فرانك كابريو القاضي الذي جعل من العدالة لغة قلب (صور)

نشرت الصحف العالمية في الأيام الأخيرة قصصاً إنسانية عن القاضي الراحل فرانك كابريو، الذي تحوّل إلى رمز عالمي للرحمة والعدالة الإنسانية.
ورغم شهرته بفضل برنامجه التلفزيوني Caught in Providence، تبقى حكاياته الشخصية المجهولة هي ما يضيء على عمق تجربته ومسيرته.
كابريو... من شاحنة الخبز إلى منصة القضاء
يستعيد كابريو طفولته حين كان يرافق والده، بائع الفاكهة المهاجر، في جولاته اليومية على شاحنة صغيرة في أحياء بروفيدنس. هناك، تعلّم أن العدالة تبدأ من أبسط تفاصيل الحياة اليومية.
وكان يقول دائماً: "إذا كان والدي يسامح على خمسة سنتات، فالقاضي يستطيع أن يسامح على غرامة عندما تقتضي الرحمة".
اقرؤوا أيضاً: "اذكروني في صلواتكم"... وفاة القاضي الرحيم فرانك كابيرو
فرانك كابريو طالب قانون ينظّف السمك
لم يكن طريقه سهلاً. فقد عمل ليلاً على تنظيف السمك في الأسواق لتمويل دراسته الجامعية. وعن هذه الفترة من حياته قال ضاحكاً: "بينما كان زملائي يخرجون للسهر، كنت أعود إلى البيت وتفوح مني رائحة السمك". هذه التجربة علّمته التواضع، فبقي قريباً من الناس، مدركاً معنى الكفاح اليومي.
فرانك كابريو ... وفيّ من دون انقطاع
لم يكن كابريو قاضياً فحسب، بل ابن بارّ وزوج وفيّ. فكل يوم أحد، وعلى مدى سنوات، كان يضع الزهور على قبر والدته، قائلاً: "لقد أعطتني كل شيء، والزهرة أقل ما يمكنني أن أقدّمه لها".
كما امتد هذا الوفاء إلى زواج دام أكثر من ستين عاماً مع زوجته جويس وأطفالهما الخمسة.
إليكم المزيد: أكثر مقاطع الفيديو تداولاً "للقاضي الرحيم" فرانك كابيرو
فرانك كابريو والشهرة التي لم يسعَ إليها
المفارقة أنّ القاضي الذي أسر قلوب الملايين عبر الإنترنت لم يكن يملك حتى هاتفاً ذكياً. وعندما أخبروه أنه "أصبح ظاهرة فيروسية"، أجاب مازحاً: "ظننت أنّ الفايرال تعني الإنفلونزا". كان ببساطة على طبيعته، وهو ما جعل العالم يصدّقه ويحبه.
فرانك كابريو عميد إرث العدالة الرحيمة
عند تكريمه بإطلاق اسمه على قاعة المحكمة في بروفيدنس، لم يعتبر كابريو ذلك إنجازاً شخصياً، بل تذكّر والده الذي علّمه أنّ "الأفعال الصغيرة من اللطف تعيش أطول من صاحبها".
وهكذا، رحل فرانك كابريو عن عمر 88 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً إنسانياً نادراً. سيبقى في ذاكرة التاريخ قاضٍ أثبت أنّ العدالة يمكن أن تكون صارمة بالقانون، لكنها أكثر عدلاً عندما تُمارس بقلوب رحيمة.