أسيل عياش تكسر صمت المسرح بـ"طرف خيط": العودة إلى الذات بشجاعة

فن ومشاهير 26-05-2025 | 20:07

أسيل عياش تكسر صمت المسرح بـ"طرف خيط": العودة إلى الذات بشجاعة

لا تبدأ "طرف خيط" من الفن فقط، بل تنطلق منه لتصل إلى الحياة.
أسيل عياش تكسر صمت المسرح بـ"طرف خيط": العودة إلى الذات بشجاعة
أسيل عياش في "طرف خيط"
Smaller Bigger

خمسة عشر عاماً من الغياب لم تُبعد أسيل عياش عن المسرح بقدر ما قرّبتها من ذاتها. هذا الغياب لم يكن صمتاً، بل زمناً مكتظاً بالتحوّلات، بالتساؤلات والانكسارات الصامتة. اليوم، تعود عياش إلى الخشبة من مسرح زقاق في بيروت، لا لتؤدي دوراً جديداً، بل لتقف أمام جمهورها كإنسانة بكل ما فيها من صدق وفوضى وهشاشة، عبر مونودراما بعنوان "طرف خيط"، كتبتها وأخرجتها وأدّتها بنفسها، في عمل يفتح باب البوح والمكاشفة والمساءلة.

في تصريح خاص لـ"النهار"، تقول عياش: "لم أكن لأكتب هذا النص لولا عبوري تجربة الانهيار... لم يكن انهيار مهنة، بل انهيار هوية. كنت أمثّل إلى حدّ أضعت فيه صوتي الحقيقي".

لا تبدأ "طرف خيط" من الفن فقط، بل تنطلق منه لتصل إلى الحياة. تحت بقعة ضوء خافتة، تطلّ عياش بشعر "كعكة"، وتبدأ بالحديث لا عن دور أو حكاية، بل عن تفاصيل صغيرة أهملتها طويلاً، وهي التي تحمل طرف الخيط نحو الأسئلة الكبرى.

تستعيد عياش شخصية "روز"، الدور الذي منحها شهرة في الماضي، لكنها تصفه اليوم كمرآة مشوّشة: "شخصية روز لم تتركني. كنت أشعر بأنها ما زالت تسكن جسدي حتى بعد انتهاء العرض. وقد آن الأوان لمواجهتها، ليس فقط كممثلة، بل كإنسانة".

لكن العرض لا يقتصر على "روز"، ولا حتى على أسيل نفسها. هو عن كل إنسان وجد نفسه معلّقاً بين ما يؤديه وما يخفيه، بين الأدوار التي تنتظرها منه الحياة، وصوته الداخلي المتروك على الهامش: "في لحظة ما، يبدأ الإنسان بالكتابة لا لإرضاء الجمهور، بل لفهم نفسه. لقد كتبت هذا النص لأنني لم أعد أستطيع مواصلة حياتي دون فتح هذا السجال مع ذاتي".

 

 

أسيل عياش خلال عرض
أسيل عياش خلال عرض

 

في "طرف خيط"، تعبر عياش في مراحل الطفولة والشباب والزواج فالطلاق وصولاً إلى الأمومة والتحولات الجسدية في المرأة، فتمرّ عليها بعيداً عن النمطية، لتأتي كمواجهة صريحة مع الذات المتبدّلة، ولتعترف بأنّ "الأمومة كانت بمثابة مرآة وضعتني أمام نفسي. لحظة مواجهة قاسية: من أنا؟ ماذا يمكنني أن أقدّم؟ وما الذي أرغب في أن أتركه خلفي؟ بات ضرورياً أن أفهم ما الذي يجب أن أورّثه، وما الذي ينبغي أن أقطعه".

وفي لحظة، تعترف عياش بأنّ أجمل ما تشعر به الآن هو أن تقف على المسرح، تُغمض عينيها، وتستمتع بـ"السواد" الذي يمتد أمامها، هادئاً، صامتاً، بعيداً عن فوضى الألوان التي كانت تشتتها. ذاك السواد، بالنسبة لها، لم يعد فراغاً، بل مساحة صفاء. مساحة تشبه الصدق الذي جاءت تبحث عنه. فالمسرح، وفق ما تقول، "يطلب دائماً صدقاً، وربما للمرة الأولى، شعرت أنني صادقة مئة في المئة. لا أرتدي دوراً، بل أرتدي ذاتي، بكل فوضاها وهشاشتها".

 

أسيل عياش في
أسيل عياش في

 

تمّ تطوير هذا العرض ضمن "كواليس زقاق - برنامج الإرشاد المسرحيّ" في عام 2024. ولأن التجربة كانت بهذه القوة، فلا تنوي عياش أن تجعل منها محطة وحيدة، بل تعبّر عن رغبتها في الاستمرار في تقديم هذا النوع من المسرح، الذي تعتبره أكثر من شكل فني. إنه، كما تقول، "مسار شفاء فردي وجماعي"، وتنوي حمله معها تماماً كما حملها "طرف خيط" إلى داخل ذاتها.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

دوليات 12/14/2025 3:19:00 PM
تحوّل صاحب متجر الفواكه أحمد الأحمد إلى "بطل بوندي" بعدما انتزع سلاح أحد المسلحين خلال هجوم على احتفال الحانوكا في شاطئ بوندي بسيدني، منقذًا عشرات الأرواح قبل أن يُصاب ويُنقل إلى المستشفى.
دوليات 12/15/2025 1:50:00 PM
يقضي الأطفال ووالدتهم معظم وقتهم في التسوق، ويملأون منزلهم الروسي الجديد بالسلع الفاخرة، بحسب مصدر قريب من العائلة.
دوليات 12/15/2025 2:38:00 PM
تحدّثت تقارير عن صلة محتملة لإيران واستخباراتها بهجوم سيدني.
العالم 12/14/2025 11:00:00 PM
الأب لقي حتفه بينما يرقد الابن في المستشفى.