ثقافة 22-05-2025 | 10:52

سعاد حسني وعبد الحليم... رسالة عاطفية تجدد صراع الورثة!

رغم مرور نحو ربع قرن على رحيل السندريللا، ونصف قرن على رحيل العندليب، يصر نبّاشو القبور على فتح ملف قصة الحب / الزواج.
سعاد حسني وعبد الحليم... رسالة عاطفية تجدد صراع الورثة!
سعاد حسني وعبد الحليم حافظ. (النهار)
Smaller Bigger

يوم ذكرى ميلاد عبد الحليم حافظ في 21 حزيران/ يونيو، هو نفسه يوم سقوط سعاد حسني من شرفة شقتها. والإثنان ماتا في لندن بعد ظروف صحية صعبة، وعاشا في حي الزمالك.

ارتبطا بعلاقة عاطفية استمرت - على الأرجح - خمس سنوات. آنذاك كانت سعاد تخطو خطواتها الأولى في مجال الفن، بينما سبقها عبد الحليم إلى المجد والشهرة بنحو عشر سنوات، لكن الحب جمع بين النجم اللامع والممثلة الصاعدة التي كانت دون العشرين.

أصبح عبد الحليم رمزًا لكل الفتيات والمراهقات العاطفيات، مثلما أصبحت سعاد أيقونة يشتهيها الشباب، وفي ظل التقارب بينهما، كان يمكن أن يتزوجا، ويكسب كل منهما جمهور الآخر، لكن من المحتمل جداً أن يحدث العكس، لأن الجمهور أناني ويفضل ألا يشاركه أحد في نجمه المفضل. لهذا السبب اكتفى الاثنان بقصة حب لطيفة، يظهران معاً في المناسبات، ويسافران إلى الخارج ثم يعودان إلى حي الزمالك.

أخت أم حبيبة؟
يخلط الجمهور بين قصص الحب على الشاشة، وفي الواقع. ألم يندمج عمر الشريف وفاتن حمامة في قصة عاطفية على شاشة السينما، ثم أصبحت حقيقية؟ لكن التجربة الوحيدة بين العندليب والسندريللا كانت في فيلم "البنات والصيف" ولعبت دور أخته لا حبيبته، وحين سألها مفيد فوزي - بعد سنوات - عن ذلك، ابتسمت بعينين يغمرهما الحب وردت باقتضاب: "مش ألطف؟". كأنها تعمدت إخفاء طبيعة العلاقة بينهما، وبعدها تجاهل حليم أن تشاركه أي فيلم وقرر بشكل حاسم ألا تقف أمامه على الشاشة وهو يغني لها أغانيه الرومانسية.

 

سعاد حسني.
سعاد حسني.

 

حتى في عام 1962، عندما تعاقدت على أول بطولة حقيقية أمامه في فيلم "الخطايا"، استبعدها المخرج حسن الإمام واختار نادية لطفي، ولا يُستبعد أن يكون ذلك بإيعاز من حليم. 

رسالة عاطفية
كشف ورثة حليم أخيراً، عن رسالة تحسم الجدل بشأن زواج الإثنين. كتبت سعاد في الرسالة المتداولة: "حبيبي حليم، حاولت أن أنام، حاولت أن أنام وأنا أُقنع نفسي أنك لا بد أن تتصل بي، خاصة بعد ما حدث. أرجوك، دعني أكلّمك هكذا كما اعتدت أن أكلّمك. أوصلتني إلى سيارتي نصف توصيلة، وكنت أعتقد أنك ستتصل بي فوراً على الهاتف عندما تصل، بعد أن تكون قد وصلت إلى مفيد، ولكنك لم تتصل بي، ولم تفكّر فيّ.

يا حليم، لا أدري ماذا أفعل. إنني في قمة العذاب. أبكي وأنا نائمة، وأبكي ليلاً ونهاراً، ولا أحب أن ترى دموعي، لأنني أحبك، ولا أريدك أن تكرهني. ولماذا تكرهني بعد أن كنت تحبني؟ الآن تقول لكل الناس: "أنا لا أحبها"، ولكنني أحبك يا حليم. ماذا أفعل؟ قل لي يا حليم، لقد أصبحتُ، حقاً، يا حليم، أتعس مخلوقة على وجه الأرض".

على ما يبدو أن سعاد كانت في سهرة مع حليم برفقة مفيد فوزي، وتوقعت منه أن يتصل بها لكنه لم يفعل.

لا يوجد تاريخ يحسم توقيت الرسالة، ومن الواضح أنها كانت متعلقة به ومعذبة في حبه، لكنه أصبح يتحاشاها، فلجأت إلى كتابة رسالة أخيرة له.

في بيان أسرة حليم إشارة إلى أن العثور على الرسالة جاء بالصدفة، رغم أن هذا يتعارض مع حرصهم الشديد على جمع كل مقتنياته وتوثيقها. فلماذا الإعلان الآن وتجاهل الإشارة المباشرة إلى إسم سعاد حسني؟!
هل القصد الاعتراف بقصة الحب، وإظهار سعاد كامرأة مجروحة في مشاعرها، تطارد عبد الحليم؟
هل رسالة واحدة - يتبادل العشاق آلاف الرسائل مثلها - تنفي أن صلحاً عقد بينهما ومن المحتمل أنهما تزوجا بالفعل، بعد تلك الرسالة؟!
أي أن "الرسالة" عملياً لا تثبت ولا تنفي أي شيء، باستثناء تأكيد قصة الحب.
كما ظهرت أصوات تطعن بالتزوير في الرسالة في مقدمتها جانجاه، أخت سعاد، ما دفع محامي أسرة العندليب إلى إبداء الاستعداد لعرضها على أي جهة قانونية.

 

عبد الحليم حافظ.
عبد الحليم حافظ.

 

أعادت جانجاه تأكيد وقوع الزواج، بشهادة الإعلامي الراحل مفيد فوزي، المقرب من العندليب، واستمر أكثر من ست سنوات، وإلى جانب مفيد فوزي طرحت أسماء أخرى بوصفها شاهدة على الزواج مثل الموسيقار كمال الطويل والفنان يوسف وهبي والإعلامي وجدي الحكيم، بينما أكد سمير صبري ونجوى فؤاد وجود العلاقة العاطفية فقط مع نفي الزواج في ظل غياب دليل رسمي يثبته.

وسبق لجانجاه، في إطار الصراع المتكرر مع ورثة حليم، أن أعلنت وجود وثيقة زواج، وتداولت "السوشيال ميديا" ورقة منسوبة إلى شيخ الأزهر حسن مأمون، لكن ورثة العندليب شككوا في صحتها واتهموا جانجاه بالتزوير، لكنها كسبت القضية، علماً بأن الشيخ مأمون نفسه لم يتول مشيخة الأزهر إلا عام 1964!

وبحسب شهادة قديمة لـ "الحاجة علية" شقيقة العندليب وكاتمة أسراره، فإن الحب الوحيد في حياته كان لفتاة من محافظة الشرقية، لكنها توفيت بمرض مفاجئ. 

لكن المتفق عليه بين الجميع وجود "قصة الحب" بين عامي 1960 و1965، لكن ورثة حليم ينفون الزواج، وبعض ورثة سعاد، يصرون على وقوعه. 

ومع أن السندريللا نفسها أعلنت ببساطة عن جميع أزواجها، فلماذا استبعدت حليم؟ ولماذا تصر جانجاه على حدوث الزواج، بينما أختها نجاة فضلت الصمت؟!

يؤمن الجمهور بقصة الحب تلك، وبعض زوار شقة عبد الحليم في الزمالك سجلوا تعليقات على الجدران تتمنى لهما استكمال قصة حبهما في العالم الآخر.

بغض النظر، هل كان ما بينهما حبًا - تؤكده معظم القرائن - أم تكلل بزواج عرفي، غير موثق، فمن الواضح أن العندليب قرر إنهاء علاقته العاطفية بها، وتنكر لها.
وترجع أسباب إنهاء "العلاقة" إلى: متاعبه الصحية، خوفه من خسارة جمهوره من المعجبات، غيرته من نمط حياتها اللاهي وسهراتها، خصوصًا أنه ابن بيئة ريفية محافظة.
ومن المرجح أنه فضل أن يعيش غراميات عابرة دون التزام،  إذ ربطته أقاويل بقصة أخرى عندما كان طالباً في معهد الموسيقى مع راقصة تدعى ميمي فؤاد، لكن أصدقاءه نصحوه بأن ينكر معرفته بها. وربما تكررت النصيحة ذاتها مع سعاد.

تبنى الناقد أشرف غريب في كتابه "العندليب والسندريللا: الحقيقة الغائبة" فرضية انتهاء العلاقة بينهما سنة 1966، ما يعني أن قضية تجنيدها حدثت وهي مرتبطة بالعندليب، وربما بسبب ذلك الارتباط، لأن مدير المخابرات آنذاك صلاح نصر كان كارهًا لنفوذ العندليب وتأثيره على عبد الناصر، فأراد تحطيمه باستثمار علاقته السرية مع سعاد. علمًا بأن ثمة رواية مغايرة بأن صلاح نصر نفسه كان معجباً بسعاد، ولذلك لجأ العندليب إلى عبد الناصر لإنقاذه هو وسعاد من مدير مخابراته.
قضية تجنيد سعاد حسني، وما قيل عن تصويرها في أوضاع مخلة، لا شك أنها أثرت على مجمل حياتها واتزانها النفسي والعاطفي، ولا يُستبعد أنها لعبت دوراً في إنهاء قصة الحب.

كما لا  يُستبعد أن العندليب - المقرب من السلطة - تلقى تحذيرات - بعد تجنيدها - لإنهاء العلاقة. فاكتفى بأن يعيش لفنه وجمهوره، فيما تزوجت سعاد من مدير تصوير أفلامها صلاح كريم، ومن بعده من زكي فطين عبد الوهاب، ثم من المخرج علي بدرخان، فمن السينارست ماهر عواد.

أي أنها كانت حريصة عل أن تحيا - حتى وفاتها - في ظل رجل، وإن حرمتها الحياة من نعمة الأمومة. كانت تبحث عن الشعور بالأمان والاستقرار كي تداوي إحباطاتها النفسية والعاطفية التي زادت بتكالب الأمراض عليها قبل أن تبلغ الخامسة والأربعين.

ورغم مرور نحو ربع قرن على رحيلها، ونصف قرن على رحيل العندليب، يصر نبّاشو القبور على فتح ملف قصة الحب/ الزواج، مع أن الطرفين - صاحبي الشأن - التزما الصمت، وأغلق كلاهما الباب على حقيقة ما كان بينهما.

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟