
وجّه الممثل السوري مكسيم خليل رسالة مؤثّرة إلى أبناء وطنه عقب الأحداث الأخيرة في مدينة حلب وريفها، داعياً إياهم إلى الثقة ببعضهم البعض ونبذ الفرقة والخوف من الآخر والانتقام.
وعلّق على صورته بيدين مضرجتين بالدماء متوجهاً "إلى كل من يتابع الفيديوات والأخبار في هذه اللحظات، سواء بشكل خفي أو علني، إلى كل من يشعر بالخوف أو الفرح أو الحزن أو الترقب، إلى كل من يحمل في قلبه شماتة أو قلقاً أو شعوراً بالنصر، وإلى كل يد تفكر في الانتقام من اليد الثانية، نحن جسد واحد، ولسنا أعداء. نحن أهل، ولكننا مفرّقون ومقسّمون عمداً بفعل الدماء التي سالت، والأيديولوجيات والطوائف والمناطق والعقائد وكل هذه المسميات. لكن الأخطر في علاقتنا هو الـ"أنا" التي تسيرنا."
وتابع: "هذا الغرور هو الذي يمنعك من رؤية الحقيقة، يخيفك من الخروج من دائرتك التي تعتبرها منطقتك الآمنة. هو الذي يجعلك غير قادر على الاعتراف بخطئك، أو حتى رؤية حق الآخر، أو تقبّل تغيّر قناعاتك التي غُرست فيك لخدمة مصالح الآخرين."
وأضاف: "افتح قلبك أيها السوري، ولا تخف. انظر إلى مرآتك بطريقة مختلفة. جرّب الخروج من دائرتك لتشاهد المشهد من الخارج. انظر إليه من وجهة نظر الآخر، تفحص مطالبه، استمع إلى مخاوفه، تفهم مظلوميته. صدقني، ستشعر بالرحمة تجاهه وستمد يدك لمساعدته، لأن مظلوميته في النهاية هي امتداد لمظلوميتك".
وتابع: "أنا واثق أن كل واحد منا، في أعماق نفسه وفي لحظة صدق، يعرف الحقيقة ويدرك السبب. والأهم من ذلك، أننا جميعاً نعلم الحل. لكننا مع ذلك، متمسكون بأفكارنا، رافضون التخلي عنها أو النظر إلى الأمور من منظور آخر.
وتساءل عن سبب التمسّك بالأفكار الراسخة، مجيباً: "الخوف وعدم الثقة بالآخر، والذي ينبع بدوره من الخوف ذاته. إذا فتحت عقلك قليلاً، ستكتشف أن معظم ما بداخلك جذره خوف. هذا الخوف نفسه يمكن أن يحوّلك إلى ظالم، جلاد، حاقد، مجرم، جبان، انتهازي، أو حتى حيادي، كما يمكنه أن يجرّدك من الأمل تماماً. قد يجعلك سجيناً طليقاً، أسير أفكارك ومخاوفك وأوهامك."
وأضاف: "لدي إيمان مطلق أن الغالبية العظمى من الشعب السوري طيب، محب، كريم، وشهم، يتمتع بالكرامة. هذا الكلام عن تجربة وليس مجرد حديث. وككل شعوب العالم، هناك من هم سيّئون وانتهازيّون وغير محبين، وهؤلاء يسيطرون ليس لأن لديهم قلباً، بل لأنهم بلا قلب، عكس ما يُراد لنا أن نعتقد."
وأكد أن الحل يكمن داخل كل سوري يفتح قلبه لبقية السوريين، وداخل كل مواطن يتحكم بمخاوفه ومعتقداته من أجل حرية الآخرين. وأشار إلى أهمية التغلب على "الإيغو" الشخصي، ليصبح الولاء خالصاً للوطن العظيم.
واختتم خليل قائلاً: "قد يتساءل البعض عن جدوى هذا الخطاب في وقت يُسمع فيه صوت السلاح، ولكن الحقيقة أن هذا هو التوقيت المناسب لهذا الكلام، لأنه تحديداً وقت الرصاص. سوريا لكل السوريين."