مالك مكتبي يكسر السقوف في "ليدو"... محمود يبحث عن أمّه في عالم الليل (فيديو)
أطلّ الإعلامي مالك مكتبي في أولى حلقاته الخاصة ضمن برنامجه "أحمر بالخط العريض" على شاشة "أل بي سي آي"، بعنوان "ليدو". يروي القصة "محمود"، ابن صاحب الملهى، الذي يبحث عن والدته الحقيقية، التي كانت تعمل سابقاً في الملهى عند والده "خالد"، صاحب النفوذ والسلطة، وتزوجت منه.
عانى "محمود" من العنف والتفكك الأسري وعمالة الأطفال، وقضى سنوات طويلة من حياته في البحث عن والدته، على الرغم من وجود والده "ميسور الحال"، صاحب الملهى الليلي في طرابلس. "خالد"، رجل ذو نفوذ وسلطة كبيرة خلال فترة وجود النظام السوري في لبنان، يُلقبه ابنه بـ "صدام حسين" بسبب شدة قسوته وظلمه له.
يستهل "محمود" حديثه عن نفسه وعن والدته، التي لا يعرف عنها سوى القليل، متناولًا معاناته مع "الظلم من أقرب الناس إلي، ووالدتي". وتطرّق في حديثه إلى ظلم والده له وتعذيبه منذ طفولته، إذ إنه اضطر للعمل بين سن الـ 5 و7 كـ ميكانيكي وحلاق. وأشار إلى أنه لم يكن "ينفع" للمدرسة، على الرغم من حالة والده المادية الجيدة.
وبحسب روايته لمكتبي، كان "محمود" يتعرض منذ طفولته، التي لم يشعر أنه عاشها حقاً، لـ "الضرب والكلمات القاسية والشتائم" من قبل والده. وكشف الشاب عن ممارسات والده العنيفة، قائلاً: "علّق مشنقتي واضعاً كيساً في رقبتي، كهربني، ربطني بجنازير". ونتيجة لذلك، أضاف "محمود": "حاولت الانتحار، حرقت نفسي، واعتدت إخفاء دموعي".
"محمود" الذي لجأ إلى عالم المخدرات والليل نتيجة "العائلة الفاشلة" التي نشأ فيها، كما وصفها، لم يتخلّ يوماً عن حبه لوالدته الحقيقية وسعيه للبحث عنها. بدأ ذلك منذ أن اكتشف بالصدفة أن السيدة التي قامت بتربيته ليست والدته.
يدافع "محمود" عن والدته التي لم يعرفها طيلة الحلقة الأولى، على الرغم من أنها تخلّت عنه. لكنه يجد لها أعذاراً قد تكون جبرتها على ذلك، مردداً عبارته: "شو ما كانت، هيدي أمي". ولا يعرف "محمود" عن والدته "مريم" سوى أنها كانت تعمل في ملهى والده، وهي من الجنسية السورية، ولديها ثلاثة أسماء "أمل حيدر" (الاسم الأول الذي عرفها به)، "مريم" (اسمها الحقيقي)، و"مريهان" (اسم الشهرة)، وذلك من خلال دفتر يعرّف عنها حصل عليه من والده بعد مواجهته له.
وأوضح "محمود" متأثراً أنه لم يعد يتعاطى المخدرات، وأنه يريد فقط الاهتمام بعائلته وابنته "مريم"، التي اسماها على اسم والدته"، مشيراً إلى أنه يريد لابنته أن تنشأ في "مكان نظيف لا نجاسة فيه".
بدأ "محمود" بالبحث عن والدته في منطقة باب التبانة، كما أخبرته زوجة أبيه "سيدة" التي كانت تربيه، ولكنه لم يجد شيئاً. وقيل له إن "النسخة الثانية من والدته، وأنه يشبهها كثيراً"، مما أشعره بالارتياح، إذ قال: "أستطيع أن أراها في نفسي". وأضاف: "الأم في الحياة كل شيء، هي الحضن الدافئ والحياة، مهما كان ماضيها. ومن الممكن أن يكون هناك شيء أجبرها على ذلك الماضي".
مواجهة "محمود" لوالده
مرّ "محمود" بمرحلة خوف قبل أن يتمكن من مواجهة والده "خالد" حول والدته، التي كانت إحدى زوجاته "الخمسة"، وذلك حرصاً منه على ألا يخسر بيته وماله. وعندما واجه والده، كان قد خرج للتوه من السجن بعدما تمت إدانته بتهمة المخدرات والشروع في القتل، ضربه والده وربطه بالجنازير، ووجه له كلمات مهينة وقاسية، ما جعله "يتمنى الموت". علماً أنه حرص على مواجهته، عندما لم يعد لديه سلطة في لبنان (بعد خروج النظام السوري من لبنان)، ظناً منه أنه لن يستطيع إيذاءه كما كان يفعل سابقاً.
بعد المواجهة، قدّم "خالد" لابنه دفتراً رسمياً سمح له بالحصول على بعض المعلومات عن والدته. وتضمن الدفتر أن اسمها الحقيقي هو "مريم"، واسمها الفني "مريهان"، وهي من الجنسية السورية. أشار إلى أنها قد خضعت لـ "فحص الإيدز" سابقاً. ولدت "مريم" في منطقة السفيرة في ريف حلب، التي تدمرت واستولى عليها "داعش" خلال الحرب السورية. أما مهنتها فهي "فنانة وراقصة".
ويقول "محمود" لمكتبي: "إن كانت والدتي لا تريدني، لكانت قتلتني بدلاً من أن تحملني 9 أشهر... أنا ابنها ولست بصمة عار".
ملهى "ليدو"
توجه "محمود" مع مكتبي إلى الملهى الليلي الذي كان يملكه والده في طرابلس، والذي هو مقفل حالياً. وأشار الإعلامي اللبناني إلى وجود نفس ساحة الرقص والعواميد التي رآهم في الصور إلى اليوم.
ويروي "محمود" في هذا المكان أنه بدأ حياته في هذا العالم المظلم، متنقلاً من أعمال مختلفة مثل العمار، والكافيتريا، وتوصيل الطلبات إلى الغرف، ثم إلى وظيفة حارس للفتيات في ملهى ليلي. عمل في "مبنى مخصص علناً للدعارة"، حيث كانت جميع الفتيات مجبرات على هذا العمل ولم يكن الخيار متاحاً لهن. كان هناك فتيات متزوجات جلبهن أزواجهن، وبعضهن جلبهن آباؤهن، وآخريات جلبتهن والداتهن. فيما كانت مسؤوليته حماية 25 فتاة من الجنسية السورية، اللواتي وصفهن بـ "ضحايا الليل".
وبحسب "محمود"، كان الأجر يتراوح بين 100 ألف ليرة لبنانية 50 دولاراً و100 دولار حسب التوقيت (10 دقائق)، وإذا طالت المدة أكثر من 10 دقائق، كانت الفتيات يُضربن. لكن "محمود" على الرغم من عمله حارساً للفتيات، لا يعتبر نفسه جزءاً من شبكة الدعارة، بل كان يحاول الاهتمام بالفتيات وحمايتهن.
وقال "محمود" عن نفسه: "أنا ضحية أب فاسد هو الذي ضيعني وجعلني أعمل في عالم الليل، لم يسمح لي أن أعيش طفولتي". وعلى الرغم من أنه كان يخشى الاقتراب من الفتيات، لكنه كان يبحث عن الحنان، إلى أن وجد "حنان"، أول حب في حياته وآخره، وهي الآن زوجته. تعرف عليها من خلال تجربته في عالم الليل، وكانت هي "البطلة" في المكان الذي عمل فيه، وكان هو حارسها.
ورداً على سؤال مكتبي، "كيف علمت (حنان) من بين كل الرجال أنها تحب محمود؟"، قال "محمود": "علمت من نفس القلب التي علمت أنا منه أنني أحبها... عندما تحب الشخص تنسى كل شيء... القلب أقوى من كل وصمات العار".
وفي ختام الحلقة الأولى من برنامجه، اعطى الإعلامي اللبناني مالك مكتبي جرعة أمل لمشاهديه، قائلاً: "أريد أن أبحث عن والدته والغوص في عالم الليل، دون أن أدنس أقدس شيء عند محمود".
نبض