"اليوم العالمي للمكسرات"... حبات تحمل قصص العادات والتقاليد

حول العالم 22-10-2025 | 15:30

"اليوم العالمي للمكسرات"... حبات تحمل قصص العادات والتقاليد

تمتاز المكسرات بنكهاتها المتنوعة، من حلاوة الكاجو والفستق إلى غنى المكاديميا والصنوبر، مروراً بنكهات اللوز والجوز الترابية.
"اليوم العالمي للمكسرات"... حبات تحمل قصص العادات والتقاليد
مكسرات (المصدر: Freepik).
Smaller Bigger

الجوز، البندق، الفستق، الكستناء، الصنوبر، الكاجو وغيرها... ليست مجرّد "سناك" يُقدَّم في السهرات، بل إرثٌ غذائيّ وثقافيّ رافق الإنسان عبر آلاف السنين، تختصر حباته قصصاً من العادات والتقاليد حول العالم. وفي 22 تشرين الأول/أكتوبر، يُحتفل بـ "اليوم العالمي للمكسرات"، الذي أُطلق عام 2015 للاحتفاء بتاريخ هذه الثمار وتنوّعها، بعدما شكّلت جزءاً أساسياً من النظام الغذائي للبشرية منذ أكثر من 780 ألف عام.

ويأتي "اليوم العالمي للمكسرات" دعماً للمزارعين الصغار حول العالم، وتأكيداً على أهمية التوعية بفوائد هذه الثمار الغنية، وتشجيعاً لاعتماد خيارات صحية في الوجبات الخفيفة.

لماذا نحتفل بالمكسرات؟

تمتاز المكسرات بنكهاتها المتنوعة، من حلاوة الكاجو والفستق إلى غنى المكاديميا والصنوبر، مروراً بنكهات اللوز والجوز الترابية. وعند تحميصها، تكشف عن طابع جديد من الدفء والعمق يجعلها نجمة أي طبق.

تضيف قرمشتها متعة إلى السلطات والأطباق الساخنة، وتتحوّل عند طحنها إلى مكوّن مثالي لتكثيف القوام في الحساء واليخنات. أما من الناحية الصحية، فهي كنز طبيعي من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. لكل نوع ميزته، لذا يُنصح بتناول مزيج منها لتحقيق أقصى فائدة.

 

 

 

ومنذ القدم، كانت المكسرات زاداً للحضارات في مواسم البرد، لما تمنحه من طاقة طويلة الأمد وإمكانية حفظها لفترات طويلة. حفنة صغيرة منها تكفي لتجديد نشاطك في السفر، أو في يوم عمل طويل!

ولا يقتصر سحر المكسرات على طعمها، إذ أثبتت الدراسات أنها تساهم في خفض معدّل الكوليسترول الضارّ (LDL)، ما يجعلها مفيدة لمرضى القلب والشرايين.

من موائد الملوك إلى طقوس الشعوب

في روما القديمة، كان العرسان يُرمَون بحبّات الجوز كرمزٍ للخصوبة والسعادة الزوجيّة، فيما اعتُبرت في مصر الفرعونية غذاءً ملوكيّاً، إذ كان اللوز يُدفن مع الملوك ليكون زادهم في الحياة الأخرى، دلالةً على الرفاه والخلود.

أما في الهند، فالكاجو كان من أطعمة النخبة، يُقدَّم في قصور الملوك ويُستخدم في الحلويات الغنيّة بالتوابل والعسل. وفي المقابل، ارتبطت المكسرات في الصين القديمة بطول العمر والحظّ السعيد، خصوصاً الفستق الذي يُلقّب هناك بـ "مفتاح السعادة"، إذ يُقدّم في احتفالات رأس السنة الصينية تعبيراً عن التفاؤل والبدايات الجديدة.

 

مكسرات (أ ف ب).
مكسرات (أ ف ب).

 

تجاوزت المكسرات حدود المطبخ لتغدو رمزاً ثقافياً واجتماعياً؛ ففي الشرق الأوسط مثلاً، ارتبط الفستق الحلبي بالضيافة والكرم، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من الحلويات الشرقية الفاخرة.

ومن حضارات الملوك إلى طقوس الشعوب، بقيت المكسرات تجمع العالم حول طاولةٍ واحدة، حبات صغيرة بطعمٍ كبير، تحمل في داخلها نكهة التاريخ وذاكرة الاحتفال.

في العصر الحديث: من التقاليد إلى "الترف البسيط"

لم تعد المكسرات حكراً على المناسبات الفاخرة، بل أصبحت تزيّن المقاهي الراقية مغطّاة بالعسل أو الكراميل، وتشكّل عنصراً أساسياً في مطابخ الطهاة العالميين لإضفاء التوازن بين القوام والنكهة. وحتى في عالم الموضة، استُلهمت درجات الألوان الترابية، مثل "Almond Beige" و"Pistachio Green" و"Walnut Brown"، من دفء المكسرات الطبيعي.

 

مكسرات (المصدر: Freepik).
مكسرات (المصدر: Freepik).

 

 

 

كيف نحتفل؟

في هذا اليوم، يُشجّع الناس على الاستمتاع بالمكسرات مع العائلة والأصدقاء، سواء عبر إعداد وصفات جديدة، أو تحضير زبدة المكسرات في المنزل، أو إضافتها إلى الوجبات اليومية. إنها مناسبة تجمع بين المتعة، والنكهة، والفائدة، احتفاء صغير بكنز غذائي كبير.

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/23/2025 5:18:00 PM
المدوّن الإسرائيلي: يجب أن أريكم كيف تبدو سوريا في عام 2025
سياسة 10/23/2025 8:30:00 PM
اعتداء إسرائيلي جديد على جنوب لبنان...
اقتصاد وأعمال 10/22/2025 3:51:00 PM
لا يمكن اعتبار هذا التراجع "انهيارًا" أو حتى "تصحيحًا"، نظرًا لارتفاع الأسعار الكبير. لا تزال المعادن تحقق أرباحًا جيدة هذا العام، حتى بعد التراجعات الأخيرة
لبنان 10/23/2025 12:59:00 PM
غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف منطقة البقاع