جنيفير لوبيز من القمة إلى الجدل... هل تجاوزت الخطّ؟
في عالم الشهرة، لا يكفي أن تكون موهوباً، عليك أن تظلّ مرئياً. هذا ما يبدو أن جنيفير لوبيز تؤمن به اليوم، حتى لو كلّفها الأمر أن تفجّر الجدل عن قصد.
ففي حفل American Music Awards 2025، اختارت النجمة العالمية أن تقبّل ضمن عرضها راقصيها من الجنسين على المسرح، في مشهد أثار عاصفة من الانتقادات. فمن اعتبر الأمر محاولة "يائسة" لاستفزاز طليقها بن أفليك، إلى من رآها "تتمادى" من أجل لفت الأنظار، بدا واضحاً أنّ هذه الخطوة لم تمرّ مرور الكرام، بل رسّخت تساؤلاً مشروعاً: هل تحوّلت جنيفير لوبيز من امرأة قوية إلى امرأة تحاول أن تبدو قوية؟

مصادر قريبة من النجمة أكدت لـموقع "دايلي ميل" البريطاني أن ما جرى كان جزءاً من خطة مدروسة لتأكيد عودتها بعد طلاقها الأخير، وأنها "تتّبع تعليمات فريقها الإعلامي بدقة". في حين شرحت لوبيز قصّة هذا المشهد الجدلي بعد انتهاء الحفل، قائلة في مقابلة خاصة في الكواليس: "كان ذلك ممتعاً. هناك قصّة مترابطة للأداء. كان ذلك رائعاً، والأمر مرتبط دائماً بالحب. إنّها رسالة لكل منا كي يجد نفسه ويتذكّر من هو".
لا يمكن إنكار أن جنيفير لوبيز صنعت لنفسها أسطورة. فمن فتاة نشأت في حي "ذا برونكس" الفقير إلى نجمة هوليوودية لا تغيب عن الساحة، شكّلت صورة متكاملة للفنانة المتعددة الموهبة: مغنية، راقصة، ممثلة، ومصمّمة أزياء وصاحبة العلامة الجمالية "جي لو بيوتي". منذ انطلاقتها في التسعينات، أثبتت أن الجمال لا يتعارض مع الذكاء، ولا الجاذبية مع الرسالة.

في Super Bowl 2020، خطفت الأنظار ليس بالاستعراض فحسب بل بالرمزية السياسية في دفاعها عن حقوق المهاجرين. وفي افتتاح كأس العالم 2014، غنّت We Are One ورفعت شعار الوحدة، وقدّمت في العام الحالي عرضاً خيالياً في المملكة العربية السعودية ضمن "1001 موسم من إيلي صعب"، بينما ينتظر جمهورها العربي إبهارها الجديد في 29 تموز/يوليو في أبو ظبي ضمن جولتها العالمية "Up All Night Live".
طوال مسيرتها، قدّمت لوبيز خطاباً نسوياً صلباً: المرأة لا تُعرّف بعمرها، بل بما تحقّقه. "أنا لا أكبر، أنا أتعمّق"، كما قالت. لكن في خضم زحمة الأداءات الجريئة، والقرارات الشخصية التي تحوّلت إلى عناوين صحف، قد يُطرح السؤال: هل لاتزال رسالتها كما كانت، أم طغت الرغبة في النجاة من الظل على صدقها؟

بعد طلاقها من بن أفليك في آب/أغسطس 2024، أعلنت لوبيز أنها تستعد لـ"صيفها الأول الحرّ والسعيد"، وقد عادت بقوة وتخطّط لإطلاق ألبوم جديد لن يتضمن أي إشارة لأفليك، وحضور وازن في لاس فيغاس.
ربما يكون الجدل وسيلة، وربما تكون جنيفير لوبيز "لا تُقهر"، لكن الخطر الحقيقي هو أن تفقد الفنانة جوهرها في سعيها للبقاء فوق الموجة. فحين تصبح القبلة أهم من الكلمة، والإطلالة أهم من المضمون، قد يكون الوقت مناسباً لإعادة النظر... ومع ذلك، أبهرت جنيفير لوبيز العالم بعرضها الأخير ورسّخت في 6 دقائق معنى مصطلح "أيقونة".
نبض