد اسم فني. هي تجربة حيّة في تحويل الألم إلى طاقة، والانكسار إلى موسيقى. ينهض الشقيقان اليوم ليشاركا اللبنانيين مشروعاً ثقافياً لا يبحث فقط عن الجمال، بل عن المعنى.
تقول سمية لبلدها لبنان: "إن شاء الله ستُشفى قريباً"، فيكمل المايسترو: "نحن محكومون بالأمل".